التعليم: إطلاق برنامج جديد وإقصاء اللغة الأمازيغية منه..فما العمل؟
بقلم الحسن باكريم
قالت بعض الصحف اليومية التي صدرت يوم الجمعة 20 يناير 2022 قالت أنه “جرى بالرباط إعطاء الانطلاقة لبرنامج “جسر إلى التعليم الإعدادي”، الذي يجمع بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب، بشراكة مع مجموعة من الشركاء الدوليين والوطنيين.
ويهدف هذا البرنامج، حسب المصدر المذكور، الممتد خلال الفترة 2022-2027، إلى دعم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتنزيل مناهج دراسية جديدة تضع المتعلم والمتعلمة في قلب اهتماماتها، وذلك في اللغتين العربية والإنجليزية والعلوم في السلك الإعدادي وفي نهاية السلك الابتدائي” البرنامج يقصي مرة أخرى اللغة الأمازبغية كما جىت العادة مع العديد من البرامج الجديدة والمحدثة.
وأضاف مصدر الصحف، أن البرنامج يروم أيضا تحسين نتائج التعلمات في السلك الإعدادي في اللغة العربية والإنجليزية والفيزياء والكيمياء وعلوم الحياة والأرض، وكذا نتائج التعلمات في السنوات العليا من سلك التعليم الابتدائي في اللغة العربية والعلوم، فضلا عن تعميم الممارسات الناجحة في هذه المواد والمستويات الدراسية على المستوى الوطني.
إقصاء واضح إلى اللغة الأمازيغية من طرف واضعي البرنامج، وخرق للدستور والقانون التنظيمي 16-26، ولبرنامج الحكومة.
وهنا تطرح تساؤلات جامة حول وضعية الأمازيغية لدى العديد من المسؤولين للأسف، في جل القطاعات والمجالات، وهكذا عند الحديث عن هذه اللغة يقدمون العديد من الحلول والعديد من الاقتراحات ويؤيدون النهوض بها، ولكن حين يكون الكلام عن احدى القطاعات أو أحد القوانين الجديدة أو البرامج الجديدة، يتم نسيان كل الوعود السابقة في شأن لغة رسمها دستور 2011 وأعد لها قانون تنظيمي وبرنامج حكومي.
وهنا التساؤلات المستفزة لأي عاقل يتابع الموضوع، هل ما يقع للأمازيغية اليوم، مجرد سهو وعدم انتباه المسؤولين وضغط قضايا عديدة في نفس الآن؟ أم هي تناقضات فعلية لعدم جدية المسؤولين في نواياهم وبرامجهم وعدم قناعتهم بتفعيل ما فرضته القوانين والبرامج حول الأمازيغية؟ كيف يمكن احداث قوانين وبرامج وإقصاء الأمازيغية منها، مع وجود اجندة وبرامج تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية ضمن برنامج الحكومة؟ كيف ستعالج هذه التناقضات مستقبلا؟
عد على بدء:
يبدو لي من خلال ما سبق أن الأمازيغية اليوم في حاجة، قبل اي تفعيل، إلى حملة وطنية تحسيسية وإعلامية في جميع وسائل الإعلام، السمعية البصرية خاصة، وفي قنوات التواصل الإجتماعي، وداخل كل المؤسسات المجتمعية، لماذا؟
لكي يعرف المغاربة ما قام به ملك البلاد من أجل رد الاعتبار لهذه اللغة المهددة بالانقراض.
لكي يعرف المغاربة أن دسترة اللغة الأمازيغية بناء على الارادة الملكية وعلى نضال وكفاح مناضلين ضحوا من أجلها بسنوات من أعمارهم، “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.” صدق الله العظيم
لكي يعرف المغاربة ما معنى لغة رسمية وما المطلوب اليوم من أجل تفعيل طابعها قولا وفعلا.
لكي يعرف المغاربة أن خصوصيتهم وتميزهم في العالم تلعب فيها اللغة والثقافة الأمازيغية دورا أساسيا إلى حانب باقي المكونات من الثقافة الإسلامية والعربية والعبرية والإفريقية والكونية.
لكي يعرف المغاربة أن هويتهم المركبة هي تمغربيت الموكنة من كل ما ذكر انصافا ومساواة، وموحدة في الشخصية المغربية وفي قيمها اليوم قبل الغد.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.