الفنانون الأمازيغ بسوس والدارجة المغربية

خرجت للساحة الفنية مؤخرا مجموعة من الأعمال الجديدة لفنانين أمازيغ شباب من سوس عرفوا في أعمالهم السابقة بالغناء أو التمثيل بالأمازيغية وبها جعلو لأنفسهم مكانا في الساحة الفنية المغربية، لكن ميزة أعمالهم الجديدة كونها تعرف حضور الدارجة المغربية اما بشكل مطلق أو نسبي. وهذا المعطى يجب أخذه مأخد الجد في اطار التحولات التي تعرفها الساحة الثقافية السوسية من خلال المقارنة بين لحظتين تاريخيتين :

أواخر الستينات من القرن الماضي وبداية الألفية الثالثة. فالى جانب الروايس الذين لم يعرف عنهم قط غناؤهم بالدارجة المغربية، كانت مجموعة تابغاينوست تغني بالأمازيغية والدارجة قبل أن تميل الكفة مع لقدام وازنزارن وأوسمان وعموري للغناء بالأمازيغية وحدها كشكل فني يقابل نمودج ناس الغيوان ولمشاهب بالدارجة المغربية. بعد نصف قرن من الابداع الأمازيغي والذي نجح أن يفرض نفسه في سياق لم يكن مشجعا يبدوا أن النصف الأول من القرن الواحد والعشرين وتحت ضغط التقنيات الحذيثة والامكانات التي يوفرها الأنترنيت، سيعرف التجاء الفنانين الأمازيغ بسوس، نسبيا أو كليا، للدارجة المغربية، تحت مبرر البحث عن نسبة متابعة أكبر.

هذا الميول المبرر أحيانا بمنطق العرض والطلب الذي يفرضه السوق ورغبة الفنان في تحسين وضعيته الاجتماعية من خلال البحث عن جمهور أوسع وظهور جيل جديد من الشباب الفايسبوكي ينبئ بوجود تحولات عميقة في المجتمع سيكون لها تأثير على الأمازيغية رغم دخولها فترة الاعتراف الرسمي. انها مرحلة جديدة تعيد النقاش حول علاقات الهيمنة التي تربط بين اللغات في المجتمع وتدفع للتساؤل ان كان النص الدستوري وحده كاف لتطوير لغة ما، أم أن للمجتمع منطقه الخاص في تذبيره للسوق اللغوية ويجعل كل مبدع بالأمازيغية وحدها مناضلا قبل كل شيئ.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading