احتفى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية شهر فبراير الماضي باليوم الدولي للغة الأم تحت شعار :
” اللغة الأم الحفاظ,والتثمين,والتناقل, بشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ” اليونسكو”.
عرف الحفل حضور مجموعة من الهيئات المعتمدة لدى المملكة المغربية ,كالسفيرة الاوكرانية,وسفير البنكلاديش وسفير أذربدجان وممثلين عن روسيا وبولونيا وعدد من الدول .
وحسب المعهد يعتبر الاحتفال بهذا اليوم فرصة للنظر في واقع اللغة الأمازيغية والمكتسبات التي رصدتها, والتحديات التي تطرح أمامها, للنهوض بها, ولكي تمنح القيمة للغة الأم يجب أن يتم الحفاظ عليها وتثمينها ثم تناقلها لتسهيل وثيرة انتشارها وتعميمها.
وقال عميد المعهد السيد أحمد بوكوس في تصريح للصحافة إن “الاحتفال باللغة الأم يكتسي أهمية بالغة لاسيما في علاقته باللغة الأمازيغية وأن الحفاظ على اللغة الأم يتم أساسا عبر القيام بأبحاث اللغة والبنيات اللغوية ووظائفها وكيفيات معيرتها بالإضافة الى دراسة التعابير المختلفة للغة الأمازيغية عبر الجهات, مبرزا أهمية دور العائلات في تناقل اللغة عبر الاجيال.
وبعد الكلمة الترحيبية للمعهد التي ألقاها عميد المعهد السيد أحمد بوكوس نقلت ممثلة منظمة اليونسكو بمكتب الرباط الخاص بالمغرب الكبير, رسالة المديرة العامة لليونسكو “ادري أزولاي” حيث أشارت الى أن ” تعلم لغة أو نسيانها لا يمثل مجرد اكتساب أو فقدان لوسيلة تواصل بين البشر بل إنه يمثل مشاهدة عالم يتراءى أو يتلاشى بكل عناصره” وأضافت ازولاي أن ” العديد من تلاميذ المدارس يعيشون منذ عامهم الدراسي الأول, هذه التجربة الغامضة المتمثلة في اكتشاف لغة جديدة , وعالم الأفكارالذي تحمله في طياتها ونسيان اللغة التي عرفوها عندما كانوا أطفالا “.
ودعت رئيسة منظمة اليونسكو “كل الذين يستطيعون الدفاع عن هذا التنوع اللغوي والثقافي القيام بذلك ” فهذا التنوع هو القواعد اللغوية التي تضبط انسانيتنا المشتركة “.
يذكر أن المعهد الملكي دأب على الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف 21 فبراير من كل سنة, تبعا لمهامه المتمثلة في حماية اللغة الأمازيغية والنهوض بها , نظرا لرمزية هذا الحدث في التحسيس بأهمية النهوض بالتنوع اللغوي والثقافي ببلادنا.
ويجسد هذا التوجه الذي دشنه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية , مقاربة جديدة وطموحة تؤكد على العناية باللغات ببلادنا من شأنها أن توفر الأرضية المناسبة والمحفزة لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة,, وتساهم في بناء مجتمعات المعرفة الشاملة وحفظ التراث الثقافي .
وحضيت هذه التظاهرة الثقافية بتغطية إعلامية مهمة وكانت فرصة لبعض المسؤولين للإدلاء بارائهم.
وفي هذا الصدد اعتبر الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية السيد الحسين المجاهد ” أن تكريس وتقليد الاحتفاء بهذا اليوم العالمي للغة الأم,هو بمثابة الاحتفاء بالتنوع الثقافي, الكوني وكذلك ” لتثمين وبلورة الاهتمام بلغات الأمهات وقيمتها ووزنها وأدوارها المتعددة في حياة الناطقين بها والحاملين لثقافتها” .
وأشار إلى أن الاحتفاء بالأمازيغية يأتي ” باعتبارها من أقدم وأعرق اللغات الحية في العالم , وهي لغة وثقافة وحضارة وتشكل جزء مهما في المشهد اللغوي الوطني بمختلف تعابيره”.
ومن جهته شدد الأستاذ بنعيسى يشو على أهمية اللغة الأمازيغية في التعلم والتعليم, فيما استعرض الاستاذ يونس الشعبي دور التكنولوجيا في النهوض باللغة الأمازيغية.
واختتمت التظاهرة بفقرات موسيقية متنوعة بمشاركة الباحث والفنان عبد الله بوزنداك والفنان كريم المرسي بالإضافة الى الفنان منصف مزيبري.
التعليقات مغلقة.