القناة الأمازيغية تربح رهان الذروة بمسلسل الرايس الحاج بلعيد
تميزت البرمجة الرمضانية للقناة الأمازيغية هذا العام بمجموعة من البرامج الدرامية والفكاهية.. وتصدر مسلسل ” أغبالو”، عن سيرة الرايس الحاج بلعيد، الشاشة بالنظر لقيمة الرجل الفنية والتاريخية، وأيضا التناول التلفزي لسيرته كتابة وتمثيلا وإخراجا.
يشكل شهر رمضان، الذي يرتبط بعادات فرجوية تلفزيونية، خاصة بالنسبة للمشاهد، فرصة لمركز قياس نسب المشاهدة والمتابعة التلفزيونية للكشف عن أرقام التتبع التلفزي، خلال شهر الصيام وفي كل مرة، وهذا منذ سنين، تتعمد ماروك ميتري، الجهة التي أوكلت لها مهمة احتساب نسبة أوقات مشاهدة صندوق الفراجة في المغرب، تتعمد عدم إدراج القناة الثامنة تمازيغت بشكل منفرد ضمن أرقامها، وتدخلها ضمن باقي قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (الأولى دولية والرياضية والسادسة).
ويبدو أنه ومهما كانت الأرقام التي ستفرج عنها، فلن تكون أبدا منصفة وعادلة، لأنه كما يقال لا قياس مع وجود الفارق. فالفارق هنا واضح وضوح الشمس، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة وقياس قناة تمازيغت مع القناتين الأولى ودوزيم، لأن لها خصوصيتها ولغتها التي تتكلم بها. هذا المعطى يحيل على أمر مهم يتعلق بكون تمازيغت ليست محتاجة لكي تقاس بالأرقام، وذلك في غياب عينة مشاهدين خاصة وغياب قناة منافسة ومماثلة، بقدر ما يمكن الحديث عن قياس آخر أكثر أهمية هو مقياس الرضا والقبول الذي تتمتع به القناة الثامنة بين مشاهديها في مختلف ربوع المملكة التي تتكلم لغتها.
وحسب مصادر من قناة تمازيغت، وارتباطا بشهر رمضان، فقد تمكنت القناة من خلال مجموعة من البرامج والفقرات أن تصل إلى مستويات متابعة مهمة من قبل المشاهد الأمازيغي. وكنموذج لتيمز هذا العام، اقترحت القناة الثامنة بث مسلسل أمازيغي في وقت الذروة يحمل عنوان ” أغبالو”.
العمل التلفزيوني عبارة عن سيرة ذاتية تؤرخ وتوثق لحياة عميد الأغنية الأمازيغية السوسية وأبيها الروحي الرايس الحاج بلعيد. هذا العمل الذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ تناول شخصية الحاج بلعيد دراميا، تمكن من حصد متابعة مهمة من قبل المشاهدين المتابعين للقناة خلال رمضان الجاري، وترتفع وتيرة هذه المتابعة في منطقة سوس بشكل أخص، والتي تحقق فيها القناة فترة جذب ورضا مهمين، وذلك اعتبارا لمكانة الرجل وللرمزية الكبيرة التي يمثلها بين كل عاشق للفن والموسيقى الأمازيغية. فسيرة حياة الرايس الحاج بلعيد تلفزيونيا، تعد سابقة اكتشف المشاهد من خلالها تفاصيل حياة الرجل وأهم المراحل التي عاشها، وكذا المسار الذي سلكه الرجل بدءا من الكتاب، مرورا بالرعي، ثم منها نحو مرحلة التنقل بين مجموعات فنية محلية آنذاك، ليصل بالنهاية إلى مرحلة الاحتراف وحفر اسمه إلى الأبد في تاريخ الأغنية المغربية عموما والأمازيغية خصوصا. وقد تم تصوير العمل بمنطقة إجوكاك ضواحي الأطلس الكبير، واستعملت فيه تقنيات مهمة في التصوير والإخراج عبر تسيير أزيد من 200 شخص جسدوا مختلف الأدوار بهذا العمل، الذين وقفوا جميعا إلى جانب كبار الفنانين كالفنان الحسين باردواز وعبد اللطيف عاطيف واحمد عوينتي،.. وغيرهما.
متابعة ” أغبالو” خلال فترة الذروة، والإقبال الكبير الذي يتمتع به العمل، يبقى خارج دائرة مركز القياس لكن نسبة الرضا عنه تبقى هي الأهم لهذا الرجل الذي كان الخيط الناظم الذي أماط اللثام حول مجموعة من الأحداث التي عاشها المغرب إبان الاحتلال الفرنسي، وكذا الثورات التي كانت تندلع هنا وهناك ضد المستعمر الفرنسي، هذا إلى جانب ظاهرة القياد والباشاوات الذين كانوا يحكمون بقبضة من حديد ويتحكمون في أدق مفاصل حياة الساكنة خلال هذه الفترة العصيبة من التاريخ الحديث للمغرب، هذا التاريخ الذي كتب الحاج بلعيد جزءا منه ونقلته قناة تمازيغت للمشاهد في خطوة توثيقية لهذا المسار المتفرد الذي خرج من رحم المعاناة ليتوهج ويبصم إلى الأبد حياة المغاربة. إن مثل هذه الأعمال وغيرها هي المقياس الوحيد والأوحد لمدى إقبال المتلقي على الكم الهائل من الصور التي يتلقاها في كل لحظة وحين.
ابراهيم فاضل
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.