أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها تقف وراء عملية اغتيال العقيد بالحرس الثوري الإيراني، حسن صياد خدائي.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول استخباراتي لم تكشف عن هويته، أن الإسرائيليين قالوا للأميركيين إن عملية الاغتيال كانت بمثابة تحذير لإيران بوقف عمليات وحدة سرية داخل فيلق القدس تعرف باسم “وحدة 840”.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن الوحدة السرية التابعة لفيلق القدس – مسؤول العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني – مكلفة بعمليات اختطاف واغتيال للأجانب في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم المدنيين والمسؤولين الإسرائيليين، وفقا للحكومة الإسرائيلية ومسؤولي الجيش والمخابرات.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن العقيد صياد خدائي كان نائب قائد الوحدة 840 وشارك في التخطيط لمؤامرات خارج الحدود ضد أجانب، بمن فيهم إسرائيليون.
وذكروا أنه كان “مسؤولا عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران وتورط خلال العامين الماضيين في محاولات هجمات إرهابية ضد إسرائيليين وأوروبيين ومدنيين أميركيين ومسؤولين حكوميين في كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص”.
في المقابل، لم تعترف إيران أبدا بوجود وحدة 840.
وصورت إيران العقيد على أنه “بطل وشهيد” التحق بالحرس الثوري في سن المراهقة وتطوع كجندي في الحرب العراقية الإيرانية، واستمر في لعب دور بارز في فيلق القدس الذي يقاتل تنظيم داعش في العراق وسوريا.
والأحد الماضي، لقي العقيد صياد خدائي البالغ من العمر 50 عاما برصاصة قاتلة خارج منزله في شارع سكني هادئ بالعاصمة الإيرانية طهران، عندما اقترب مسلحان على دراجتين ناريتين من سيارته وأطلقوا عليه خمس رصاصات، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية.
وألقت إيران باللوم على إسرائيل في هذه العملية التي تأتي استمرارا لحرب الظل التي تدور رحاها بين البلدين منذ سنوات في البر والبحر والجو والفضاء الإلكتروني، وفقا لــ “نيويورك تايمز”.
وقال الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الذي تصنفه الولايات على لائحة المنظمات الإرهابية، في كلمة ألقاها الاثنين، “سنجعل العدو يندم على ذلك ولن يمر أي من أفعال العدو الشريرة دون رد”.
من جانبه، قال عضو مجلس الأمن القومي الإيراني، ماجد مرحمدي، إن القتل كان “بالتأكيد من عمل إسرائيل”، وحذر من أن الانتقام القاسي سيأتي، بحسب وسائل إعلام إيرانية. في المقابل، امتنعت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق على القتل.
وصنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري على أنه منظمة إرهابية – وهو القرار الذي كان نقطة شائكة في المفاوضات مع إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
وطالبت إيران بإلغاء التصنيف كشرط لاستعادة الصفقة المعروفة باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”، لكن الولايات المتحدة رفضت وتركت المفاوضات مجمدة.
ويرى محللون إيرانيون أن الاتهامات الإسرائيلية تهدف إلى منع الولايات المتحدة من الموافقة على رفع تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وبالتالي عرقلة التوصل إلى اتفاق بشأن استعادة الاتفاق النووي.
وقال المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية، قيس قريشي، “نحن أيضا في حرب تضليل مع إسرائيل. تهدف هذه الاستفزازات للضغط على جميع الأطراف لإلغاء الاتفاق النووي أو دفع إيران للرد بطريقة من شأنها أن تكون ضارة”.
ووفقا لشخصين ينتميان للحرس الثوري تحدثوا لصحيفة “نيويورك تايمز” دون الكشف عن هويتهما، فإن خدائي كان خبيرًا لوجستيًا لعب دورًا مهمًا في نقل تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والصواريخ إلى المقاتلين في سوريا وميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.
وزعم الشخصان أنه كان أيضًا مستشارًا تكتيكيًا لميليشيات تقاتل في سوريا دربتها وسلحتها إيران.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.