الجرائم المقدسة في الديار المقدسة
الاعدامات بالجملة التي قامت بها العربية السعودية مؤخرا والتي كان من ضحاياها نشطاء سياسيون متهمون بجرائم مبهمة من قبيل عدم اطاعة أوامر أولياء الأمر او العمل على نشر الفكر الشيعي او تنفيذ عمليات ارهابية مرفوضة ومدانة وفق المعايير الانسانية واجزم ان الشرائع السماوية المنزلة من العلي القديرلا تقبلها فالنفس عزيزة على الله ولن يقبل باهدارها ظلما وعدوانا ، الاعدامات مرفوضة وفق المواثيق الدولية لحقوق الانسان وتعتبر جرائم ضد الانسانية وفق القانون الدولي الانساني ، لذلك فالمطالبة بالغاء عقوبة الاعدام اصبح مطلبا ملحا وحيويا واساسيا لخدمة الانسانية والقضاء على النزوعات السياسية والطائفية التي تستغل القتل لتصفية الحسابات السياسية . لقد صدق بعض المفكرين الغربيين الذين اعتبروا الحضارة الاسلامية العربية حضارة دم ، فالتاريخ الاسلامي مليئ بوقائع سفك للدماء وقتل على الهوية والانتماء ، لكن كان من الاجدر على المسلمين في هذا الزمان ان يكونوا اكثر حضاريين في تعاملهم مع خصومهم السياسيين ولكن للاسف الشديد ما يقوله الغربيون امثال بول كينيدي وبرنار هنري ليفي والان كنتكروت اوخرون عن حق على ان العالم الاسلامي برح مكانه في القرن التاسع عشر ولم يستطع تجاوز عصر الظلمات الى النور صحيح تماما . فقتل معارضين سياسين في السعودية وشعراء وادباء بالعراق ومثقفين وشباب في سوريا واحكام بالجملة على المعارضيين السياسيين بمصر السيسي الخ يعبر على ان الدين الاسلامي بصيغته الحالية ورسميا اي على صعيد الحكومات والقيادات الاسلامية ليس دين تسامح وتعايش ومحبة كما يروج له دائما المتقولون في اعلى منابر الامم المتحدة وفي المؤتمرات الدولية ، انما الحقيقة التي تظهر جليا ان العالم الاسلامي لم يتخلص بعد من عقدة عشق الدم والثأر والانتقام المغلف بالدين وبالحرص على مصالح المسلمين كأن قتل المسلمين حرصا عليهم ، كما ان المسلمين لم يتخلصوا بعد من الصراع الشيعي السني، رغم انه صراع لا يمثل اي قيمة ايجابية للاجيال الحالية والمستقبلية فلا الشيعة تقدموا ولا السنة تفوقوا في الحضارة الانسانية والفكر الشيعي مليئ بالخرافات والاوهام نفس الشئ ينطبق تماما على الفكر السني اساطير وتعويذات .. ، ما نراه امامنا بشكل لا يقبل الجحود ان الدول الغربية العلمانية والدول الاسيوية التي اخذت العلمانية منهجا سائرة في طريقها الشاق ولكن الأكيد نحو الرفاهية والسلام والتنمية المستدامة فيما يقبع المسلمون في اسفل درجات التنمية البشرية والاقتصادية دوليا.
لقد أصاب الأفغاني ومحمد عبده فيما سبق واللاحقون من بعدهم من محمد اركون وجورج طرابيشي وعزيز العظمة وعادل ظاهر وحسين مروة واللائحة طويلة فيما دعوا اليه من ضرورة تجديد الفكر والفهم الاسلامي للقضايا المعاصرة واعادة تفسير الاسلام تفسيرا يوائم احتياجات العصر وقيمه للخروج من التكلس والرجعية المقيتة التي تتخذ من النصوص القرآنية مبررات للقتل وللقصاص بدعوى الخروج عن الملة او عن دين الحكام واهوائهم ، فان يعدم شيخ لانه على غير دين الحكام في السعودية جريمة نكراء يجب ان لا يقبلها اي دين ان كان فعلا دين تسامح وتعايش ورحمة، وان يغتال شاعر في العراق لأنه نظم أبياتا ضد الحكام جريمة نكراء في حق الكلمة الحرة لا يهم دين او مذهب القاتل والمقتول ، فان يكون شيعيا او سنيا واو ملحدا فهذا لا يهم ، المهم ان الحق في الحياة حق مقدس لا يجب ان ينتزع بأي وجه كان . لكن المحزن المقرف ان نجد الغربيين من دول وحكومات يسكتون عن هذه الاعدامات الجماعية وهم يعرفون حق المعرفة ان معظم التهم الموجهة للمعدومين ذات خلفيات سياسية وايديولوجية ولكن لان الدول الغربية لا تعرف سوى لغة المصالح فقد نهجت نهج المنافقين في دعمها للحكومات الاسلامية المستبدة طمعا في بترولها وغازها بل استفادة من ترهل اوضاعها الداخلية لتتمعن في نهب ثروات الشعوب المقهورة المستغلة . فهل تعبير الامريكان عن القلق هو الذي سيردع السعوديين والعراقيين والسوريين والمصريين عن تنفيذ الاعدامات السياسية ضد المختلفين معهم ؟ ام ان لغة امريكا وحلفائها كانت ولا تزال هي المصالح فالمصالح ثم المصالح. لكن رهاننا دائما على الشعوب الغربية وعلى المنظمات الحقوقية الدولية للتنديد بجرائم حكامنا وبتسلطهم مادمنا غير قادريين على ذلك.
انغير بوبكر
باحث في العلاقات الدولية
المنسق الوطني للعصبة الامازيغية لحقوق الانسان
O
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.