خص السفير البريطاني بالرباط، طوماس رايلي، جريدة هسبريس الإلكترونية، بمقال رأي حول أهمية الحجر الصحي وتواصل عمل سفارة المملكة المتحدة رغم الظروف الحالية.
وأكد الدبلوماسي البريطاني أن فيروس كورونا المستجد لا يُقيم أي اعتبار للحدود ولا يُلقي بالاً للجنسية؛ “فهو يُعامل الأغنياء والفقراء، والرجال والنساء على حد سواء”.
وشدد السفير البريطاني على أن “الطريقة الوحيدة للتغلب على هذا الفيروس تكمن في نسج والحفاظ على علاقات قوية مع شركائنا، كما تكمن في التعاون الدولي المكثف سعيا لإيجاد وتطوير لقاح وعلاج”.
وتمنى طوماس رايلي، في مقاله، بعد زوال هذا الفيروس الفتاك، أن يستخلص العالم العبر والدروس، قائلاً: “آمل أن يغير هذا الفيروس عالمنا ليؤسس لعهد جديد في القادم من الأيام إيذانا بعالم أفضل. فعندما تنقشع الغمة، سنحتاج إلى إعادة الإعمار”.
ودعا سفير المملكة المتحدة بالرباط إلى إعادة الاعتبار والاستثمار في قطاعي الصحة والتعليم، اللذين وقفت المجتمعات على دورهما الكبير في هذه الأزمة الصحية العالمية. كما أشاد بقيم المجتمع المغربي والتضامن الذي أبان عنه في مواجهة تداعيات الجائحة في البلاد.
في ما يلي مقال السفير طوماس رايلي:
قبل شهر واحد فقط، كنت سعيدًا بمناسبة التخطيط لمجموعة كاملة من الأنشطة التجارية والثقافية، من قبيل زيارة وفد أعمال التكنولوجيا المالية Fin Tech إلى المغرب، ووفد تصدير منتجات غذائية وزراعية إلى المملكة المتحدة، وسباق خيول قدامى الجيش البريطاني في الصويرة، والبطولة العالمية لكرة الطائرة الشاطئية، وبالطبع التحضير للمشاركة البريطانية كضيف شرف في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس.
والآن، وبعد انصرام شهر واحد، باتت السفارة بأكملها تعمل من المنزل. لم أر أيا من زملائي وجهًا لوجه على مدار ثلاثة أسابيع تقريبًا.. لم يعد بوسعنا إلا الحديث على الهاتف بشكل يومي، مع بعث رسائل “واتساب” والبريد الإلكتروني. لكن هذا لا يضاهي القدرة على إلقاء نظرة هنا وهناك وإلقاء التحية على بعضنا البعض، وتبادل المستجدات وأخبار أسرنا.
أجل إنه لمن الغريب محاولة إدارة السفارة افتراضيا وانطلاقا من المنزل.
وهذا عين ما نقوم به الآن. وما من مرة تبدت لي -كما هو الشأن الآن – مدى أهمية صون وتعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية.
إن هذا الفيروس لا يقيم أي اعتبار للحدود ولا يلقي بالاً للجنسية، فهو يعامل الأغنياء والفقراء، والرجال والنساء، على حد سواء. والطريقة الوحيدة للتغلب على هذا الفيروس تكمن في نسج والحفاظ على علاقات قوية مع شركائنا، كما تكمن في التعاون الدولي المكثف سعيا إلى إيجاد وتطوير لقاح وعلاج.
آمل أن يغير هذا الفيروس عالمنا ليؤسس لعهد جديد في القادم من الأيام إيذانا بعالم أفضل. فعندما تنقشع الغمة، سنحتاج إلى إعادة الإعمار، وستكون البلدان في أمس الحاجة إلى المساعدة لأن اقتصادياتها سترزح تحت وطأة ضرر كبير. وفي الغضون سنحتاج أيضا إلى إعادة تنشيط دواليب المؤسسات الدولية من الأمم المتحدة إلى البنك الدولي.
لكن الفيروس سوف يكون قد علمنا أيضًا أن نولي القيمة الحقيقية لتلك المقومات التي يكون المجتمع في أمس الحاجة إليها، ألا وهي الاستثمار في أنظمتنا الصحية والتعليمية. وسنكون قد تعلمنا مرة أخرى أهمية القيم التي أذهلتني داخل المجتمع المغربي الذي يتخلى بالتضامن، والشعور الحقيقي بالعمل الجماعي في مواجهة عدو عنيد. أجل إنه التضامن والشجاعة الهادئة في أجل صورها والعزيمة التي لا تهز.
وفي وقت تعمل السفارة البريطانية عن بعد وفق مبدأ #نبقاو_فالدار #StayingatHome تقيدا بالضوابط السديدة للحكومة المغربية لاحتواء الجائحة، فإننا نواصل العمل والجهود الرامية إلى مد الجسور بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية وتوثيق أواصر علاقتنا الثنائية ريثما نخرج من هذا الأزمة أقوى مما كنا عليه.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.