الدكتور سعيد سعدي : حشو الكلام والكثير من التيه من أجل مغارب الجهات !
معه فيديو محاضرة سعيد سعدي
بقلم عبد الله حتوس
فمغارب الجهات كما قدمها سعيد سعدي هي كل شيء ولا شيء، كثير من التيه حشو الكلام وفقط.
في تجمع نظم بباريس، يوم السبت 6 نونبر الماضي، ألقى الدكتور سعيد سعدي، الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الجزائري، خطابا مطولا دام ازيد من ساعة وعشرين دقيقة، خطاب يستحق الاهتمام بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي تمر منها المنطقة المغاربية (تامازغا) بعد التشنج الكبير للدبلوماسية الجزائرية وتهديداتها المتلاحقة بالرد القاسي على الانتصارات الدبلوماسية للمغرب في الآونة الأخيرة.
وحيث أنه من الصعوبة التطرق في هذا الحيز الوجيز لكل ما جاء في خطاب/محاضرة الدكتور سعيد سعدي ، أود التوقف عند ثلاثة نقط مثيرة تم تمريرها في ثنايا هذا الخطاب:
- تتعلق بالتشخيص المغلوط للوضع السياسي في كل من الجزائر والمغرب، فقد وضع سعيد سعدي كلا من النظام السياسي بالمغرب ونظيره بالجزائر في سلة واحدة، واعتبر ان النظام السياسي العسكري (Politico-militaire) في الجزائر ونظام المخزن (كما سماه) بالمغرب نظامان تسود فيهما الديمكراتورية (des démocratures)، والحال أن كل المتتبعين النزهاء يعرفون ان المغرب تحكمه ملكية دستورية ديمقراطية وهي وإن كانت لا ترقى إلى مستوى الملكيات البرلمانية فهي ملكية تقدمت كثيرا في البناء الديمقراطي بشهادة كل التقارير الدولية ذات الصلة بالموضوع.
أما النظام الجزائري فهو نظام تحكمه عصابة كما سماها الحراك الجزائري ( المرحوم الجنرال قايد صالح هو الآخر اعتبر حكم بوتفليقة حكم عصابة رغم أنه واحد من أفرادها باعتباره نائب وزير الدفاع وقائد الجيش قبل ان ينقلب على سعيد بوتفليقة ومن معه).
- النقطة الثانية تتعلق بقضية الصحراء المغربية، فالدكتور سعيد سعدي اعتبر القضية مسألة صراع بين الصحراويين (هكذا) والمخزن، وهي نفس أطروحة النظام الجزائري. فسعيد سعدي لا يهمه، على ما يبدو، نضال الحركة الأمازيغية بالمغرب ضد قيام جمهورية عربية مفبركة على أرض أمازيغية، كما لا يعير أي اعتبار لمواقف مجلس الأمن وآخرها القرار رقم 2602 الصادر يوم الجمعة الماضي والذي أكد مرة أخرى على الدور الجزائري في الصراع المفتعل بالصحراء المغربية، كما ثمن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الذي قدمه المغرب منذ سنة 2005.
-
أما النقطة الثالثة فتتعلق بما سماه مشروع أرضية والتي اقترح من خلالها الدكتور سعيد سعدي ما سماه (l’Afrique du Nord des régions) أو مغارب الجهات كحل لكل القضايا الشائكة في تامازغا، وهو مقترح سوريالي يلغي التاريخ والجغرافيا وخصوصيات كل شعب وكل بلد من البلدان الخمس.
فمغارب الجهات ليست هي اتحاد دول شمال افريقيا (تامازغا) الذي يعتبر هدفا استراتيجيا لكل الديمقراطيين بالمنطقة، فمغارب الجهات كما قدمها سعيد سعدي هي كل شيء ولا شيء، كثير من التيه حشو الكلام وفقط.
ساعة و20 دقيقة من التيه الفكري وحشو الكلام هي التي تابعتها يوم السبت الماضي ظنا مني أن الأمر يتعلق بأرضية فكرية قد تساهم في فتح النقاش بين نخب من البلدان الخمس المشكلة للفضاء المغاربي، نقاش ديمقراطي ينطلق من تشخيص دقيق وموضوعي للوضع العام بشمال إفريقيا (تامازغا).
هذه فقط بعض الملاحظات الأولية على خطاب/محاضرة الدكتور سعيد سعدي، ولنا عودة للموضوع.
محاضرة سعيد السعدي :
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.