تزخر مدينة تارودانت بالعديد من المعالم الحضارية والدينية والفضاءات التاريخية الجميلة المؤهلة لتضطلع بدور رافعة أساسية للنهوض بالسياحة المحلية والخارجية وتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة.
ومن المآثر التاريخية المهمة بالمدينة، نجد القصبة السلطانية التي تدخل ضمن المشروع العسكري، لحماية تارودانت، خلال عهد السعديين، وتم بنائها في القرن السادس عشر الميلادي، حيث شيدها محمد الشيخ السعدي، وكان بها دار المخزن، والثكنة العسكرية، وتشمل القصبة، مسجدا، وسجنا خاصا، ودار العشور (خزينة الدولة).
تبلغ مساحة القصبة السلطانية الاجمالية حوالي 50 ألف متر مربع، وتقع في الشمال الشرقي للمدينة، وتتميز بالتواء ممراتها وخصوصية تحصينها مما يدل على أهميتها ودورها الاستراتيجي والإداري في فترات مفصلية من تاريخ تارودانت.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح عبد القادر الصامت، أستاذ ومهتم بتراث مدينة تارودانت، أن القصبة السلطانية اضطلعت بأدوار عسكرية وإدارية في مرحلة السلطان الشيخ محمد السعدي، وهي إحدى القصبات القديمة بالمغرب، لتبقى شاهدا معماريا وعسكريا، مشيرا إلى أنها تضم القصر السلطاني، والثكنة العسكرية، و مسجدا، وسجنا خاصا، ودار العشور يتم فيها تخزين إتاوات من المحصول الزراعي الذي تساهم به جميع القبائل من قمح وشعير وسمن ولحم مجفف.
وأضاف السيد الصامت، أن القصبة كانت تضم أيضا ثكنة عسكرية تم تأسيسها، بعد دخول الاستعمار الفرنسي لمدينة تارودانت سنة 1913 ، مبرزا أنها كانت أول ثكنة عسكرية في منطقة سوس بالجنوب المغربي، لكن مع خروج الاستعمار انتهت مهامها.
ولتعزيز جاذبية المعلمة أكثر وتمكينها من استقطاب المزيد من السياح المغاربة والأجانب، دعا الباحث إلى ضرورة العمل على “تهيئة السور والفضاء الداخلي للقصبة، بهدف تثمينها بشكل يليق بتاريخها من جهة وتعزيز المنتوج السياحي للمدينة من جهة أخرى.
وتضم القصبة السلطانية بتارودانت، منازل سكنية لمجموعة من العائلات التي تقطن بها منذ سنين، وغالبا هم أسر من الحامية العسكرية التي كانت تشارك بالحملات العسكرية خصوصا في الجنوب المغربي، أو نسبة من الحملات العسكرية التي كان يقوم بها السلطان عندما يريد تهدئة الأوطان، أويكون هناك صراعات بين القبائل بالجنوب، وهو الدور الريادي والسياسي والاقتصادي الذي لعبته مدينة تارودانت في التاريخ المغربي، خصوصا في عهد الدولة السعدية.
التعليقات مغلقة.