اعتذر لكم، عن أفعال بعض السفهاء والحمّاق منا
ونحن على مسافة أيام من إقفال شهر من هذا العزل الصحّي الإجباري بقوّة القانون والوقائي بقوة المسؤولية الأخلاقية والشرعية الملقاة على عاتق قيادتنا في حماية البلاد والعباد.. كان من نصيب جزء منّا أن يتحمّل وزر وتعب تنفيذ هذا القرار على مستوى الميدان..منذ بداية حالة الطوارئ الصحية والمعززة بقوانين خاصة تنظم حركة السّير والجولان ومواقيت الفتح والاغلاق وغيرها من إجراءات بقدر ما تحدّ من حريتنا التى تأتي في الرتبة الثانية بعد صحتنا كأفراد ومجتمع بالنسبة للدولة.. وهو ما يفسّر هذا الحضور القويّ للسلطات العمومية بمختلف مصالحها إلى جانب الأمن الوطني والدرك الملكي بشوارع مدننا ليل نهار فى مواجهة مباشرة مع هذا الفيروس الغير المرئي والسريع الانتشار وبين فيروسات آدمية منّا غير منضبطة بالمرّة لحالة الطوارئ والتي يلاحظ من خلال ما يتمْ تصويره خلال دوريات المراقبة استعمال كلّ الأساليب التواصلية ذات النفس الاستعطافي حد البكاء من أجل حمايتك.. وهي المواقف وأمثالها التى جعلت نوافد أغلبية بيوت المغاربة لا يتركون فرصة مرور هذه الدوريات دون أن يبادرو ا إلى التحية والتصفيق بحرارة لهؤلاء الأدرع الواقية…المرابطة هنا والآن من أجلنا..
هي لحظات إنسانية تعبيرية عن الشكر الجماعي لكل هذه الأطقم الميدانية المستعدّة للدفاع عنّا حتّى آخر قطرة دم.. ألم يساهموا في أكبر حملة للتبرع بالدم الأسبوع الماضي.. نيابة عنّا..
هل مثل هؤلاء الشرفاء المرابطين وسط هذه المعركة وبكل ضغوطاتها النفسية والاجتماعية والأسرية..والتي تجعلنا لا نستطيع أن نرفع أعيننا استحياءً لما يقدمونه من تضحيات خلال هذه الأزمة.. كى يأتي بعض البشر منّا ويعتدى على أحد أفراد هذه القوّات العمومية في القنيطرة كما في مدن أخرى..
بكل المقاييس هو اعتداء علينا جميعاً.. باعتبار رجل السلطة اليوم وبمختلف رتبهم الحاجز الأمامي الأوّل لانجاح خطة السيطرة على هذا الوباء الذي يهدّدنا جميعا.. وقد تكون بعض هذه الممارسات العدوانية محدودة وصادرة عن حالات مرضية ومدمنة..
لكن عندما نقف عند محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار في حق شرطي أثناء مزاولته لمهامه بأبي الجعد من طرف متشبع بالفكر الداعشي المتطرف يشتبه في خرقه لحالة الطوارئ الصحية.. ففي ذلك ما يجعل من هذه الاعتداءات المادية واللفظية محطة شبهة وتساؤلات منذ تلك المسيرة المشتبه بمدينتي طنجة وفاس.. مرورا إلى الصلاة بباحات المسجد وبين دار الكفر والاسلام وما تعرضت له القائدة بوجدة.. ونعت المغرب بالدولة الإرهابية…كل هذه السلسلة من الأحداث وإن كانت متفرقة توحي بأن هناك من لا ينظر بعين الرضى لهذا الدور القوي والحكيم للدولة المغربية في تدبيرها لهذه الجائحة والتي تجاوب معها الشعب المغربي عموماً..
في هذا السياق يعتبر أي اعتداء على رجل السلطة وعموم القوات العمومية ورجالا الأمن والدرك وغيرهم من الأطقم الطبية والتمريضية.. هو فعل إرهابي.. لأن تواجد هؤلاء الان وفي ظل الأزمة الوبائية هم من أجل حياتنا نحن جميعاً…مما يجعل من غيابهم أوتغييبهم – لا قدر الله – عرضتنا للموت عبر انتقال وانتشار الوباء..
وهو ما يدفعنا اليوم إلى تقديم اعتذارنا لجميع أفراد القوات العمومية بما فعل بعض السفهاء والحمّاق منّا آخرها ذاك التهديد الذي تعرٌض له أحد أفراد القوات المساعدة بمدينة تزنيت من طرف من استقوت وتعنترت بمعارف من رجالات الدولة كما جاء في التسجيل الصوتي المتدوال عبر التراسل الفوري ( لم يتم نفيه لحد الساعة)…
وإذ أشاطر من يستحضر فرضية مرضها فإن المسؤولية تقع على كل من ترك هذه المريضة تهدد الصحة العامة للبلاد بجعلها تخترق حالة الطوارئ.. لا أن يتمّ استثناؤها من دون عباد الله..
واذا كان من ايجابيات تحسب لهذه الأزمة فهي سقوط أقنعة من كانوا يتكلمون باسم الشعب..
وهوالشعب الذي لم يجد الآن غير أفراد الشعب من قوات عمومية وأطقم طبية تمريضية مدنية وعسكري
غير الأساتذة ورجال الوقاية والنظافة
لنجد جميعا يد الله مع يد الملك..
التعليقات مغلقة.