ما سأكتبه اللحظة لا علاقة له بكرة القدم كموضوع ولكنها كانت السبب والدافع. لقد حركت في مباراة الوداد ضد شباب بلوزداد رغبة في تسجيل تعليق حول رد فعل الجماهير المغربية التي لم تسقط في فخ الطغمة الحاكمة بالجزائر والتي كانت تنتظر ردة فعل لتعميق الشرخ ببن الشعبين وتصب المزيد من الزيت على أزمة مفتعلة للتغطية على كثير من الامور ليست هي موضوعنا الآن.
حين ثمنت موقف وتصرفات الجمهور المغربي استحضرت تاريخ اسم الفريق الجزائري الذي انتقل من شباب بلكور إلى شباب بلوزداد. ذلك الشاب العشريني الذي كان أول من أدخل السلاح إلى الجزائر وأول قائد لأول تنظيم سري مسلح يكافح ضد الإستعمار الفرنسي.
كان عمر محمد بلوزداد 23 سنة حين اختاره الحزب كقائد للمنظمة الخاصة OS التي كانت تضم في صفوفها أبرز قادة جبهة التحرير FLN فيما بعد بل يعتبرها المؤرخون النواة الاولية والصلبة لثورة 1954 فكل قادتها كانوا ضمن المنظمة الخاصة التي تأسست سنة 1947.
ومن بين أبرزهم أحمد بنبلة والحسين آيت أحمد ورابح بيطاط واحمد خيضر ومصطفى بن بلعيد والعربي بن مهيدي ومراد ديدوش ومحمد بوضياف وعبد الحفيظ بوصف وعلي محساس ويوسف زيغوت وبن طوبال وكل أعضاء تنظيم 22 الذين سيفجرون ثورة 1 نونبر وغيرهم كثير ممن كانت تسميهم سلطات الإستعمار الفرنسي بالعتاة les dures وكان الشاب محمد بلوزداد قائدهم والذي ستوافيه المنية سنة 1952 وهو لم يتجاوز 28سنة من عمره…
لقد أحسست بفخر لانتمائي لبلدي ولهذا الجمهور الذي يحترم الاخر مهما كان ولا يحمله وزر مغرريه والكاذبين عليه أحسست وكانه يعرف من هو بلوزداد الذي يستحق الاحترام.. صدقت إحساسي لانني أريده وافضله.
هنيئا لنا بهذا الأنتصار الحضاري والانساني ولهذا الشعور النبيل والتصرف اللائق بتاريخنا والمنسجم مع مرحعياتنا وتربيتنا وسلوكات آبائنا وأجدادنا…
هنيئا لنا بجماهيرنا وبشعبنا الذي يستحق من المسؤولين على تدبير شؤونه الوعي بقيمته والحضور بين صفوفه لا الاختباء خلف أوهام الفوقية الخادعة والشعارات التحايلية من أجل أرباح شخصية لا قيمة لها في تاريخ الشعوب وامتداداتها الحضارية… شعبنا يستحق الكثير والكثير جدا واحذروا من الحليم إن غضب…
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.