الرد على هجوم السلفيين بخصوص الاحتفال براس السنة الامازيغية مقدمة لا بد منها
ساتحدث في هذا المقال المتواضع بصفتي صاحب الاتجاه الامازيغي الاسلامي كما ازعم لان لا احد في تاريخ الحركة الامازيغية ببلادنا قد قال بصريح العبارة انه صاحب الاتجاه الامازيغي الاسلامي بحكم ان المسالة الامازيغية في المغرب قد بدات بشعار ثقافي حقير في اواخر ستينات القرن الماضي.
و بحكم ان المخزن انذاك كان يريد ابادة الامازيغية بشموليتها تحت الاوهام الكبرى من قبيل الظهير البربري و من قبيل ان العروبة هي ضرورية لاستمرار الاسلام في هذا الوطن العزيز الخ من هذه الاوهام الكبرى.
ان المخزن التقليدي سنة 1956 قد اسس هوية المغرب الاسلامية على اساس العروبة اولا ثم الاسلام حسب التاويل السلفي لما يسمى بالحركة الوطنية اي ان هذا التاويل السلفي قد استعمل ضد الحقوق الثقافية و اللغوية و السياسية لامازيغي المغرب منذ ذلك التاريخ الى الان بكل بساطة علما ان هذا التاويل السلفي للحركة الوطنية قد تجاهل اسس الدولة العصرية التي تركتها فرنسا في المغرب بعد الاستقلال الشكلي حيث ان هذا التجاهل يتعارض مع ثوابت الخطاب السلفي الحقيقي و القائمة على تكفير الدولة العصرية او الحديثة باعتبارها لا تطبق الشريعة الاسلامية كنظام شمولي صالح لكل زمان و مكان كما يقال في خطابنا الديني الرسمي في عالمنا الاسلامي الان..
و تكفير الوطن كجغرافية و كانتماء وكعلم الخ من رموز الدولة الحديثة بمعنى ان التاويل السلفي للحركة الوطنية قد تعارض بشكل كلي مع ثوابت الفكر السلفي الحقيقي و الموجود في السعودية تحت مسمى الوهابية و في مصر تحت مسمى جماعة الاخوان المسلمين التي اسست سنة 1928 .
اذن ان الفكر السلفي موجود في بلادنا رسميا منذ تاسيس الحركة الوطنية سنة 1930 لكن في سنة 1979 سمح الراحل الحسن الثاني بدخول الوهابية الى المغرب بسبب محاربته لتيارات اليسار المعارضة له و بالتالي اصبحت الوهابية منذ ذلك الحين محركا لتيارات الاسلام السياسي التي كانت تعمل في السرية وقتها و تكفر النظام باعتباره لا يطبق شريعة الاسلام حيث هذا الكلام لا يقال علنا الان لكنه موجود في الوعي السري لاغلب تيارات الاسلام السياسي بالمغرب بدون اية مبالغة مني اي ان الوهابية منذ سنة 1979 خلقت وعي اسلامي متخلف للغاية داخل الدولة و داخل المجتمع بشهادة الباحث الاسلامي عبد الوهاب رفيقي بمعنى اكثر وضوحا ان الوهابية اصبحت هي الاسلام في المغرب بكل صراحة و موضوعية و اقولها اي هذه الحقيقة المؤلمة لاول مرة في مقالاتي المتواضعة .
الى صلب الموضوع :
ان تصريحات الشيخ حسن الكتاني ضد الاحتفال بالسنة الامازيغية لم تكن شادة او غريبة بل هي نتيجة طبيعية لاحتقار الامازيغية بشموليتها في حقلنا الديني الرسمي منذ الاستقلال الى الان بالرغم من وجود رغبة ملكية للنهوض بالثقافة الامازيغية منذ سنة 2001 اي انطلاقة السياسة الجديدة للدولة تجاه الامازيغية كشان ثقافي حقير لا يتوفر على اي تاثير مهما كان على القطاعان الاستراتيجية مثل الحقل الديني و السياسة العامة في مجال التنمية و حقوق الانسان الخ بمعنى ان هذه السياسة الجديدة لم تحقق الا بعض المكاسب الرمزية للامازيغية في التعليم و في الاعلام و في التراكم المعرفي منذ سنة 2003 الى الان حسب اعتقادي المتواضع.. قد سمعت ان القانون الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية كما يسمى قد صدر في شتنبر الماضي لكن بدون اية فائدة او اي تاثير على وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية التي سمحت للسلفيين ان يهاجموا الثقافة الامازيغية بدون حسيب او رقيب ك ان الامازيغية ليست لغة رسمية في دستور المملكة المغربية الحالي فعلا.
وكان الامازيغية ليست هوية اسلامية اصيلة للمغرب منذ 14 قرنا حيث سافر وفد امازيغي الى المدينة قصد لقاء رسولنا الاكرم كما قاله الاستاذ الحسين جهادي اباعمران في كتابه حول الدولة البرغواطية اي ان الامازيغيين قد اسلموا بحضور رسول الله عليه الصلاة و السلام .
و كان عاداتنا الامازيغية بدون اي استثناء هي عادات جاهلية طيلة 14 قرن الماضية كالمجوس الذين كانوا يعبدون النار كما قال احدهم في الوتساب بالامازيغية ليعم هذا التخلف باسم الاسلام كل الامازيغيين البسطاء الذين يحبون هذا الدين العظيم .. و ك ان الجاهلية لم تكن قط عند العرب بعد اسلامهم في عز الخلافة المسماة بالاسلامية حيث قد عادت تقاليد العرب قبل الاسلام من جديد في عهد خلفاء بني امية العظماء في الفكر السلفي الحقيقي لكن هناك وثائق سرية لا يعلمها العوام مثل اغتصاب 1000 امراة متزوجة في مدينة رسول الله المحرمة كما نقوله في الامازيغية اي لحرم بمعنى ان فكر بني امية العنصري هو نفسه الفكر السلفي بكل ابعاده ومظاهره .
ان وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية هي متهمة بالسماح لهؤلاء السلفيين على مختلف مستوياتهم مثل خطباء المساجد و مثل الشيوخ الذين يظهرون على شبكة التواصل الاجتماعي للهجوم على الثقافة الامازيغية وعاداتها و فنونها المختلفة كانها ليست لغة رسمية و كانها ليست هوية اسلامية اصيلة للمغرب منذ 14 قرنا حيث لو كانت الحكومة الحالية صادقة في تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية لارسلت رسالة الى الديوان الملكي تطلب فيها اعادة تاهيل حقلنا الديني الرسمي على امازيغية المغرب كما طلبته في كتابي الامازيغية و الاسلام و اسطورة الظهير البربري الذي لم يطبع بعد نظرا للمناخ السائد الان حيث ارسلته الى داران للنشر لكن بدون فائدة .
و خلاصة القول كاننا مازلنا نعيش في ظل دستور سنة 1996 حيث مازلنا نسمع ان التقاليد الامازيغية مجرد جاهلية يجب التخلي عليها نهائيا لاجل سواد عيون الوهابية الكافرة بحقائق الاسلام العظيم .
المهدي مالك
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.