تشرفت اليوم بالحضور في حفل تكريم أستاذي أحمد إدوخراز بمدرسة النخيل بالجرف بإنزكان. وعلى غفلة طلب مني إلقاء كلمة في حقه, بعد شهادات عدة عن مساره وخصاله وتفانيه في العمل على مستويات عدة. لم تخرج شهادتي عما أجمع عليه المتدخلون الأوائل, لكن كلمتي جاءت متأخرة, أي بعد أن ألقى ذ. إدوخراز كلمته.
ليتني تدخلت قبل ذلك لكان أفضل لي. فكلمة ذ. إدوخراز كانت إستثنائية بكل المقاييس. لم تكن كلمة شكر فقط للمنظمين والمدعويين, كما عهدنا في هكذا مناسبات. بل كانت كلمة مفكر فيها جيدا, وهي عصارة لحظة عصيبة لكي تتحول من أحاسيس إلى أفكار تم تصاغ في جمل, تسعى لتعبر ما أمكن عن الإحساس الأول. كانت كلمة صادقة مليئة بمشاعر جياشة حركت جوارح كل من حضر الحفل, بل أبكت بعضهم كما أبكت كاتبها نفسه. هي كلمة تبكي أثناء الكتابة وأثناء القراءة بل وحتى أثناء إعادة القراءة. هي مرافعة قوية من أجل المعلم والتعليم, من أجل الصدق في القول والعمل, من أجل إتقان العمل, من أجل الأخوة والمحبة, من أجل نكران الذات والاعتراف بالجميل.
كلمة تستحق أن تكتب وتعلق على جذران مؤسسة تعليمية أو تدرس للأجيال.
كنت أحد تلامذة ذ. أحمد إدوخراز حين التحق بمدرسة العرفان بتراست, في أول سنة له في التدريس. حسن خلقه وجديته فرضت أن يحترمه الجميع. ذكرني أنه أشركني في مسرحية “البخلاء”, لكن لم أتذكر إن كنت قد أظهرت قدرات في التمثيل. وحين أصبح عضوا ببلدية إنزكان ونائبا للرئيس مكلفا بالثقافة, كان يحمل مشروعا ثقافيا للمدينة وكان يحسن الاصغاء للجميع ويشرك كل الفاعلين, وكان نموذجا للعضو الذي لم تغيره الكراسي والمناصب وبقي وفيا لمبادئه وقناعاته. ربما لم يحقق كل ما كان يتمناه في تذبير الشأن المحلي لكن سخاؤه المعرفي جعله يضع أفكاره ومشاريعه بين يدي من يستطيع تحقيقها.
شكرا أستاذي على كل حرف أو كلمة أو جملة علمتني إياها وستظل من الأساتذة الذين بقوا راسخين في ذهني وأثروا في مساري. فهنيئا لك على تأدية الأمانة وأتمنى لك تقاعدا مريحا وصحة جيدة لكي تستمر في العطاء في مواقع ومجالات أخرى.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.