انتهت الدورة 25 لمعرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب والنشر والذي استمر لعشرة أيام ببرنامج حافل بلقاءات وتوقيعات وقراءات وأنشطة موازية، وملايين العناوين الجديدة والقديمة في مختلف الأجناس الأدبية وبلغات متعددة ومتنوعة، كانت ضمنها الامازيغية لغة وثقافة .
وتعود الامازيغية في المعرض الدولي للكتاب إلى الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، أول جمعية كان لها رواق خاص بالمعرض، تعرض فيها إصداراتها، قبل أن يلتحق بها المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ومنظمة تاماينوت ورابطة تيرا بعد دلك ، ومؤخرا مجلة أدليس الفكرية في إطار إثبات الذات والبحث عن موقع بين الفعاليات الثقافية والأدبية الشرقية والغربية والمغربية لمدارس فكرية وأدبية وثقافية مختلفة .
والملاحظ هذه السنة تراجع الامازيغية في المعرض الدولي للكتاب، رغم احتفاظ لامريك برواقها التاريخي، ومواصلة المعهد الملكي للثقافة الامازيغية حضوره، مع تسجيل قلة العناوين هذا الموسم برواقه، وهو الذي كان في السنوات الماضية رواقا نشيطا وبإنتاج أدبي وفكري كبير، لتبقى رابطة تيرا الجمعية الوحيدة التي احتفلت بالامازيغية في المعرض الدولي للكتاب، دون أن ننسى ما عانته عائلة مجلة أدليس بداية المعرض قبل أن تتمكن من الحصول على رواقها وعرض أعدادها وكتب وإصدارات أمازيغية أخرى.
ولا يمكن فصل حضور الامازيغية في المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء عن وضعية الامازيغية عموما في المغرب، فالمعرض الدولي للكتاب مناسبة سنوية للكتاب والنشر، تنظمه وزارة الثقافة والاتصال تقوم بتنزيل سياسة الدولة الثقافية والفكرية، وتجسد السياسة الثقافية في شقها المخزني .
وبالتالي فهي تكرس نفس النمط والتوجه، لكن هذا لا يخفي مسؤولية ءيمازيغن في الملف، على اعتبار أن دور النشر المهتمة بالامازيغية منعدمة، وانخراط الفاعل الاقتصادي في ثقافة الكتاب الامازيغي لإخراجه من باب التسول، وانتظار دعم مشروط لا يحترم الخصوصية والإبداع، يكرس الدونية والاحتقار والزبونية .
وليس غريبا أن نجد أعمالا أدبية تعد بالآلاف بالعربية والفرنسية في دور النشر، وبأثمنة محترمة، بينما تجد رواقا صغيرا بكتيبات صغيرة وبأثمنة جد رخيصة رغم أهمية الإبداع وتلك الأعمال في مجالات مختلفة من شعر وقصة ورواية ومسرح .
وفي انتظار قوانين تنظيمية تنصف الامازيغية، علينا بقراءة ابداعاتنا الامازيغية، وتشجيع الكتاب والمبدعين على الاستمرارية في زمن ضعف القراءة والمطالعة .
التعليقات مغلقة.