اختتمت فعاليات الدورة التاسعة من تظاهرة “الرشاقة لجميع النساء”، التي احتضنتها مدينة طرفــاية، يومي 13 و 14 أبريل 2019، والتي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية، الرشاقة البدنية، الهيب هوب والأساليب المماثلة، بشراكة مع عمالة إقليم طرفاية وجهة العيون الساقية الحمراء، والمجلس الإقليمي لطرفاية، وبتعاون وتنسيق مع كل من جماعة طرفاية، المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بطرفاية، والهيئة المغربية للمساعدات الصحية والإسعافات الأولية، تحت شعار: “طرفاية تسير نحو رشاقة بدنية وذهنية”.
هذه التظاهرة الرياضية المختارة التي دأبت الجامعة على تنظيمها كل سنة بإحدى مدن الأقاليم الجنوبية للمملكة بهدف تحسيس وتوعية النساء بمخاطر السمنة وتداعياتها السلبية على صحتها البدنية والنفسية، تزامنت مع تخليد الشعب المغربي للذكرى 61 لاسترجاع مدينة طرفاية، وشكلت مناسبة تاريخية لاستحضار ملاحم مسيرة التحرير التي جسدت محطة بارزة في درب النضال الوطني والكفاح المستميت للقبائل الصحراوية وعزمهم القوي وإرادتهم الصلبة من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة.
هذه الدورة التي عرفت نجاحا متميزا على كافة المستويات، شهدت مشاركة ما يناهز 120 امرأة بمختلف أعمارهن، استفدن مجانا من دروس تحسيسية للتعريف بأهمية الممارسة الرياضية والسلوك الغذائي السليم من أجل رشاقة بدنية وذهنية، شملت حصصا لتقديم أساسيات التمارين الرياضية، وفضاءً لقياس الوزن والطول والضغط واختبارات السكري، مع الاستفادة من نصائح في التغذية الصحية والحمية الغذائية التي أشرف على تقديمها أطباء مختصين في التغذيــة.
وتميزت صبيحة يوم الأحد، بتنظيم حصةِ مشيٍ رياضيةٍ لفائدة النساء المشاركات، قامت بتأطيرها رئيسة الجامعة السيدة سلمى بناني، حيث قدّمت من خلالها مجموعة من الشروحات حول أبجديات المشي الرياضي مع الحفاظ على الخصوصية المحلية بارتداء “الملحفة” مع الحذاء الرياضي، وحرصت خلال هذه الحصة على تبسيط الممارسة الرياضية وتلقين المشاركات مجموعة من الحركات التي يمكن القيام بها سواء داخل البيت أو خارجه، وفي نفس السياق دائما، قدّم عرّاب التظاهرة الأخصائي المغربي في علم الحمية والتغذية، نبيل العياشي، خلال ندوته التحسيسية التي نُظِّمَت على أرضية الملعب البلدي لطرفاية تحت عنوان: “أهمية التغذية السليمة في الحياة اليومية”، مجموعة من النصائح والإرشادات للنساء المشاركات اللواتي كانت لهنّ الفرصة لطرح مجموعة من التساؤلات والاستفسارات، أجاب عنها الدكتور نبيل العياشي.
ضيفة شرف هذه الدورة الفنانة القديرة “طـاطـا ميلـودة” التي سجّلت أوّلَ زيارة لها للأقاليم الجنوبية، بمدينة طرفاية، أَحيَت يوم السبت 14 أبريل، عرضا فنيّاً استحضرت من خلاله تَجارِبَها الشّخصيّة كسيّدة عاشت مجموعة من الانكسارات بين مسقط رأسها بإحدى قرى مدينة سطات، وحياتها بفرنسا، وقدّمت لجمهور مدينة طرفاية وخصوصا لنساء المدينة، مجموعة من الرسائل النبيلة التي تحثهن على مُحاربة الأمية وأهمية ممارسة الرياضة لتحقيق رشاقة الفكر والبدن، مُقدّمةً تجاربها في طبق إبداعي ساخر كنموذج للتّحدّي وتحقيق المستحيل.
كما عرفت الدورة التاسعة من تظاهرة “الرشاقة لجميع النساء”، تنظيم حفل تكريمي حضره عامل إقليم طرفاية، السيد محمد حميم رفقة عدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني، كرمت فيه الجامعة العديد من الأسماء والفعاليات المدنية والمنابر الإعلامية التي ساهمت في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية والتحسيسية، وكانت فرصة تاريخية لتكريم أحد رموز الذكرى 61 لاسترجاع مدينة طرفاية وأحد رجالاتها الأجلاّء، الإعلامي الجليل محمد بن ددوش، الذي أعلن بصوته الشّجي عن استرجاع إقليم طرفاية إلى حظيرة الوطن، على أثير ميكروفون الإذاعة الوطنية، والمشهود له بمهنيته العالية وجهده المخلص بكل أمانة، وصدقه المسبوغ بحبّه لهذا الوطن. وبهذه المناسبة أُقِيمَت زيارة تفقدية للمقر السابق لإذاعة طرفاية، حيث استحضر الأستاذ محمد بن ددوش مجموعة من الذكريات والمواقف الخالدة لملحمة المسيرة الخضراء المظفرة وبعض فصول الكفاح البطولي التي عاشها في تلك الحقبة التاريخية المضيئة في مسار الكفاح الوطني والنضال المستميت في مواجهة الاستعمار، ووفاءً لهذه الذكرى التاريخية العظيمة، اقترحت السيدة سلمى بناني بمعية الأستاذ محمد بن ددوش على عامل إقليم طرفاية، السيد محمد حميم، إقامة مُجَسّم تذكاري مُخَلِّدٍ لهذا الصّرخ الإعلامي الذي شكّل محطة نضالية وازنة في مسار كفاح الشعب المغربي، وقد لقي هذا الاقتراح تجاوبا مع عامل إقليم طرفاية الذي كلّف رئيسة الجامعة باختيار الشكل المناسب لهذا المجسم.
كما وجهت رئيسة الجامعة بمناسبة الدورة التاسعة لتظاهرة “الرشاقة لجميع النساء”، نداءً إلى نساء تندوف المحتجزات، أهدت فيه إليهن هرمونات السعادة التي تُفرَزُ بعد ممارسة رياضة المشي، وَوجَّهت إليهن دعوةَ لَمِّ الشّمل بوطنٍ يوحّدُنا جميعاً.
يشار إلى أن تظاهرة “الرشاقة لجميع النساء”، التي انطلقت سنة 2010 بمدينة الداخلة، لتحط الرحال بعدها بكل من مدن بوجدور، السمارة، آسا، كلميم، طاطا، طانطان، سيدي إيفني، جاءت بمبادرة من رئيسة الجامعة السيدة سلمى بناني التي أخذت على عاتقها أمانة تحسيس النساء بمدى خطورة الإفراط في الوزن في حقِّ أنفسهن وأُسَرِهنّ والمجتمع كاملاً، من خلال تغيير منظور السمنة “المُتعمَّدة”، من معيار للجمال والأنوثة، إلى معيار للجمال “القاتل”، وتحسيس الجيل الصاعد بأفكارَ تنويرية من شأنها تكوين جيل رشيق بدنيا وذهنيا، تماشيا مع برنامج الصحة العالمي في مكافحة السمنة التي انتقلت من مرحلة المرض إلى مرحلة الوباء العالمي، كما أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية في سنة 1997.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.