أوكرانيا تحت القصف، والطلبة المغاربة يناشدون الحكومة لإجلائهم..
مليكة أقستور
كان الحلم وشيكا… شهادة تخرج والعودة الى الوطن، لكن سرعان ما تبخر الحلم بعد الغزو الروسي على أوكرانيا
لم يسبق للمغاربة أن عاشوا أجواء الحرب ولا يفقهون شيئا عن القصف، فحتى هذه المصطلحات كانوا معتادين على سماعها فقط في الاخبار الدولية، الا أن للقدر رأي اخر وعاشوا أجواء الحرب بكل تفاصيلها.
الخوف يروادهم من كل جانب والفزع أصبح رفيقهم، هم هناك بأوكرانيا تحت الصواريخ الروسية وهنا بالمغرب يعيشوا ذَوِيهم الرعب والخوف من مصير أبنائهم.
هرع المغاربة للحدود محاولة منهم لمغادرة البلاد بسبب التدخل العسكري الروسي والضربات العسكرية التي تطال العديد من المدن الأوكرانية.
جاؤوا من مدن عديدة، كالعاصمة كييف وخاركيف ولفيف وروستف، على متن سيارات خاصة أو حافلات وفي ذهنهم هدف واحد: العبور إلى الدول المجاورة، عبر الحدود المخصصة من بولونيا ورومانيا وسلوفاميا وهنغاريا، حيث تم تجهيز بعض المراكز لاستقبالهم وإيوائهم.
تمكن قرابة 3230 طالبا مغربيا من مغادرة الاراضي الاوكرانية، والامر لم يكن سهلا، فإلى جانب القصف عانوا من العنصرية بشتى أنواعها، فقد منع أغلبهم من ركوب القطار فيما أعطيت الاولوية للأوكرانيين، بل حتى بعد وصولهم للحدود ظلوا هناك عالقين في البرد القارس، وتحت ظل الجوع لساعات عدة، لكن محاولتهم تكللت بالنجاح واستطاعوا الفرار من أوكرانيا إلى بر الأمان.
واذا كان الحظ حالفا لهؤلاء، فالأمر مختلف تماما بالنسبة للمغاربة المتواجيدين بمدينة سومي، شمالي أوكرانيا، والتي تبعد عن الحدود الروسية بحوالي 40 كلم، فقد وجدوا أنفسهم عالقين هناك تحت القصف و محاصرين بين نيران الحرب والبحث عن سبل النجاة، فقد تم محاصرة المدينة بأكمالها من قبل الجيش الروسي، ومحاولاتهم للهروب لم تثمر بعد.
هؤلاء الطلبة يناشدون السلطات المغربية من أجل تأمين معبر لهم لمغادرة أوكرانيا، مشيرين الى أنهم لم يتمكنوا من ايجاد وسيلة للخروج منها جراء توقف القطارات منذ اليوم الأول للغزو الروسي لاوكرانيا.
هم تقريبا 30 طالبا، من بينهم الطالب في اختصاص الهندسة المعمارية الياس وعزيز(21 عاماً) الذي كشف لنا عبر مقطع فيديو عن الاوضاع الصعبة والمزرية التي يمرون منها، جراء نقص الأمن والغداء والتوتر الذي يسود المدينة.
يقول الياس أنهم لا يستطيعون الخروج من منازلهم خوفا من القصف الجوي، “بل وحتى ولو استطعنا الخروج فلا يمكننا الوصول لبر الامان، فقد تم قصف السكك الحيددية، ولا يمكننا حتى أن نقود السيارة للوصول الى الحدود، فقد تم قصف القناطر”.
ويقول الياس في رسالة نصية عبر تطبيق الانستجرام، “لم نتلقى أي تواصل من السلطات المغربية، ولكن الصحافة المغربية تتواصل معنا على وعسى أن توصل صوتنا للسلطات المعنية”.
تسببت الحرب منذ فجر الخميس الماضي، في معاناة قاسية لمئات الطلاب المغاربة، هم الان في مواجهة قاسية غير معتادين عليها، ذهبوا لأوكرانيا طالبين العلم، وهاهم الان يطالبون العودة لوطنهم سالمين بعد أن وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الموت في أي لحظة.
هم الان عالقين هناك، ومحاصرين بين حرب عنيفة ومستقبل مجهول ومتشبتين بالأمل للبحث عن سبل للنجاة بحياتهم، مناشدين السلطات التدخل في أسرع وقت، قبل فوات الاوان، ومطالبين بتدخل دبلوماسي سريع وتدبير ممرأمن للمجموعة العالقة بسومي.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.