صدر مؤخراً للشاعر والناقد الدكتور أنس أمين، ديوان جديد بعنوان ” سبط الزهراء فارس الصحراء”.
وهو ديوان شعري عمودي ينخرط في إطار الدبلوماسية الثقافية نصرةً لقضية الصحراء المغربية وأحقية ومشروعية المغرب في صحراءه، وهي مشروعية مؤسَّسة على العديد من الحجج التاريخية والقانونية والسياسية والجغرافية واللغوية والثقافية والدينية والعرقية التي تنهض حجة دامغة لدحض الأكاذيب والافتراءات والدعايات المغرضة التي تتبناها البوليساريو المدعومة جزائريا.
ويشمل الديوان على 32 قصيدة مشتملة على 2100 بيتا شعريا عموديا منسحبة على 320 صفحة، حيث استلهم الشاعر والناقد الدكتور أنس أمين في هذا السِّفْر الشعري مختلف أعاريض وأضْرب البحور الشعرية، وركب أشرف البحور وأفخمها لتأريخ وشعْرنَةِ كل المحطات التي شهدتها الصحراء المغربية من حرب الرمال إلى الكركرات مع تلميع كل الجهود الساعية إلى الذياد على الوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية الشريفة بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وقد تناول الديوان مختلف المحطات المشرقة في الربوع الجنوبية للمملكة المغربية ومختلف الأوراش السياسية والدبلوماسية التي تبناها الملك محمد السادس كالزيارات الملكية الميمونة لأقاليم الصحراء المغربية تفقداً للرعايا ووصلاً لرحِمهم؛ كما عرّجتْ قصائد الديوان على ذكريات استرجاع الأقاليم الصحراوية كطرفاية وسيدي إفني ووادي الذهب إلى حظيرة الوطن واحتفاء الساكنة الصحراوية بهذه الذكريات مما يؤكد متانة الروابط التاريخية القائمة بين المغرب وصحرائه في ظل البيعة الشرعية لملوك الدولة العلوية؛ كما بسَطَ الشاعر النظْمَ حول مقترح الحكم الذاتي الموسع للصحراء المغربية لفض النزاع المختلق حولها والذي وجد لحصافته تأييدا كونيا أمميا ودعما دوليا وتأييدا من قبَل سكان الصحراء المغربية في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الوطنية والترابية مع صوْن مقومات السيادة المغربية.
وعطف الشاعر على الرعاية السامية للملك محمد السادس للثقافة الحسانية إن على مستوى إحداث قناة العيون الجهوية التي دعّمتْ الثقافة والتراث الحسانيين كأول قناة جهوية بشمال إفريقيا والعالم العربي، أو على مستوى دسترة اللهجة الحسانية باعتبارها إرثا مغربيا حضاريا ورافدا من روافد الهوية الوطنية؛ كما بسط الشاعر أنس أمين القول الشعري حول مهرجانات الصحراء الكبرى ومنتدياتها الدولية كمنتدى كرانس مونتانا المقام بالداخلة حاضرة وادي الذهب إذ بات المنتدى اعترافا ديبلوماسيا وسياسيا بالسيادة المغربية على صحرائه ما قوَّض بنجاحه كل مناورات أعداء وخصوم الوحدة الترابية.
كما تمّ التلميع الشعري للمبادرة الملكية الحصيفة لتشكيل وتفعيل المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية والمتزامن مع إطلاق مبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية، إذ ينهض المجلس وفق التوجيهات الملكية السامية بالتعريف بعدالة قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية في نطاق دبلوماسية موازية فاعلة مع صيانة خصوصية الصحراء التاريخية والثقافية في إطار الهوية الوطنية؛ كم شَعْرَنَ الديوان أعياد ذكرى المسيرة الخضراء بخاصة خطاب المسيرة بداكار عاصمة السينغال حيث عيَّدَ المغاربة والأفارقة بخطابٍ اكتسى دلالة قوية ورمزية سياسية من العمق الإفريقي حُيال أعداء الوحدة الترابية التي طالها تأييد واعتراف القارة السمراء بمغربية الصحراء؛ كما تمّ الجنوح من خلال القول الشعري إلى الحديث عن إحباط كل المحاولات المناوئة للوحدة الترابية وإبطال كل الدعاوى العقيمة التي تغرد خارج السرب كموقف دولة السويد المعادي للحقوق التاريخية والجغرافية للمغرب إزاء صحرائه والتي أيدت ساكنتها مقترح الحكم الذاتي الجدي وذي المصداقية كحل واقعي وسياسي ونهائي لمشكل الصحراء المفتعل؛ وغرّد الدكتور أنس أمين شعرا بمحطات أُخَرَ أشرقت بالانتصارات المتوالية والدفاع المستميت والجسارة البطولية التي أَتْرَبَت كل المحاولات اليائسة والمناورات البائسة ضد مغربية الأقاليم الجنوبية كإجهاض خلية أمغالا ونفكيك مخيم إكديم إيزيك وفَضَّ المؤتمر المزعوم بالتافيريتي وطرْد البوليساريو صَغاراً من الكركرات ومن شرق الجدار الأمني العازل.
ليعلن الشاعر الدكتور أنس أمين بوطنيته الصلْدَة وبدبلوماسيته الثقافية وبفحولة لغته التي تنضح بالبطولة الشعرية أن الصحراء تؤبَّد في مغربها حتى تصير الجبال كالعهن المنفوش.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.