أزول بريس – يوسف الغريب //
أستاذي الفاضل :
بالرغم من هذا الإختلاف الجوهري في الرؤية ومنطلقات التفكير بيننا كنت دائما أحترم فيكم هذا الحضور والفعالية في البحث والإجتهاد ذات الصلة بانشغالاتكم الفكرية في مجالي الفكر الديني والتديني بشكل عام..
ولا يمكن للمشاهد أن يتصور الأستاذ المقرئ أبوزيد مرافعا ومناصراومدافعا إلاّ عن هذه القناعة العقائدية.. مما يجعلنا لم نصدّق بداية الأمر أن الفقيه أبوزيد أفتى للناس في فاكهة (دلاّح زاكوة) وما تحمله من أضرار صحية بحكم تعديلها جينيّاً..
ولا أعرف هل الصدفة من جعل هذا الإفتاء البطيخي يتزامن مع تقرير لإحدى الجرائد الإسبانية يتحدث عن الاكتساح المتصاعد لـ”الدلاح” المغربي في الأسواق الأوروبية.. بل وتفاجأ الموردون الإسبان بأرقام مقلقة، تشير إلى منافسة مغربية أخرى صاعدة بقوة، تتعلق بتصدير البطيخ الأحمر. حيث
بدأت تزيح الصادرات الإسبانيةالقادمة من ألميريا مع عدد من الأسواق الأوروبية، مشيرا إلى أن أرقام الصادرات المغربية في السنوات الأخيرة نحو أوروبا من هذه الفاكهة تكشف عن نمو سريع جداً
هذا هو السياق الذى يجعل من هذه الفتوى تأخذ أبعاداً تتجاوز سقف الوطن.. ويمكن استغلالها في إطار المنافسة مع الإسبان..والترويج لها في الأسواق العالمية.. مما سيترتب عن ذلك خسارة مالية مهمّة وبالعملة الصّعبة.. ناهيك عن إفلاس الفلاحين المغاربة المستثمرين في هذه الفاكهة.. وما يحمل ذلك من انعاكاسات سلبية إجتماعياًوأسريّاً.. وفي ظرفية وبائية يحاول الجميع أن يعيد نواقيس الحياة إلى مجراها الطبيعي..
ولنفرض جدلاً أنّك تملك هذه الحقيقة التى تحتاج إلى ضبط تقني مختبريّ صارم..ومؤهل علني متخصص لا أعتقد أنّك من أهله..
ماالذي يمنعك أن تخبرك إحدى الإطارات الجمعوية لحماية المستهلك قصد التواصل مع المؤسسات الرسمية ذات الصلة بالموضوع..
وبالمناسبة فقد كان هناك بيان حقيقة ينفي كل مزاعمك واتهاماتك حول بطيخ زاكورة..
ولو عدنا إلى الوراء سنجد أن علاقتك بهذا المنتوج الأحمر من تربة زاكورة غير طبيعية.. ويكفي العودة إلى لقاءات سابقة سنجد محاربتك له أحيانا تعود إلى استنزاف الفرشة المائية.. وأحابين أخرى كما في تصريحك لإحدى المواقع بالجديدة ليوم 21يونيو 2017
” لقد اكتشفوا أنّ دلاح زاكورة جيّد ولذيذ.. ويمكن النضوج في شهر مارس بفضل الحرارة.. غير أنّي انتظر شهر غشت حتى يصل دلاح أكادير ودكالة”
ها أنت تقّر بنضجه في شهر مارس ولم تشر إلى أي تعديل اوتدخل جينيّ..
وها أنت خلقت زوبعة مجانية تشكيكية في مؤسسات المراقبة الصحية العامة..
وهو نوع من اللغو…من جهة
والفتنة من جهة ثانية..
والتطاول على إختصاصات الغير من كل الجهات..
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.