الكتابة و رحلة التشافي: نموذجا لوحة البازل للكاتبة جميلة رامزي

مينة الحدادي

التشافي الذاتي أو عملية التعافي من صدمات نفسية أو كدمات أو حروق عاطفية ، أو هزات سلبية ، تكون عن طريق التجاوز و التغافل و التخطي لكل ماهو موجع و مؤلم .

التشافي الذاتي هي أن نكون قادرين على أن نتشافى تحت أي ظرف و مهما تكالبت علينا المآسي و الأعطاب و أن نصوغ من داخلنا زمردا لاينكسر،

أن نتخطى الحواجز العصية على التخطي ، أن ننسى كل نوبات الحزن و الكمد ، حتى لا يتزلزل جهازنا المناعي و أن نعتبر الماضي انتهى بأفراحه و أتراحه ، و المستقبل لم يأت بعد ، و لنستمتع بالحاضر .
التشافي الذاتي أن نتحمل كامل المسؤولية تجاه ذواتنا ، تجاه رفاهيتنا ، و تعزيز و تثمين ممارساتنا ، حتى نصل إلى مرحلة الرضى ….و كل هاته العمليات طبعا ، تتطلب جهدا ووقتا و صبرا ،و صمودا ، حتى ننال استقرارا نفسيا مريحا ، بطعم الفرح ، و نصل أثناء رحلة التشافي إلى اطمئنان جميل ، و نتخلص من التدمر و الاستياء و نتخذ مواقف إيجابية تجاه أنفسنا أولا ، و اتجاه الحياة ثانيا .
و لعل طرق هذه الرحلة غير معبدة ، ووسائلها تختلف من شخص إلى آخر حسب ميولاته و رغباته و شغفه .
و كتاب ” لوحة البازل ” هو نموذج لكتابة الجرح و تعريته ، إنها وسيلة للوصول للتشافي .
” لوحة البازل “سيرة و صرخة أمام المجتمع ، و كشف عن المسكوت عنه، إنها ليست مجرد لوحة بل تجربة أرضية كما أسمتها الكاتبة جميلة رامزي ، هي سفر من الذات نحو الذات ، هي رسالة إيمان و رضى ، رسالة أنثى رفضت الاتكالية ، رفضت الخضوع ، فكان حلمها أن تعيش الحياة بجودة ، أن تتخلص من كل الجروح الداخلية …
لكل منا جروح ، منا من استطاع تجاوزها ، و منا من لايزال يعاني في صمت و يحترق …منا من ينتظر المنقذ …. أما في ” لوحة البازل ” فتصرح الكاتبة أنها أفصحت عن تجربتها الأرضية و عن أخطائها مزيلة معظم الأقنعة التي ظنتها أنها المنقذ الوحيد في بحور هذه التجربة ، و تقول أنها كانت هي نقسها السبب الرئيس في الغرق أساسا .
جميلة رامزي ، رمز الجمال الروحي الذي شاركنا التجربة و تقاسم مع القراء انكسارات الروح و شروخها و في نفس الآن كشف طريقة رأب صدوعها و ترميم تشققاتها المرئية و اللامرئية .
كل منا يملك مفتاح شخصيته ، و يدرك أتم الإدراك خيباته ، و له معرفة تسمح له بالنجاح ….لكن معظمنا لايستطيع تشغيل هذا المفتاح، أو يخاف تشغيله ؟ أو يتردد! أو يجهل أنه يملكه في الأصل ، أو أنه سمح لشخص آخر بامتلاكه ، و سمح له أن يديره كما شاء وقت ما شاء .
جميلة ملكت المفتاح ، و أدارته بإحكام، لأنها آمنت بالسؤال ووظيفته لما قالت :
من أنا ؟ و لماذا ؟
فانطلقت في رحلة التشافي عن طريق الكتابة و البوح عن التجربة الذاتية بكل صدق ، فرأت أنها تستحق ، تستحق الحب ، تستحق التقدير ، تستحق القبول و الاحترام دون قيد أو شرط .
جميلة رامزي واجهت التفكير السلبي بالصد و عدّلت أفكارها و معتقداتها ، و تحدت ظروفها و استغلت قوة السؤال لتنسف كل الأفكار الهدامة .

إن الكتابة بالنسبة لجميلة رامزي كانت في البدء فضفضة فصارت في النهاية رسالة إنسانية صادقة لمن لازال يعيش بين مطرقة جلد الذات و سندان المعتقدات السلبية .
عموما تبقى “لوحة البازل ” رحلة التشافي و رحلة الذات ، رحلة الانعتاق ، رحلة السلام ، رحلة الرضى و الطمأنينة.

يكفينا قلم وورقة لنبوح ، لنتخلص من كل المنغصات ، تكفينا ورقة و قلم لنتشافى ، و نتعافى ، يكفينا أن ندون ، أن نكتب ، أن نتواصل مع أرواحنا و ذواتنا المشروخة ، أن نكتب عن أوجاعنا ، حتى و إن كان ما سيكتب سيجعل المسببات تطفو إلى السطح ……لكن نثق أنه سيأتي صفاء الذهن ، و نرى النور ، تتضح الصور ، تنجلي السحب ، و نسمح بالرحيل لكل ألم ، سنعي ذواتنا أكثر ، حينذاك و فقط تكون الكتابة بلسما و أداة فعالة لتفريغ المشاعر السلبية ، و جسرا ممتدا نحو التصالح مع كل شيء .
و أختم بما كتبته جميلة رامزي في ص : 66 من كتابها ” أدعوك أن تجعل هذا الكتاب دليلا لك نحو لوحتك البازلية التي ستأخذك إلى أعماق أعماقك ، باحثا عن القطع المناسبة لك ، لتجد نفسك في طريق تحقيق مهمتك السامية ” .

أن نتخطى الحواجز العصية على التخطي ، أن ننسى كل نوبات الحزن و الكمد ، حتى لا يتزلزل جهازنا المناعي و أن نعتبر الماضي انتهى بأفراحه و أتراحه ، و المستقبل لم يأت بعد ، و لنستمتع بالحاضر .
التشافي الذاتي أن نتحمل كامل المسؤولية تجاه ذواتنا ، تجاه رفاهيتنا ، و تعزيز و تثمين ممارساتنا ، حتى نصل إلى مرحلة الرضى ….و كل هاته العمليات طبعا ، تتطلب جهدا ووقتا و صبرا ،و صمودا ، حتى ننال استقرارا نفسيا مريحا ، بطعم الفرح ، و نصل أثناء رحلة التشافي إلى اطمئنان جميل ، و نتخلص من التدمر و الاستياء و نتخذ مواقف إيجابية تجاه أنفسنا أولا ، و اتجاه الحياة ثانيا .
و لعل طرق هذه الرحلة غير معبدة ، ووسائلها تختلف من شخص إلى آخر حسب ميولاته و رغباته و شغفه .
و كتاب ” لوحة البازل ” هو نموذج لكتابة الجرح و تعريته ، إنها وسيلة للوصول للتشافي .
” لوحة البازل “سيرة و صرخة أمام المجتمع ، و كشف عن المسكوت عنه، إنها ليست مجرد لوحة بل تجربة أرضية كما أسمتها الكاتبة جميلة رامزي ، هي سفر من الذات نحو الذات ، هي رسالة إيمان و رضى ، رسالة أنثى رفضت الاتكالية ، رفضت الخضوع ، فكان حلمها أن تعيش الحياة بجودة ، أن تتخلص من كل الجروح الداخلية …
لكل منا جروح ، منا من استطاع تجاوزها ، و منا من لايزال يعاني في صمت و يحترق …منا من ينتظر المنقذ …. أما في ” لوحة البازل ” فتصرح الكاتبة أنها أفصحت عن تجربتها الأرضية و عن أخطائها مزيلة معظم الأقنعة التي ظنتها أنها المنقذ الوحيد في بحور هذه التجربة ، و تقول أنها كانت هي نقسها السبب الرئيس في الغرق أساسا .
جميلة رامزي ، رمز الجمال الروحي الذي شاركنا التجربة و تقاسم مع القراء انكسارات الروح و شروخها و في نفس الآن كشف طريقة رأب صدوعها و ترميم تشققاتها المرئية و اللامرئية .
كل منا يملك مفتاح شخصيته ، و يدرك أتم الإدراك خيباته ، و له معرفة تسمح له بالنجاح ….لكن معظمنا لايستطيع تشغيل هذا المفتاح، أو يخاف تشغيله ؟ أو يتردد! أو يجهل أنه يملكه في الأصل ، أو أنه سمح لشخص آخر بامتلاكه ، و سمح له أن يديره كما شاء وقت ما شاء .
جميلة ملكت المفتاح ، و أدارته بإحكام، لأنها آمنت بالسؤال ووظيفته لما قالت :
من أنا ؟ و لماذا ؟
فانطلقت في رحلة التشافي عن طريق الكتابة و البوح عن التجربة الذاتية بكل صدق ، فرأت أنها تستحق ، تستحق الحب ، تستحق التقدير ، تستحق القبول و الاحترام دون قيد أو شرط .
جميلة رامزي واجهت التفكير السلبي بالصد و عدّلت أفكارها و معتقداتها ، و تحدت ظروفها و استغلت قوة السؤال لتنسف كل الأفكار الهدامة .

إن الكتابة بالنسبة لجميلة رامزي كانت في البدء فضفضة فصارت في النهاية رسالة إنسانية صادقة لمن لازال يعيش بين مطرقة جلد الذات و سندان المعتقدات السلبية .
عموما تبقى “لوحة البازل ” رحلة التشافي و رحلة الذات ، رحلة الانعتاق ، رحلة السلام ، رحلة الرضى و الطمأنينة.

يكفينا قلم وورقة لنبوح ، لنتخلص من كل المنغصات ، تكفينا ورقة و قلم لنتشافى ، و نتعافى ، يكفينا أن ندون ، أن نكتب ، أن نتواصل مع أرواحنا و ذواتنا المشروخة ، أن نكتب عن أوجاعنا ، حتى و إن كان ما سيكتب سيجعل المسببات تطفو إلى السطح ……لكن نثق أنه سيأتي صفاء الذهن ، و نرى النور ، تتضح الصور ، تنجلي السحب ، و نسمح بالرحيل لكل ألم ، سنعي ذواتنا أكثر ، حينذاك و فقط تكون الكتابة بلسما و أداة فعالة لتفريغ المشاعر السلبية ، و جسرا ممتدا نحو التصالح مع كل شيء .
و أختم بما كتبته جميلة رامزي في ص : 66 من كتابها ” أدعوك أن تجعل هذا الكتاب دليلا لك نحو لوحتك البازلية التي ستأخذك إلى أعماق أعماقك ، باحثا عن القطع المناسبة لك ، لتجد نفسك في طريق تحقيق مهمتك السامية ” .


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading