{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
هي الآية الكريمة وبكل معانيها السامية وحمولتها الأخلاقية العالية من يجعل من النداء التاريخي الذي وجهّه عاهل البلاد بمناسبة عيد العرش إلى القيادة الجزائرية بفتح الحدود أمام الشعبين لتبادل الخيرات والخبرات.. بهذه القوة الايمانية العميقة خاصّة وأنّ جلالته قد أشار إلى مسؤوليته أمام الله والتاريخ والمواطنين من الشعبين التوأمين ومستقبلهم..
هو نداء تاريخي استثنانيّ قد يختلف عن بقية النداءات السابقة منذ 2008 كما قيل..
إذ يستندّ استثنائيته من كونه يحمل رسائل اطمئنان ومودّة إلى الشعب الجزائري وقيادته بربط استقرار الجزائر وأمنه جزء من استقرار المغرب وأمنه..
هي رسالة من مغرب اليوم وعاهل البلاد يزف بشرى للمغاربة بانتعاش الاقتصاد المغربي وتطوره الايجابي كمؤشر قويّ لسلامة ونجاعة اختياراتنا وقراراتنا الوطنية في مواجهة الأزمة الوبائية التي ما زالت انعكاساتها السلبية على أغلبية دول المعمور..
في خضمّ هذا التفاؤل والثقة والقوة أيضاً يأتي هذا النّداء التاريخي لمدّ اليد نحو البلد الجار والمؤشرات الاقتصادية والمالية هناك في وضعية صعبة للغاية.. من تمظهراتها ما يعيشه المواطن الجزائري من حرمان وفقر للمواد الغدائية والمائية من جهة.. وما يعانيه من نقص مهول لمادة الأوكسجين ذات الصلة بمرضى كوفيد 19..
هذ التفاوت بين الجارين وعلى مستويات أخرى تجعل من هذا النداء التاريخي رسالة أخوية صادقة وبكل معانيها العقائدية والدينية والإنسانية.. بعيدة عن أي خوف أو طمع او استنجاد..
لأننا في المقابل أغلقنا حدودنا مع المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية.. و تجاوزنا حدود إسبانيا كلها برفض عبور المغاربة أرضهم..
هي رسالة فيها توجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي الذي لم يتحرر بعد من عقيدته الاستعمارية.. وما زال يرغب في العودة بشكل او بآخر من خلال هذه التفرقة بين الشعبين.. واللعب على تناقضات واهية قصد الحفاظ على مصالحها ورفاهة شعوبها..
إن نداء فتح الحدود هو ضربة قويّة لهذه العقلية الغربية التي لا تريد لشعوبنا الا ان تبقى تحت سلطتهم.. ويكفي العودة إلى تقرير سري لمؤسسة ألمانية تحت عنوان ( أوقفوا تقدّم المغرب) وهو التقرير / التسريب الذي جاءت به الجريدة الإلكترونية الفرنسية اليسارية “أطلنتيكو” المعروفة بعدائها للمغرب و التي نشرت مذكرة جديدا عن الإتحاد الأوروبي عممتها الدبلوماسية الألمانية، تقول “أن ألمانيا ميركل رفعت توصية سرية عبر المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، تطالب بفرملة تقدم المملكة المغربية و منعها من تحقيق التطور الكبير و التمييز في شمال إفريقيا مقارنة مع الجزائر وتونس..
التقرير الذي كان في الأصله سريا، هو يحمل في نبرته بعض الغطرسة الأوروبية و يختزل نظرة التعالي لديهم، و كأن المستقبل بين أيديهم، و هم المتحكم في من يحق له التطور و التنمية و من لا يستحق ذلك
لكنّه يقرّ من حيث لا يدري بقوة ونجاعة نهضتنا التنموية من جهة واستقلالية قرارنا السيادي الذي يؤطر اليوم هذا النّداء التاريخي نحو القادة الجزائريين للقول بأنّكم لستم أعداء. ولن يأتي الشر من جهتنا.. ونحن بذلك سنقطع الطريق أمام ألمانيا وغيرها التي تغدّي هذا التوتر باستنزاف مقدرات وخيرات الشعب الجزائري.. وبهذا التخويف من المغرب الذي يشير التقرير إلى أن التجربة الماليزية و التركية و البرازيلية و الكورية الجنوبية… ستتكرر في شمال إفريقيا ببلد اسمه المغرب..
من هذه النظرة التي أزعجت الغرب الإستعماري.. ومن موقع القوة والنّدية معهم يقول عاهل البلاد إلى الحكام الجزائريين افتحوا الحدود..
فالخاسر الأكبر من يحاول أن يفرمل نهضتنا التنموية التي نرغب في تقاسمها مع أشقائنا الجزائريين..
( وما يُلقّاها إلاّ الذين صبروا.. وما يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ..)
ما أروعك أيها الحظ.. أن تكون قيادتك رائدة وقوية وحكيمة..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.