أزول بريس// جماعة أوريكا (إقليم الحوز) – باعتبارها جوهرة طبيعية وفضاء يعشقه رواد الطبيعة والباحثين عن الراحة والاستجمام، فقد عاشت منتجعات أوريكا والمناطق المجاورة لها موسما صيفيا “استثنائيا”، بسبب الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا، والتي مكنت الطبيعة هناك من استرجاع بعض من حقوقها أمام السلوكات اللامسؤولة للإنسان.
وبطقسها المعتدل طيلة فترة السنة، رغم موجات الحرارة، وكذا مناظرها الخلابة والساحرة، التي تتيح لزوارها رحلة بين ثنايا أشجار الزيتون والمجاري المائية والسهول الخضراء والجبال والشلالات، لم يتخل عشاق هذه المنطقة عن زيارتها رغم اللحظات العصيبة الناجمة عن الوباء.
وإذا كانت فترة الحجر الصحي المعمول بها في إطار حالة الطوارئ الصحية قد أثرت بشكل صعب على الساكنة المحلية التي تعيش أساسا من السياحة والتجارة والصناعة التقليدية، فقد بدأت تدب الحياة من جديد لهذا الموقع بشكل تدريجي ولو بشكل محتشم، لاسيما مع عطل نهاية الأسبوع، بالنسبة للباحثين عن الراحة والاستجمام، في التزام تام بالتدابير الوقائية.
ولدى وصول الزائر إلى “اثنين أوريكا” في اتجاه “ستي فاضمة” يوحي المشهد العام بتوقف الحياة فجأة، غير أن الواقع شيء آخر. فمع التقدم بين منتجعات الجماعة يدرك الزائر مدى حجم الاستقبال الحار وكرم الضيافة الذي يمتاز به سكان المنطقة.
ويقترح أصحاب المطاعم بالمنطقة جملة من الخدمات على جنبات وادي أوريكا، مع تقديم أشهى المأكولات المحلية للباحثين عن أصالة الطبخ المغربي، كما يقوم باعة متجولون بعرض المنتوجات المجالية، لاسيما الفواكه الموسمية، التي تشتهر بها المنطقة على الزوار.
وبسبب الوضعية الوبائية التي تقتضي مزيدا من الحيطة والحذر تزامنا مع الدخول المدرسي الوشيك، يبدو أن الزوار تخلوا عن منتجعات أوريكا، إلا أن هذا الوضع لم يمنع بعض الأشخاص الفارين من حرارة مراكش المفرطة إلى زيارة المنطقة مع أفراد أسرهم للاستمتاع بالأجواء والتخفيف من ضغوطات الحياة اليومية.
وبالمناسبة، شدد الفاعل الجمعوي، مصطفى آيت سعيد، على التأثير الذي خلفته جائحة كورونا على النشاط السياحي بمنطقة ستي فاضمة، منوها بالجهود من قبل السلطات الإقليمية للتخفيف من تداعيات هذه الأزمة الصحية.
وأوضح السيد آيت سعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الإقلاع السياحي يمر أساسا عبر تثمين المؤهلات التي تزخر بها المنطقة، والسهر على تنفيذ التدابير والقواعد الوقائية والصحية وتحسيس المواطنين بأهمية التقيد بها.
من جانبه، توقف أحد مالكي المطاعم بالمنطقة، السيد محمد آيت مالك، في تصريح مماثل، عند التدابير الوقائية المتخذة في إطار التعبئة للتصدي لجائحة (كوفيد-19)، مشيدا بتضافر الجهود بين السلطات الإقليمية والمنتخبين وفاعلي المجتمع المدني قصد التخفيف من تداعيات هذه الأزمة الصحية.
من جهته، أبرز رئيس جمعية ستي فاضمة لتنمية السياحة وحماية البيئة، التزام السلطات المحلية والمجتمع المدني لفائدة الحفاظ على جاذبية هذا الموقع، مسجلا أن المنطقة تعد وجهة مفضلة للزوار القادمين من الحوز ومراكش لاسيما في ظل هذه الظرفية.
ولم يفوت زوار المنطقة، في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، التأكيد على جمالية منتجعات أوريكا كوجهة مفضلة للمراكشيين، مسجلين أن جائحة كوفيد-19 مكنت المغاربة من اكتشاف غنى وتنوع طبيعة المملكة وتعزيز جاذبيتها.
سمير لطفي- لاماب
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.