الحسين أبليح:العدالة والتنمية بدأت تخسر مشروعها السياسي الذي يرتكز على أسلمة الدولة والحكم

حاوره: لحسن باكريم

خاب أملنا في الكثير من الأحزاب السياسية بصدد برامجها الانتخابية، التي أعدت خارج السياقات التي يمر منها المغرب

  • جاهزيتنا مؤكدة لخوض الانتخابات الجماعية، مع حشد الدعم لمصطفى بايتاس، وكيل لائحة التجمع لخوض غمار الانتخابات التشريعية عن دائرة سيدي إفني.

  • خاب أملنا في الكثير من الأحزاب السياسية بصدد برامجها الانتخابية، التي أعدت خارج السياقات التي يمر منها المغرب

  • دُوغْمَا السوق القادرة على حل جميع المشاكل، بما في ذلك مشاكل التعليم والصحة، باتت من الماضي، والأعين مشرئبة نحو الدولة.

  • الجميع يعتبر التنظيمات الامازيغية، والفاعلين الأمازيغ لم يغادروا خطاب أزول وتانميرت، ولم يلتفت الجميع أبدا إلى إسهامات الحركة الأمازيغية في بناء تصورات في التنمية

  • الحركة الأمازيغية وجدت نفسها منذ ميلادها في الخطوط الأمامية ضد الفكر الظلامي والاستئصالي الذي رفع راياته على حد سواء، اليسار والاسلاميون.

على مقربة من انتخابات 8 سبتمبر، تواترت التساؤلات حول إسهام الفاعلين الأمازيغ في المشاركة في هذه الاستحقاقات، خصوصا بعد أن ملأت جبهة العمل الأمازيغي الساحة الوطنية توجتها بالتوقيع على اتفاق وطني مع حزب التجمع الوطني للأحرار.

أزول بريس تكشف  عبر محاورة الكاتب بالعام لجبهة العمل الأمازيغي، عن وجه آخر من أوجه الفاعلين الأمازيغ، عبر بسط رؤاهم ووجهات نظرهم  في الاقتصاد والتنمية، علاوة على القراءات الممكنة للمشهد السياسي، إن على المستوى الوطني أو الجهوي أو المحلي.

  1. تابعت البرامج الانتخابية للأحزاب التي كشفت عن بعض محاورها. هل لامست أفق انتظاراك؟

للحق، خاب أملنا في الكثير من الأحزاب السياسية بصدد برامجها الانتخابية، التي أعدت خارج السياقات التي مر ويمر منها المغرب، وبدون أدنى اعتبار للتحديات التي يواجها المغرب لا سيما في ظل ظرفية اقتصادية لا تحتمل الخطأ.

ففي الوقت الذي ترقبنا فيه بفارغ الصبر أن تعمد الأحزاب السياسية إلى تبني مقاربة إعادة تأهيل المرفق العام والخدمات العمومية وإنهاء هذيان النيو- ليبرالية، إذا بنا أمام برامج فاقدة للبوصلة، وفي أحيانا كثيرة أجد في ثناياها تجميعا لإجراءات (وحسنا أسموها هكذا)، هي جماع ما تفرق لدى باقي الأحزاب.

اختبار كورونا بين بما لا يقبل مجالا للشك أن دُوغْمَا السوق القادرة على حل جميع المشاكل، بما في ذلك مشاكل التعليم والصحة، باتت من الماضي، وأن الأعين مشرئبة نحو الدولة.

  1. أنت تدعو أحزابا من صلب اليمين والوسط والاسلامين والمحافظين إلى نهج بات من الماضي السحيق

أنا أحدثك عن الأحزاب الحقيقية في الديمقراطيات الحقيقية.. وليس عن تركيبات ميتامورفوزية تثير سخرية فرانز كافكا في قبره.

لقد تخلى الجميع عن الأرثودوكسية المالية والنقدية، وأعتبر أنها في محل أيديولوجيا ابتلينا بها لعقود ..وللأحزاب السياسية التي تعاقبت على حكمنا يد طولى في الذود عنها.

  1. (مقاطعا) لكن كيف السبيل إلى تأهيل المرفق العام؟

إن إعادة تأهيل المرفق العام يجب أن يمر وجوبا عبر التحكم في عجز الميزانية، وهو العجز الذي يجب أن يُبرمج وليس أن نخضع له.

ليست مجرد مسألة زيادة الإنفاق، ولكن إعادة التفكير في إعادة تخصيص الموارد (réaffectation des ressources)، في اتجاه القطاعات ذات الاحتياجات الكبرى، وأعني التعليم والصحة والحماية الاجتماعية والعالم القروي.

نحن في حاجة إلى هيئات لإنتاج معطيات إحصائية جيدة في خدمة تنفيذ سياسات اجتماعية هادفة.

  1. لماذا هذه الهيئات؟

لمراقبة تعزيز مراقبة جودة المرافق العمومية، لا سيما في قطاعي التعليم والصحة. خذ مثلا في قطاع التعليم، أنت تعرف أن هناك هيئة وطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، نحن في مسيس الحاجة إلى دعم هذه الهيئة، بل الحاجة ماسة إلى إحداث مثيلتها في قطاع الصحة، وذلك من أجل مواكبة مجهود الاستثمار العمومي في القطاعات الاجتماعية، فضلا عن مضاعفة مهامها بتكليفها بتتبع الإصلاحات قيد الإنجاز.

  1. أنت قيادي بجبهة العمل الأمازيغي، وبالعودة إلى برنامج الأحرار الذي وقعتم معه مذكرة تفاهم، هل تتقاطع توجهاتكم في الجانب الاقتصادي مع برنامج الحزب المذكور؟

درج الجميع على اعتبار التنظيمات الامازيغية، والفاعلين الأمازيغ لم يغادروا خطاب أزول وتانميرت، ولم يلتفت الجميع أبدا إلى إسهامات الحركة الأمازيغية في بناء تصورات في التنمية عموما ومفاصلها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

على الأقل، في حزب التجمع كوادر نستطيع كحركة أمازيغة تقاسم الجارغون التنموي والاقتصادي معه، وأضرب بك مثلا، التقاطه لتوجهنا حول أدوار الدولة في تنفيذ السياسات التنموية. ونتقاسم قناعة مهمة في تقديري، أن الفكرة ليست بتوجيه الاقتصاد بل بإعادة توجيه مد الاستثمار  le flux d’investissement باتجاه شُعَب تضمن السيادة خصوصا فيما يتعلق بالاحتياطات من العملة الصعبة.

  1. انتقاداتك للعدالة والتنمية غير متوازنة، ويبدو أنك تنفذ أجندة الحركة الأمازيغية التي نذرت نفسها لمواجهة الإسلاميين بعيدا عن إعمال مبدأ الرجاحة المطلوب في المواكبة النقدية التي تدعي أنك تمارسها.

الحركة الأمازيغية وجدت نفسها منذ ميلادها في الخطوط الأمامية ضد الفكر الظلامي والاستئصالي الذي رفع راياته على حد سواء، اليسار والاسلاميون.

وأنت تذكر جيدا سجالنا – كحركة أمازيغية – مع المكون الإسلامي (العدالة والتنمية) الذي وصل إلى الحكم محمولا على صهوات حركة احتجاجية كنا وقودها، واكتوينا بنارها. بيد أننا انتقدنا العدالة والتنمية في ساحة برامجها الحكومية خلال ولاية العثماني وقبله سلفه ابن كيران، وبعدها من خلال المواكبة النقدية للبرامج الانتخابية للحزب سنة 2011 وبرسم السنة الانتخابية الحالية 2021.

أظن أن المأزق الذي وقعت فيه العدالة والتنمية كتنظيم اقترن بحركة المعارضة الإسلامية، يكمن في أنها بدأت تخسر مشروعها السياسي الذي يرتكز على أسلمة الدولة والحكم، ودخلت في تنازلات من أجل البقاء في السلطة، فخسرت بالتالي فاعليتها الاجتماعية بعد أن نحت في ممارساتها في إدارة الدولة إلى الاستئثار بالسلطة. يستوي في هذا صقور الحزب وحمائمه، فما أشبههم بضحايا القسوة والظلم.. فهم ليسوا أفضل من معذبيهم، بل إن وضعهم في العادة ليس أكثر من مجرد انتظار لتبادل الأدوار معهم، على حد قول كنعان مكيّة في كتابه جمهورية الخوف.

وحتى أكون متوازنا – على حد قولك – فالأمر عينه هو ما وقع مع الاشتراكيين الذين انتقلوا من المعارضة  إلى الحكم وذاقوا وأذاقونا من نفس الكأس التي نتجرعها من أيدي إسلاميي اليوم.

  1. معنى هذا أن لا فرق بين من يقود دفة الحكومة وبين المعارضة؟

أنا لا أكشف حقائق لأول مرة، يكفي أن تعود لجيل كيبيل، لتقف على أن المعارضة هي الوجه الآخر للنظم السياسية القائمة، تتعلّم أساليبها وتتبنى سلوكها ما إن تصل للحكم.

لم تتحمل قوى الإسلام السياسي خطيئة الفشل، ولم تسهم البيئة السياسية التي نشأت فيها أيام المعارضة في إنضاج تجربتها السياسية.

ثمة علاقة وثيقة بين طبيعة وبنية النظام السياسي القائم ودور المعارضة السياسية وسلوكها.

  1. بصفتك المنسق الجهوي للجبهة بكلميم واد نون، ما دوركم في الاستحقاقات المقبلة؟

هناك اتفاق وطني بين الجبهة والتجمع الوطني للأحرار بتعضيد رموز الحركة الأمازيغية للمشاركة السياسية، وهو ما نقوم بتنزيله على الأرض تماشيا مع الأرضية التأسيسية للجبهة.

وجاهزيتنا مؤكدة لخوض الانتخابات الجماعية، مع حشد الدعم لمصطفى بايتاس، وكيل لائحة التجمع لخوض غمار الانتخابات التشريعية عن دائرة سيدي إفني.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading