إقليم تارودانت: تنظيم دورة تكوينية “في تقنيات التواصل مع الآخرين” من تأطير محمد بوشوفى.

في إطار استراتيجيتها الاجتماعية والتنموية للنهوض بالتنمية والشأن الثقافي وتأهيل العنصر البشري للانخراط في عجلة الدورة الاقتصاية بالعالم القروي؛ نظمت جمعية الأصدقاء للتنمية والتعاون دورة تكوينية حول ” تقنيات التواصل مع الآخرين” من تأطير محمد بوشوفى؛ وذلك يوم الأحد 11 يوليوز 2021 بمقرها الاجتماعي الكائن بدوار تالبورت بجماعة لمنيزلة بإقليم تارودانت.
وبعد آيات من الذكر الحكيم وقف الجميع تحية للنشيد الوطني.
وفي بداية اللقاء رحب رشيد الصدافي بالأستاذ محمد بوشوفى مع مرافقيه. وتقدم بالشكر لنساء وشيوخ الدوار على الحضور كرسالة رمزية منهم عن مدى استعدادهم لمد يد المساعدة لشباب الدوار والمنطقة بغية مد جسور التواصل بين الأجيال من أجل خدمة البلدة وساكنتها. وأكد أن الدورة التكوينية تروم إلى انفتاح الشباب والساكنة على موضوع الساعة الذي يتمثل في أهمية كسب مهارات تقنيات التواصل مع الآخرين في مختلف المجالات

وقبل بداية الدورة التكوينية تقدم محمد بوشوفى مؤطر الدورة بالشكر للجمعية على حسن الاستضافة وكذا بكلمة تقدير في حق النساء الحاضرات والحاضرين بكثافة رغم الظرفية الوبائية الحرجة. والذين تكبدوا عناء التنقل لحضور الدورة التكوينية المهمة من أجل الاطلاع على المستجدات في تقنيات التواصل بمختلف أشكاله ومناهجه. وتقدم بعرض محاور الدورة التكوينية في شقها الأول النظري ثم التطبيقي في الشق الثاني من الدورة.
واشتمل العرض النظري على الأهمية القصوى للتواصل بين أفراد ومكونات المجتمع من أجل التماسك والتلاحم فيما بينهم. وأيضا صقل مهارات التواصل وتطوير آلياتها مع الآخرين بمختلف الفئات العمرية. لأن التواصل أضحى له قيمة قصوى لفك العزلة الثقافية والتنموية عن العالم القروي. وبالتالي وجب إعادة النظر في الآليات التقليدية المنغلقة على نفسها في الوقت الذي أصبح في العالم قرية صغيرة. وقدم أمثلة عن قرى ومدن نائية كسرت الأنماط التقليدية داخل المغرب وأعطى أمثلة عن دول شرق آسيا. وهذا الانفتاح على العالم الخارجي مع الحفاظ على الهوية المجتمعية انعكس إيجابياً على بنيات المجتمع إن على مستوى الاجتماعي أو الاقتصادي.
ولتقريب تلك المعطيات النظرية انتقل إلى الشق النظري بعرض أشرطة وثائيقية باللغة الأمازيغية والعربية.
والصورة الأكثر تسويقاً على شبكات التواصل الاجتماعي هي للوزيرة نجاة بلقاسم الفرنسية الجنسية ومن أصول مغربية. وعرض الشريط بدقة متناهية كيف انتقلت الفتاة نجاة بلقاسم راعية الغنم بإحدى القرى النائية بالمغرب. والتي هاجرت مع أسرتها إلى ديار المهجر حيث الغربة على المستوى الوجودي والسيكولوجي. ورغم كل تلك الطابوهات البنيوية والتحديات المجتمعية استطاعت تلك الفتاة القروية الوديعة إعادة بناء شخصيتها من جديد بالتفوق في المجال الدراسي والاندماج في الحياة الثقافية والسياسية داخل المجتمع الفرنسي إلى أن تسلقت سُلَّمَ المجد في مقتبل العمر وتم تعيينها وزيرة وناطقة لقصر الإيليزي في الثلاثينيات من عمرها.
كما تم عرض شريط وثائقي عن شابة مغربية مهاجرة عملت في بدلية مشورها كعاملة نظافة ثم حققت طفرة نوعية في مجال إدارة الأعمال بهولندا في زمن قياسي. وأصبحت شركتها تشغل أكثر 400 مستخدمة ومستخدم برأس مال وصل إلى 8 مليون أورو. ونالت باجتهادها ومثابرتها جائزة السيدة الأولى لسنة 2019 بأوربا في مجال إدارة الأعمال.

ولجس نبض المشاركات والمشاركين في الدورة التكوينية عن مدى استيعاب محاور الدورة التكوينية، أشرف لحسن أتنان عضو الجمعية على تسيير أطوار النقاش. وقد تبين من خلال نساء مشاركات في الدورة بمختلف الفئات العمرية عن عمق مستوى الوعي سواء من حيث التدخلات القيمة أو من حيث الدقة في التساؤل مع التركيز على سبل تطوير تقنيات التواصل من أجل إقلاع مجتمعي بدوار تلبورت وباقي منطقة لمنيزلة التي تتوفر على ثروة طبيعية هائلة من شأن حسن استغلالها بخلق تعاونيات فلاحية كي تساهم في تحسين مستوى الدخل لدى الأفراد وتنمية المنطقة بالاعتماد على تأهيل عنصرها البشري . وكل التدخلات والإضافات المهمة التي تقدم بشيوخ الدوار وشباب الجمعية تعكس بالملموس تطور مستوى وعي ساكنة العالم القروي.
وبالموازاة مع الدورة التكوينية شاركت الممرضة المهنية زينب بتقديم عرض خاص بالنساء حول الصحة الانجابية وكل ما يتعلق بها من أجل سلامة صحة الأم أولاً وتقديم إرشادات ومعطيات جديدة وحديثة في مجال تنظيم الأسرة.
وفي ختام الدورة التكوينية تقدم رئيس الجمعية بالشكر الجزيل نيابة عن ساكنة دوار تالبورت للمؤطر محمد بوشوفى على عرضه القيم على المستوى الكلمة والصورة. وأكد نية أعضاء جمعية الأصدقاء للتنمية والتعاون على مواصلة التواصل مع جميع الفعاليات والشركاء من أجل إقلاع تنموي بالدوار وبجماعة لمنيزلة ككل.
وفي ختام اللقاء نظمت الجمعية حفل غداء على شرف المشاركات والمشاركين والضيوف.