العدالة والتنمية غداة اقتراع 6 غشت

الحسين أبليح// أزول بريس

عرف حزب العدالة والتنمية، متصدر آخر انتخابات تشريعية، تراجعاً كبيراً في قاعدته الناخبة في صفوف الموظفين والمهنيين، بالنظر إلى نتائجه عقب اقتراع ممثلي اللجان الثنائية المتساوية الأعضاء، ومندوبي الأجراء، وانتخابات الغرف المهنية التي وضعت أوزارها يوم أمس الجمعة 6 غشت الجاري.

بعد الانتخابات النقابية، انتخابات الغرف المهنية أنهكت قوى العدالة والتنمية، وأشرت على معطى التراجع الكبير للحزب الأغلبي، الذي فقد تواجده الظرفي داخل الطبقة المتوسطة والمهنيين، ونتكهن من الآن بالوضع الكارثي الذي سيلقي بحمله على الجانب التنظيمي للإسلاميين، إذا ما شاركت نفس الفئات في الانتخابات المقبلة بنفس القوة والكثافة.

ليس من المنصف التسليم بأن نتائج انتخابات الغرف المهنية، عاكسةً حتما لنتائج الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية المنتظر إجراؤها في الثامن من شهر شتنبر المقبل، غير أن الخارطة المفرزة أمس الجمعة مؤشر دال على توجهات الناخبين من المهنيين الذين شاركوا فيها.

انتخابات 6 غشت ستعمق جراحات البيجيدي، الذي سيلجأ مرشحوه حتما إلى الترحال الجغرافي، للهروب الكبير من مواجهة عقاب الناخبين الذين ذاقوا حلاوة دحر الإسلاميين في مناسبتين، بعد أن نصبوا أنفسهم بالخصم الذي لا يقهر.

الترحال الجغرافي المومإ إليه، دشنه فعليا سعد الدين العثماني الذي زكته لجنة التزكيات وكيلا للائحة بحي المحيط بالرباط، نازحا من المحمدية، وتبعه خالد بوقرعي الذي فر من دائرة الحاجب إلى فاس، والشوباني من الراشيدية إلى ميدلت، ونبيل الشيخي الذي ترك دائرة سلا الجديدة إلى سلا المدينة.

فرار الصف الأول من قادة البيجيدي ليس له غير تفسير وحيد، هؤلاء يفرون من كشف الحساب أمام الناخبين، والذي لا تنفع معه الوعود والكلام المعسول، والأسوء من الترحال ذاته، تواطؤ الحزب مع سياسييه الفاشلين محليا على تبييض صحيفتهم، وحفظ ماء وجوههم من المساءلة المحلية، في الوقت الذي يربط فيه الدستور بين انتخاب البرلماني بالدائرة المحلية .

عيوب القانون هي من سينقذ قادة البيجيدي من محاسبة ناخبيهم في الدوائر التي عاثوا فيها سوء تسيير دون تمكين هؤلاء من فرص ربط المسؤولية بالمحاسبة، بما فيه من إخلال بجوهر الدستور ومس بوظيفة الإنتخاب كلحظة سياسية للمساءلة والجزاء بالعقاب الانتخابي او بالتصويت مجددا على المرشح.

في ظل نتائج اقتراع يوم 6 غشت سيشد ما بقي من وجوه البيجيدي الرحال الجغرافي في أكبر مناورة سياسية بالمغرب، تشرعن تبييضا سياسيا بغاية طمس الفشل الانتخابي لهؤلاء المرشحين في دوائرهم الأصلية، في انتظار نتائج 8 سبتمبر المقبل.