الحسن باكريم: بنكيران حاول عرقلة المسار الأمازيغي الذي دشنه الملك (حوار)

حاوره لأنفاس مصطفى لبكر 

صدر عن منشورات مجلة “نبض المجتمع” كتاب للكاتب الصحافي الحسن باكريم بعنوان “قضايا الأمازيغية بعد الدسترة”، والذي قام بكتابة تقديم له الكاتب والباحث حسن أوريد..”أنفاس بريس”، بمناسبة صدور هذا الكتاب، أجرت حوارا مع مؤلفه، جاء على الشكل التالي:

+ ما هو السياق الذي يأتي فيه الكتاب، وما هي القيمة المضافة التي يحملها؟

– يأتي كتابنا “قضايا حول الأمازيغية بعد الدسترة” في سياق معركة إعطاء الطابع الرسمي للأمازيغية، رسمية اللغة الأمازيغية التي أكد عليها دستور سنة 2011، لأن أمر ترسيم هذه اللغة لم يكن عاديا، إذ أن حكومتي البيجيدي، الأولى والثانية، لم تعطيا الموضوع أي أهمية رغم أنه أمر دستوري.

فمنذ سنة 2001، كانت المسألة الأمازيغية أمرا ملكيا، وكان خطاب أجدير لجلالة الملك بمثابة إعلان ميلاد مرحلة جديدة في موضوع الأمازيغية، وهكذا اتخذ الموضوع مسارا مغايرا تماما، بعد سنوات من الاقصاء والتهميش واللامبالاة اتجاه لغة وثقافة وهوية المغاربة.

إذن منذ خطاب أجدير توالت العناية الملكية بالموضوع، إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2001، الحسم في حرف كتابة اللغة الأمازيغية، بحرف تيفناغ، والشروع عمليا في تدريسها سنة 2003، إطلاق قناة تمازيغت سنة 2010، ثم جاء دستور 2011 ليزكي هذا التراكم بالإعلان عن رسميتها إلى جانب اللغة العربية في الفصل الخامس من الدستور.

كنا نتابع كل هذه الخطوات، بين المد والجزر، بين الفعل والتردد، في إعطاء الطابع الرسمي للأمازيغية بناء على الدستور، خاصة خلال سنة 2013 في عهد حكومة بنكيران، حيث حاول بنكيران عرقلة المسار الأمازيغي الذي دشنه جلالة الملك، وعمل على تأجيل اخراج القوانين التنظيمية، مرة بالتماطل ومرة أخرى بادعاء أن موضوع الأمازيغية موضوع ملكي لا دخل للحكومة فيه.

بناء على هذا الوضع المعرقل أجرينا حوارات مع عدد من المعنيين بالموضوع من نشطاء الحركة الأمازيغية وغيرهم من المهتمين بالموضوع داخل المغرب وخارجه، نشرناها في عدد من المنابر الإعلامية المغربية، من بينها أسبوعية “الوطن الآن” زميلة “أنفاس بريس”، فكانت حوارات غنية باستعراض قضايا الأمازيغية على مستوى العديد من المجالات في ظل الوضع القائم آنذاك، وبعدها جاءت فكرة جمعها في كتاب لتكون مادة للدراسة والتحليل من طرف الباحثين المهتمين، شاهدة على مرحلة من تاريخ المغرب.

تجربة الحوارات مع المعنيين والمدافعين عن الأمازيغية كانت على مدى سبع سنوات، بين 2013 و2020، عددها 60 حوارا، هي التي جمعناها في هذا الكتاب، الذي قدم له المفكر المغربي الدكتور حسن أوريد، حيث قال عنها مبرزا قيمة الكتاب المضافة للمشهد الأمازيغي: “تحبل هذه الحوارات برؤى من جوانب متعددة حول التطورات التي عرفتها الحركة الأمازيغية في تفاعل مع الأحداث الوطنية والجهوية والدولية، على الباحثين أن يستخلصوا عصارتها، وعلى الفاعلين أن يستمدوا منها الرحيق الذي من شأنه أن يعينهم على تصور جديد يُلهم الفعل ويستحقه”.

+ يلاحظ أن دسترة الأمازيغية كانت منذ 2011، ولكن إلى حد الآن ما زالت محل جدل وسجال، فاين يكمن الخلل؟ وكيف عالج الكتاب هذا الأمر؟

– الخلل كل الخلل في حزب العدالة والتنمية، فمن سوء حظ الأمازيغية تزامن ترسيمها دستوريا مع صعود هذا الحزب الى قيادة الحكومة لولايتين، فكانت الولاية الأولى التي قادها عبد الاله بنكيران، وباء وكارثة على الأمازيغية، وقد أشرنا إلى الأمر في الجواب السابق، كما أن الولاية الثانية للسيد العثماني، لم تتقدم في الموضوع ولم تحسم في المصادقة على القوانين التنظيمية الا سنة 2019.. الخلل إذن كان في هدر زمن الأمازيغية من طرف الحاكمين من الحزب الإسلامي الذي تتعارض أيديولوجيته المستوردة من الشرق مع موضوع الأمازيغية المستمدة من أصالة المغرب، مما جعل موضوع الدسترة يراوح المكان، وهو الأمر الذي أبرزته محتويات الكتاب.

فالكتاب، عبارة عن حوارات مع نشطاء مناضلين، أو مثقفين مفكرين يهتمون بالموضوع، ولهم وجهات نظر، حول ما حدث في موضوع عدم تنزيل الفصل 5 من الدستور لترسيم الأمازيغية عمليا، بسبب عرقلة البيجيدي لمسار الترسيم الفعلي، وتأثير هذا الأمر على هؤلاء المعنيين وعلى مجالات اشتغالهم.

+ تأسست مؤخرا جمعية “تاضا تامغربيت”، كيف قاربت هذه الجمعية موضوع الأمازيغية، وما هو كناش تحملاتها؟

– جمعية تكتل تمغربيت للالتقائيات المواطنة، المعروفة اختصارا بـ “تاضا تمغربيت”، مبادرة مدنية تروم أولا إخراج موضوع الترسيم من النفق الذي وضع فيه على مدى عقد من الزمان في سياق محاولة تجديد الاهتمام بالموضوع، ليس فقط ترافعيا ومطلبيا، بل بالمساهمة في إعادة طرح سؤال من نحن؟ وسؤال ما معنى أن تكون مغربيا اليوم؟ الأمر الذي يفرض نفسه أمام التحولات العالمية الجارية، وأمام صعود تيارات تحاول تدجين الإنسان في إيديولوجيات وسلوكيات، تنتمي الى ما قبل الحداثة، تيارات أصولية وأخرى معولمة وهجينة، تستهدف الخصوصيات وتضرب القيم الجميلة في ثقافتنا وتراثنا المغربي، وهو ما سميناه في الجمعية الجديدة بـ ” تمغربيت للإلتقائيات المواطنة“.

وتحيل كلمة “تمغربيت” في المتخيل الجمعي إلى كل ما يميز المغاربة عن غيرهم، حيث تصبح مرادفا لنمط حياة متميز، ومنظور خاص للعالم وطريقة معينة في التسيير والتدبير والتأقلم مع السياقات المختلفة والمتغيرة


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading