كان لقوة خطاب الحركة الثقافية الامازيغية المنبثق من الواقع الموضوعي لطبيعة هوية شمال افريقيا , خطاب مرتبط بسؤال الفعل و التغيير و التفكيك و التشخيص لكل البؤر المتوثرة و المعقدة , خطرا يهدد وجود كل الكائنات الغريبة على المجتمع المغربي وخاصة داخل الحامعة . وهده المكونات الطلابية تهاب و تخشى المقارعة الفكرية , وهي عاجزة لاعطاء اجابات للمشاكل و القضايا العالقة , ليبقى لها العنف الخيار الامثل في مواجهة علمية و خطاب الحركة الثقافية الامازيغية و حداثيته .
في غياب التوازنات الفكرية و السياسية داخل الجامعة المغربية , حيث تعتبر هده الاخيرة فضاء للتحصيل العلمي و المعرفي و حقل للتكوين الاكاديمي و البحث و النقد الفكري . كان للشردمة المتطرفة تتحمل الدولة مسؤولية افرازها نظرة مغايرة للجامعة .ففي مغامرة غيرمحسوبة العواقب لتجييش الطلبة من طرف ثيارات اقصائية التي تغدي العنف و التطرف السياسي و الفوضوية لتنفيد اجندة انفصالية الوهم الصحراوي ثم الهجوم على مناضلي الحركة الثقافية الأمازيغية وبين الجرحى ثم استشهاد المناضل عمر خالق ازم , وزرع و اشاعة مناخ واسع من الخوف داخل صفوف الحركة الطلابية .
فالعنف المفروض على الحركة الثقافية الأمازيغية مازال يرخي بضلاله , قضية اغتيال و تصفية عمر خالق و تداعياته سياسية تهم جميع السياسيين و الحقوقيين , فالنظر لهدا الملف لا يمكن فهمه بدون فهم سيرورته التاريخية ’ و ترابطها الزمني فهو جريمة سياسية دات ابعاد سياسية , فاستحضارنا لمعالم شخصية عمر سياسيا و فكريا و اجتماعيا و كدا انسانيا , نضاله و كفاحه من أجل القضية الأمازيغية , فهو مناضل في تصوره في خطابة في منهجيته في جرأته و شهامته لقد ساهم في تنشيط و خلق دينامية نوعية بموقع مراكش لتحليله الموضوعي للمشهد الطلابي , لمجهوداته و تحركاته في ملف الاعتقال السياسي , في التحسيس بالقضية الأمازيغية , في غيرته على الشعب الأمازيغي .
من الصعب بل من غير الممكن أن ننفلت من تاريخ كارل ماركس , التاريخ الدي لم يكتب بالدماء تاريخ مزور , فعمر ينضاف الى قائمة شهداء القضية الأمازيغية , ووفاءا منا لدماء عمر لن نتقبل أي مساومة على دمائه او أن يكون محل تجادبات صبيانية , وسيرا في درب النضال يجب الاحتداء و الانضباط لرؤية استراتيجية لنظرية الاعنف والى مخاطر العنف من أجل عدم انتاج نفس الواقع , و الادراك ان نفس الظروف قد تخلق نفس النتائج , فلا يحب أن نلجأ الى العنف و أن كل عملية اغتيال و سجن و اعتقال لن يزيد الحركة الثقافية الأمازيغية الا مناعة , فقد اعتدنا امتصاص الصدمات عبر الثاريخ حثى اصبحنا نبثة الصبار رغم اشواكها نواجه الحياة و مرارة الأيام و قسوتها بالصمت و بلغة الصبر . فالحرية تشيد الوجود بالمعاناة و الألم فلا بد من التحرر و الكرامة و اشعال نار المقاومة بعيدا عن الاستسلام و العبودية ’ فليس هناك نضال بدون ندوب .
ان الحرب ضد الأمازيغية و ايمازيغن مستمرة و بوسائل مختلفة من أسلحة وغيرها من معارك اديولوجية , ثقافية , سياسية , اجتماعية و اقتصادية .فموقف الحكومة من اغتيال عمر خالق عنصري وعنجهني , وليس من الغريب على حكومة تتميز بضغف الفكر – طور الطفولة – و قوة الحفيظة – حفظ القرآن و انتاج الارهاب و التطرف – مهيتها هشة و مبنية على الخداع و الكدب , حكومة ثمرة اجتهاد لنظام فاسد لم ينجب غير الفشل فهده حقيقة مؤلمة أثرت في مجتمعنا و عرقلت سير الحركة الأمازيغية . فكيف يتسنى لها الاعتراف بالحريمة السياسية في اغتيال عمر خالق و فعل واجب العزاء لاسرته المؤلومة ؟ و كيف لمن يكن العداء الشرس لكل ما يتعلق بالأمازيغية أن يقرر في مصيرنا ؟ .
على الحركة الأمازيغية أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية ومن ينسى عمر عقوبته أن يتحاهله الواقع . وبالمناسبة نهيب بمجهودات الدفاع و كل الفعاليات الأمازيغية كما نثمن موقف الجمعية المغربية لحقوق الانسان و أخيرا و بعد تسع سنوات من الاعتقال تعترف ببراءة المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية كما نعبر عن تضامننا و أسفنا الشديد اثر عزل القاضي العفيف الهيني و قمع الحق في ابداء الرأي و اجهاد الحلم باستقلالية القضاء .
مكناس في 22/02/2016- سجن تولال 1
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.