العزل الصحي للتفاهة ايضاً
منذ إعلان الطوارئ والعزل الصحّي كأسلوب وقائي من انتشار واتساع رقعة العدوى وتفاقهما- لاقدر الله- أصدرت الدولة سلسلة قوانين ردعية ضد كل من يخالف الخطة الوقائية للتقبيل من آثار هذا الوباء المهدّد للصحّة العامة.. إلى جانب مجموعة من النصائح والتعليمات ذات الصلة بالنظافة وتفادي التحية باليد واحترام المسافة بين الأفراد مع إجبارية لبس الكمامة… وتحديد موعد رسمي لتقديم النشرة المسائية حول الحالة الصحية الوبائية العامة للبلاد والعباد.. باعتبارالوزارة الوصية وصفتها الرسمية والدستورية المصدر الوحيد للمعلومة حول هذا الوباء إن على مستوى أعداد الحالات المصابة وتطورها إلاستشفائي… أو ما يتعلق بالوقاية وأساليب العلاج مثل استخدام دواء الكلوروكين.. كقرار سياديّ يشير البلاغ الصادر حينها..
نحن أمام توجيه عام ومتكامل للجهات الرسمية المسؤولة على الصحة العمومية للبلاد وبكل أدوات الحزم و الصرامة ضد كل مخالف لهذا الاتجاه العام بهدف خلق طمأنينة وسكينة لدى عموم المواطنين الذين يتابعون هذه الجائحة العالمية ونتائجها المفزعة في الدّول الأخرى.. و الأذن طواقة لسماع اختراع لقاح ناجع وفعال ضد الفيروس…
هو انضباط عام لكن بمزيج من الهلع والخوف كرد فعل طبيعي لدى الساكنة وسط هذا الحجر الصحي وهم يبحثون عن سبل الخلاص من هذا الوباء.. لكن هو أيضاً مناخ عام يستغلّه بعض الأشخاص لنسخ معطيات موجودة على قارعة الإنترنيت وطرحها كبديل للعلاج من فيروس كورونا..
بقدر لا أعير أي اهتمام لمنسوخاته بقدر ما أعتبر أن هذا التطاول على اختصاصات طبية علمية يُنسّفُ بشكل مباشر كل الإجراءات المتخدة لحماية المغاربة بل يهدّد الصحة العامة للبلاد والعباد.. لأننا ونحن في حالة الطوارئ الصحية لا تعني إلاّ الانضباط لمركزية القرار وبصفته الرسمية..
وإذا كان ما يدّعيه هذا ” العالم” صحيح واقتنع به ذوو الاختصاص والخبرة في مجال الأوبئة والفيروسات ما المانع أن لا تمنح له فرصة الحديث المباشر عبر النشرة الرسمية ونُعلنها صوماً ولأكثر من شهرين أوثلاث.. ونفتح الأبواب لعودة الحياة إلى طبيعتها والاقتصاد إلى نشاطه.. ووو… لماذا كل هذا الركود .. ولمدة شهر كي يأتينا الخبر السحري من قناة جزائرية..
هي جريمة أن تسكت وزارة الصحة وبكل أطقمها الطبية و الصيدلانية عن هذا الدواء الرخيص والسهل…وهي مقتنعة به.. و تتركنا في هذا المناخ المفزوع ونحن نتابع الحصاد المميت لهذا الوباء يومياً..
لكن الأكثر جرْماً هو السكوت عن هذه التفاهة التى تشوّش على الخطّة الوقائية المتبعة وطنيّاً..بل وتقوّض كل هذا المجهود الجبّار الذي تمّ تأسيسه إلى الآن..حيث أنْ التطفّل على اختصاصات علمية أكاديمية ونحن في عزّ هذه الأزمة واقتراح بدائل غير مدققة بلبوسات دينية..فهي أخطر بكثير من واحد أوجماعة اخترقت قوانين العزل الصّحي..لأن نشر المعلومة الغير المدقّقة كالإشاعة والتشويش أثناء الحرب.. مما يتطلّب من المسؤولين اليوم – ونحن في حالة الطوارئ الصحية – تطبيق العزل الصحّي عن هذه التفاهات حماية لأحبائنا وعموم المواطنين …
فكما قال وزير الداخلية ( كلنّا في سفينة واحدة.. إمّا أن نغرق جميعاً.. أو ننجوا جميعاً..).
نعم.. فطوق النجاة.. الانضباط لقائد السفينة..
يوسف غريب
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.