الفساد في المغرب ثعبان

الأرض خُلقت من بيضة أفعى، بعد أن شكلت البيضة نفسها بنفسها» *اقتباس من كتاب «Stories They Told Me؛>>

“الكدرة”, تلك الرقصة المغربية الصحراوية، شبيهة برقصة الثعبان لدى قبائل “كالبيلياس” الهندية. خلالها تتنافس المرأة مع الأفعى في أدقّ حركاتها وخفّتها، وهي ترتدي لباساً أسودا يحيل الذهن إلى ثعبان “الكوبرا”. وتروح تمشي الراقصة بخفّة وسط جموع المعجبين، كما لو أنّها حيّة تسعى.. تُرهبهم وتُمتعهم في الوقت نفسه.

الكثير من الحضارات القديمة اعتقدت أن الأفعى كائن يتمتع بقوة وطاقة كبيرة، ولذلك في بعض الحضارات كان الثعبان يرمز للحماية، أو العلاج، والقدرة على التشكل والتغير؛ لقدرة الثعبان على تغيير جلده.

في حضارة مصر القديمة.. «واجت الحامية» والخصم الجدير
كان في بعض القناعات التي ساعدت الثعابين على تقلد تلك المكانة التاريخية، حيث ساد الإيمان بأن كل موجود في الحياة له دوره المهم في توازن الكون.حيث كان له دوران مهمان إيجابيًا وسلبيًا، الدور الإيجابي تمثل في الإلهة «واجت» والتي جسدها المصريون القدماء على شكل ثعبان الكوبرا، وكان دور الإلهة «واجت» الرئيسي هو الحماية؛ حماية مصر السفلى، وحماية الملوك، والنساء وقت الولادة.

على الجانب الآخر، كان للثعبان هذه المرة مجسدا للظلام والفوضى، الثعبان «أبيب»، خصم الإله رع في رحلته اليومية.

في الحضارة الهندية، الثعبان لا يتصرف بخبث وشر إلا إذا أساء الإنسان معاملته، فيما عدا ذلك منح الهنود اسم «Naga» للثعابين، وكانوا يعتبرونها روحا طيبة، وتنتمي للطبيعة الخيرة،
أسطورة الثعبان الأبيض في الصين، حول أنثى ثعبان أبيض تعيش في البحر، وتعلم نفسها فنون السحر وتأمل في الخلود، وبطريقة ما تستطيع الأفعى أن تتناول حبوب الخلود التي ألقاها أحدهم في البحر، ومع مرور السنين وزيادة قدرات الأفعى التي استمدتها من الخلود استطاعت أن تتحول إلى امرأة بيضاء.
روما القديمة أيضًا منحت الثعابين مكانة مميزة، وتعتبر الإلهة الرومانية أنجيتيا تجسيدًا تاريخيًا لمكانة الثعابين على مر العصور، تلك الإلهة كانت ترتدي الثعابين على كتفيها وحول رقبتها وتستمد قوتها منها، تلك القوة التي جعلت منها إلهة الشفاء في روما القديمة.
ذاك سرد تاريخي مقتبس لمفهوم الأفعى في تاريخ الشعوب، لكن في مخيلتنا نحن الشعب المسكون بالنوم (!) هو علامة على الحسد و على الخصوم و الأعداء،
لكن الأمر اليوم هو أعمق من كل تلك الأساطير، فبلدنا يخترقه ثعبان فساد من نوع خاص، سمه بيد والي أمره، و طوله ممتد على طول الخريطة، و رأسه بريئ من سمه، و كل إلتواء منه او دوران هو من محض طبيعة خلقه،
لكن هل يجوز قتل ” الحنش”؟
يوم كان للإبداع معنا كان ” الحنش” في اغنية مجموعة إزنزارن هو الجنرال الدليمي،
لكن اليوم الثعبان لم يعد فردا بل حضيرة ثعابين وجب الإستئصال ووجب التصحيح و البناء،
الفساد الذي تقمص شخصية الثعبان كما في حضارات الماضي لا يجب أن يجد مكانا له بيننا،
تحولوا جميعا إلى قتلة!
و شنوا حملة لقتل ” الحنش”
لننقد البلاد و نكون في صف العباد…
فهل تعتبرون؟

بقلم الفاعل المدني سدى على ماءالعينين


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading