السياحة في ورزازات.. إلى أين ؟

أزول بريس –        خالد بوخش * //

الكل يعلم أن مدينة ورزازات تحتل سنويا إحدى المراتب العشر في عدد السياح الوافدين على المغرب ٬ و لكن البعض فقط من يعلم أن عجلة السياحة في المنطقة تدور فقط بفضل مؤهلاتها الذاتية الطبيعية و عنصرها البشري المرحاب ٬ أما التدخل الدولتي المؤسساتي  يكاد يكون ضعيفا ٬ و القليل فقط من يعلم أو يتجاهل أن السياحة في هذه المدينة هي قطب الرحى التي يدور حولها الاقتصاد و التنمية حيث أنها تدفع بعجلة تنمية القطاعات الأخرى بنسبة كبيرة جدا في التجارة و الصناعة السينمائية و أيضا الفلاحة في بعض المناطق. الركود في السياحة يعني و بالضرورة شلل للبقال والخضار و كذا المهني.. فالسياحة في ورزازات هي الدعامة الأولى لبناء التنمية.

في المقابل ٬ لم تزل المنطقة و ما زالت تعاني من الإقصاء و التهميش من طرف المسؤولين على القطاع حيث أن المشاريع التنموية بالمنطقة تتباطأ و توحي بعدم أخذ هذه الدعامة التنموية بالجدية اللازمة ٬ فتجاهل و إهمال مشروع إنشاء  نفق تيشكا الذي يربط مراكش بورزازات مازال فقط على الورق ؛ و لسنوات إن لم نقل قد دخل في طي النسيان ٬ وهناك أقوال تروج أن اللوبي السياحي بمراكش هو الذي يعرقل المشروع خوفا من أفضلية وهمية توجه السياح للمبيت في ورزازات حيث الهدوء ( ورزازات بالامازيغية تعني بدون ضجيج..وار ؛  بدون. زازات ؛  ضجيج ) عوض المبيت بمراكش ٬  وهذه النظرة المعرقلة للمشروع إن كانت فعلا صحيحة تبدو ٬ و هي كذلك ٬ غارقة في الاختزالية نظرا لان إنشاء النفق سيكون في صالح المدينتين كلتيهما في حالة كانت المسافة بينهما قصيرة و يسيرة ٬ و ذلك سيشجع المزيد من السياح للوفود إلى المغرب و كذا تمديد مدة الإقامة لسهولة التنقل بين هاتين المدينتين الجميلتين ٬ ما زالت النظرة الاحتكارية  تعمي بعض الناس في حين أن التشارك و العطاء هما الرافعتين  الأساسيتين لازدهار الجميع كما يبرهن على ذلك المفكر كروبوتكين.   السياحة في ورزازات مدعومة فقط بطبيعتها الفريدة و ثقافتها الامازيغية المنفتحة و ناسها المرحابة بكل العالم دون أي اعتبار للثقافة أو الدين أو العرق ٬ و لهذا ٬ على المسؤولين استثمار هذه المعطيات المتاحة من اجل    إقلاع تنموي جدي بالمنطقة.

كل هذا ٬ و مما زاد الطين أكثر بللا ٬ هذه الظرفية الاستثنائية التي عرفت قدوم سائح صيني من نوع آخر فتم طرد الآخرين ٬ أ لا و هو فيروس كورونا الذي شل الحركة  تماما بالمنطقة فما بقيت فيها إلا طيور تطير و وحوش تسير. ورزازات التي كانت تدب فيها الحياة أصبحت راكدة و جامدة فجمدت معها الدم في عروق كل ساكنتها.

ايت بن حدو هذه البلدة الامازيغية الخلابة و قصبتها الشامخة و الراسخة في عمق جذور التاريخ و الجغرافيا استحالت إلى خلاء مرعب.. قصبة ايت بن حدو المصنفة من طرف منظمة اليونسكو كتراث عالمي منذ سنة 1987  و الجديرة بالحفاوة و المحافظة تعاني اليوم في صمت هي و ساكنتها و العمال بها دون أدنى التفات من طرف الدولة ٬ هذه البلدة و أخريات  المعترف بها عالميا يئن سكانها خلال هذه الأزمة في صمت مريب.. و أصبح الناس فقط يتأقلمون مع الأزمة إما بالهجرة إلى مدن أخرى للعمل أو الاستنجاد بقيم التضامن المنغرسة في تلكم التربة منذ فجر التاريخ.

آن الأوان للدولة و المسؤولين على القطاع السياحي الالتفات إلى المشاريع الصغرى و إلى عمال هذا القطاع بالمدينة حيث يتواجد أبطال بلا مجد و لا اعتراف.

  • استاذ و حقوقي

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading