صادقت لجنة المالية اليوم الثلاثاء على ضريبة جديدة ضمن قانون مالية 2020 الذي تتم مناقشة مضامينه حاليا تحت قبة البرلمان.
وتهم هذه الضريبة الجديدة السجائر الإلكترونية التي باتت تعرف رواجا متزايدا في الآونة الأخيرة، حيث صادقت لجنة المالية اليوم الثلاثاء وبإجماع أعضائها على تضريبها.
وبررت فرق الأغلبية التي تقدمت بهذا المقترح طلبها بكون هذه السجائر الإلكترونية ثبت علميا تسببها في أضرار صحية لمستهلكيها، وبالتالي اختارت الحكومة التعامل مع سائلها بنفس المنظور الذي تتعامل به مع التبغ .
تحتوي السيجارة الإلكترونية على سائل مكون من أربعة عناصر؛ ”البروبيلين كليكول”، و”الغليسيرين فيجيتال”، و النيكوتين، ونكهة. 95 في المائة من هذه العناصر يستحوذ عليها ”البروبيلين كليكول”، و”الغليسيرين فيجيتال”، و1 في المائة منها يكون نيكوتينا، والباقي نكهة.
بالنسبة للنيكوتين، فنسبته، في السائل الموضوع داخل هذه السيجارة، تختلف حسب رغبة كل مدخن، إذ تتراوح ما بين 0.3 و1.2 في المائة من تلك العناصر الأربعة المذكورة.
”الغليسيرين موجود في الياغورت، والبروبيلين موجود في المناديل المبللة للأطفال، أي أنها مواد غير سامة. وفي المقابل، السجائر العادية لا نعرف مكوناتها، وظروف تخزينها”، يقول مهدي، أحد بائعي السجائر الإلكترونية في الدار البيضاء، مضيفا أن تدخين 10 ميليلتر من سائل السيجارة الإلكترونية في اليوم الواحد، أقل ضررا من تدخين علبة سجائر عادية يوميا”.
يعد ما يصطلح عليه بـ ”الريزيسطونس” جزءًا مهما في جهاز السيجارة الإلكترونية؛ وهو عبارة عن قطعة حديدية يكسوها القطن، وتغلفهما قطعة حديدية أخرى. ”الريزيسطونس” يستمد، لوحده أوتوماتيكيا، السائل الموجود في السيجارة الإلكترونية، ويصبه على القطن. وبعد أن يصبح ”السبيرال”، وهو مكون من مكونات ”الريزيسطونس”، ساخنا، ينتج البخار الذي يدخنه مستخدم السيجارة الإلكترونية.
”كلما خرج البخار كثيفا من السيجارة الإلكترونية، فهذا يعني أن هناك نيكوتين أكثر”، يفيد مهدي، مبينا أن النساء يفضلن أن يكون البخار قليلا، ومعتبرا أن بائعي السجائر الإلكترونية يبيعون للزبون أي نوع كان، دون مراعاة لخصوصية وضعية بالنسبة لتدخين سجائر التبغ، هادفين، فقط، إلى التخلص من البضاعة عن طريق بيعها.
ظهرت السجائر الإلكترونية في الصين، على يد الصيدلي الصيني هون ليك في سنة 2003، على أساس أنها تساعد في الإقلاع عن تدخين سجائر التبغ. فكرة يقول عنها نبيل، واحد من بائعي السجائر الإلكترونية في الدار البيضاء، أنها صحيحة، إذ يقول ”شهر واحد من استعمال السيجارة الإلكترونية كاف للإقلاع عن التدخين”، وفي المقابل يقول مهدي أن هذا الأمر غير صحيح وغير منطقي، معتبرا أن الآراء والتجارب تختلف، مبرزا أن هناك من أقلعوا عن تدخين سجائر التبغ، وعددهم قليل، في ثلاثة أيام أو أربعة، لكنهم يَعُودُونَ إلى هذه العادة بعد ثلاثة أشهر أو أربعة.
تعد مدة ستة أشهر كافية للإقلاع عن التدخين، إذا اتبع المدخن الطريقة الصحيحة لاستعمال السيجارة الإلكترونية؛ إذ يجب، في البداية، أن يضع المدخن 12 ميليغراما من النيكوتين في سائل السيجارة الإلكترونية، و6 ميليغرامات بعد مرور شهر، و3 ميليغرامات بعد ذلك، ختاما بـ 0 ميليغرام من النيكوتين في السائل، وبالتالي الإقلاع عن تدخين التبغ، حسب ما أفاده واحد من بائعي هذا المنتج، دخل هذا المجال منذ أربع سنوات.
بعض الشركات المصنعة لسائل السيجارة الإلكترونية تستعمل، في صناعة هذا الأخير، نكهات حقيقية تتسم برائحة زكية، وهو الشيء الذي يجعل المدخن يكره رائحة السجائر العادية بعد تدخينه للسيجارة الإلكترونية. كما أن هذه الأخيرة تطفى ولا ترمى مثل سجائر التبغ، التي تجبرنا، في بعض المواقف، على رميها قبل أن تستهلك كليا، وبالتالي الاقتصاد في المصاريف.
في سنة 2014، وبالضبط في 22 أبريل، حذرت وزارة الصحة المغربية المواطنين من السيجارة الإلكترونية، وأفادت، حينها، أنه لا توجد أدلة على سلامة هذا المنتج، وخلوه من الأضرار الصحية، وقدرته على المساعدة على الإقلاع عن التدخين فعلا، مبينة أن منظمة الصحة العالمية لم تعتبر السيجارة الإلكترونية بديلا مساعدا للإقلاع عن التدخين، ولم تخلص إلى سلامة الأجهزة الإلكترونية الْمُقَدِّمَةِ للنيكوتين، ومعتبرة أن هذه السجائر لا تخضع للمراقبة من قبل أية هيئة وطنية للمراقبة على الصعيد الدولي.
الوزارة أضافت في بلاغ أصدرته في التاريخ السالف الذكر أنه من الواجب عليها القيام بواجبها في حماية صحة المواطنين، وتحذيرهم من التدخين بصفة عامة، ومن السيجارة الإلكترونية بصفة خاصة، خاصة بعد انتشار إعلانات للترويج لها، واعتبارها غير مضرة بالصحة، حسب نفس البلاغ.
وأبرز بلاغ الوزارة أن هذه الحملات الدعائية تستهدف الشباب والنساء الذين لم يسبق لهم التدخين من قبل بشكل خاص، مما يعرضهم بلا شك، حسب البلاغ، للمخاطر الصحية الوخيمة، كالسرطانات، وأمراض القلب، والشرايين خاصة، والمثبتة علميا وبشكل قاطع كنتائج مباشرة للتدخين، نظرا لكون السيجارة الإلكترونية تحتوي على النيكوتين مما قد يجعلها سببا في الإدمان على التدخين، إضافة إلى أنه يمكن أن يكون استهلاكها مدخلا سهلا للتدخين، خاصة عند الشباب والنساء، حسب نفس البلاغ.
وأوضح نفس المصدر أن الحملات الدعائية المذكورة تبين صورة غير حقيقية لهذه السيجارة، وتروج أنها تخلو من أي أضرار صحية، إذ اعتبرت الوزارة، عبر بلاغها، أنه لا توجد دراسات تعزز ذلك، وحذرت من كون هذه الأساليب التسويقية مضللة، وتعرض صحة وحياة المواطنين إلى الخطر.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.