سميرة بن حسن /تونس//
في سابقة سيحفظها التاريخ المجيد أقدم الأستاذ الأردني محمد ابو رصاع على خطوة رائدة و نادرة الحدوث لدى الأوساط الثقافية العربية و ذلك نتيجة إيمان عميق من جانبه بقيمة العمل الإبداعي في الرقي بالشعوب. لقد بادر رجل الثقافة محمد أبو رصاع بإبداء إستعداده الكامل -و دون شروط- للتكفل بطبع المصافحات الترجمية الشعرية على نفقته الخاصة و ذلك بعد أن وقف على جدية المترجم الجزائري الأستاذ بشير عجرود (مازيغ يدر) الذي أنجز أعمالا سيخلدها التاريخ و هو الذي تسلح بإرادة قوية و تحدى عقليات تدفع إلى التفرقة فخاض تجربة متفردة و خرج بترجمات تولت “دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني” نشرها إلكترونيا و كانت عصارة نضال كبير من الأستاذ الوقور. و تعود بي الذاكرة إلى بضعة أشهر خلت لما نشرت مقالا كان عنوانه “حلمنا يكبر” و ها أن دورة الزمن تؤكد لي أن الحلم قد إزداد إتساعا و أن تجسيده بكل تفاصيله صار على بعد خطوة وحيدة و ذلك بهذه البادرة الرشيقة التي تكرم بها الأستاذ الأردني محمد أبو رصاع و ستظل علامة ناصعة و بارزة في الجمع بين المشرق و المغرب بالإبداع الذي يكسر كافة الحواجز التي وضعها كثير من ساسة “خيروا” أن تتقوقع شعوبنا في دوائر ضيقة فلا تنجح في ربط الصلة مع بعضها البعض. إن ما أقدم عليه الأستاذ بشير عجرود و الأستاذ محمد أبو رصاع يمثل إستجابة أمينة لتطلعات شعوبنا التي ضاقت ذرعا بسياسات إعتباطية سلطت عليها و حرمتها من التلاحم و التلاقح، و جميل جدا أن تكون هذه الإستجابة مشتركة بين مهتمين إثنين بالشأن الإبداعي: أحدهما من المغرب الكبير و الأخر من المشرق و هو ما يعزز هذا التميز الثنائي الذي يأتي صادقا للتدفق الإبداعي في عديد الأقطار العربية. النشر الإلكتروني لهذه الدواوين ساهم في إشعاع أعمالنا،و نظل متحرقين شوقا لطباعتها و صدورها ورقيا بعد أن أبهرنا ألاستاذ محمد أبو رصاع برهانه على دخول عالم النشر الورقي من الباب الواسع. و بالتأكيد فإن كل من يضع لبنة في صرح الأعمال الإبداعية إنما يؤسس من موقعه للوحدة البناءة بين شعوبنا المحتاجة حقا إلى من ينتقل بأحلامها نحو طور التحقيق، و بالعزيمة الثابتة لن يعسر على الصادقين بلوغ ذلك.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.