الساحر الأنيق عزالدين أوناحي..

أحمد إدوخراز

صحيح أن واقع كرة القدم العالمية تهيمن عليه المدرسة الواقعية التي تركز على النتائج والأهداف بقيادة كرة القدم الإيطالية التي تعتمد أكثر على القوة البدنية والتي تركت المجال لفرق عالمية أخرى في مقابل مدرسة السحر والفن والجمال والإبداع الكروي التي تقودها بلاد الصامبا البرازيل أو بالأحرى كانت تقودها بشكل أقوى مع الأجيال السابقة لمنتخب البرازيل مع لاعبين مرموقين من طينة سقراطيس وزيكو وفالكاو وكافو وريفالدو وروبيرتو كارلوس والساحر رونالدينو و….
يتحدث العالم الرياضي اليوم عن تجربة جديدة يطلقون عليها “الواقعية الجديدة” القائمة على “البلوك” أو الجدار الدفاعي المتماسك الذي لا يترك فراغات ولا يدع مساحات لتحرك الخصم، وتقودها المدرسة المغربية بقيادة الإطار الوطني والمدرب المعجزة وليد الركراكي؛ أحد الرجراجة الأحرار.
لكن هذه الواقعية لم تحرمنا أبدا من سحر الكرة مع المبدعين حكيم زياش، أشرف حكيمي، سفيان بوفال، يحيى عطية الله وآخرون.. غير أن اللاعب عزالدين أوناحي حقق تميزه واستثناءه بوجهه الذي يفيض طفولة وبراءة ووداعة، بأناقته الأخلاقية التي تؤلق به عاليا وتسمو بروحه عن أي سلوك عنف أو شتم أو خدش للحياء، بتوقيعاته الساحرة في محاوراته الجميلة مع المستديرة على إيقاع رقصة أحيدوس بقيادة الفنان المبدع المايسترو محمد أشيبان تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه.
عزالدين أوناحي
أوناحي يذكرني باللاعب الساحر الأنيق الأسطورة سيدي محمد التيمومي وهو يوقع لمساته بفنية عالية، وهو يحاور الكرة فتتفاعل معه وتعانق قدمه اليسرى في حميمية خاصة بعيدا عن الاحتكاك الجسدي مع اللاعبين. بهدوئه ورزانته وسلميته الاستثنائية. كان يتقي الأجساد وهو يرسل رسائله المشفرة:”إننا نلعب الكرة وليس المصارعة”، لكنه للأسف الشديد تعرض لجريمة بشعة إثر تدخل عنيف مقصود حرم المغاربة والعالم من جمالية كرة القدم ومن لمساته الساحرة التي لم تخنه وظلت وفية له حتى بعد ذلك الحدث الأليم.
أوناحي يذكرني بأسطورة آخر هو اللاعب الفنان الرائع عبدالمجيد الظلمي بتدخلاته المقصية التاريخية التي تنتزع الكرة من المنافس ولا تسبب له أذى، بتأمينه لوسط الميدان وتوزيعه الذكي للكرات نحو الهجوم. بأخلاقه الرفيعة وبروحه الرياضية العالية.
أوناحي ينتظره مستقبل واعد بعد المونديال، فهنيئا له وهنيئا للمنتخب المغربي وللمغاربة به.

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading