حمّل سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، منسقي التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان مسؤولية مقاطعة الطلبة للدراسة وللتداريب والامتحانات، متهما إياهم بعدم نقل مضامين الاتفاقات التي تُبرم بينهم من جهة، وبين وزارته ووزارة الصحة من جهة ثانية، إلى الطلبة “بأمانة”.
أمزازي قال في ندوة صحافية مشتركة بينه وبين وزير الصحة، مساء الأربعاء بالرباط، إن الطلبة الأطباء كانوا سيضعون حدا لمقاطعة الدراسة والتداريب، “لو كانت لهم نية في أن تمر السنة الدراسية بشكل عاد”، على أن يستمر الحوار بين الطرفين بخصوص النقط الخلافية العالقة التي يضعها الطلبة كشرط لاستئناف الدراسة بعد إضرابهم عنها منذ 25 مارس الماضي.
وذهب أمزازي إلى القول إن سبب استمرار طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان في مقاطعة الدراسة والتداريب يرجع إلى “غياب مخاطَب جدي”، موضحا بالقول: “في اجتماع الحوار الأخير المنعقد شهر أبريل، وقّعنا اتفاقا مشتركا، وظللنا ننتظر أسبوعا كاملا إلى حين مناقشة الطلبة لمضامينه التي وافق عليها ممثلوهم، لكن الذي حصل هو أن التصويت الذي أجراه الطلبة كان حول مسألة مقاطعة الدراسة، ولم يناقشوا النقط التي اتفقنا عليها”.
وبالرغم من أن الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي قال إن هناك “أزمة مخاطَب”، إلا أنه أكد أن وزارته ووزارة الصحة مستعدتان للحوار مع الطلبة المقاطعين للدراسة، قائلا: “اليوم توصلت برسالة من ممثلي الطلبة يطلبون فيها الحوار، وأنا مستعد لأتحاور معهم في أي وقت”، قبل أن يستدرك: “ولكن من يضمن لنا أنهم يرغبون في حل. هم يريدون إطالة الأزمة لظروف أخرى لا علاقة لها بالجانب البيداغوجي”.
ودافع أمزازي عن العرض الذي قدمته وزارته ووزارة الصحة إلى طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، موضحا أنهما استجابتا لمعظم المطالب التي تضمنها الملف المطلبي، فيما بقي مطلبان عالقان يتعلقان بحصر التباري في مباريات الإقامة على طلبة الكليات العمومية وعدم فسح المجال للمشاركة فيها أمام طلبة كليات الطب الخاصة، وإلغاء السنة السادسة بالنسبة لأطباء الأسنان.
بخصوص المطلب الأول، قال أمزازي إن هناك تصوّرا جديدا يتمثل في تقليص أهمية نقطة تسمى “les épreuves de titre” ضمن المباراة، حيث ستُحتسب فقط في الترتيب، لكنه استدرك بأنه لا يمن حرمان أي طبيب من المشاركة فيها إذا كانت تتوفر فيه الكفاءة ويستجيب للمعايير المطلوبة، ولا يمكن استثناء أي مغربي منها، “لأن هذا حق دستوري، سواء للأطباء المكوّنين في القطاع العام أو القطاع الخاص، أو في الخارج”.
وفيما يتعلق بمطلب إلغاء السنة السادسة بالنسبة لطلبة كليات طب الأسنان، استبعد أمزازي الاستجابة لهذا المطلب، وقال موضحا إن “جميع التجارب الدولية الناجحة تعتمد المنهج نفسه الذي نعمل به نحن، لأن الدراسة ستّ سنوات تمكّن الطلبة من اكتساب كفاءات مهارات مهنية، وتتيح لهم فرصة لتدبير العيادات الخاصة، بينما في النموذج القديم الذي كان يعتمد خمس سنوات، كان يصعب على الطلبة بعد سنة من التخرج، أن يجدوا ميدانا للتدريب لاكتساب هذه المهارات”.
ودافع أمزازي عن تثبيت السنة الدراسية السادسة بالنسبة لطلبة كليات طب الأسنان، حيث تُخصص ستة شهور منها للتداريب داخل المراكز الاستشفائية لطب الأسنان، والأشهر الستة الأخرى للتداريب في العيادات الخاصة، مشيرا إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية بين كليات طب الأسنان وبين مكتب طب الأسنان، لكي يتم تيسير ولوج الطلبة إلى هذه العيادات لاكتساب المهارات والكفايات اللازمة.
وكان أمزازي قد وصف في إحدى جلسات الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، قبل أسبوعين، النقطتين المتعلقتين بمباراة الإقامة والسنة الدراسية السادسة، المضمّنتين ضمن الملف المطلبي لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، بـ”المطالب غير المشروعة”، لكنه حرص خلال الندوة الصحافية التي عقدها اليوم على اعتبار النقطتين سالفتي الذكر بـ”غير آنيتين”، معبرا عن استعداده لمناقشتهما.
وجوابا على سؤال في هذا السياق قال أمزازي إن المقصود من كلامه هو أنه لا يمكن حرمان الأطباء المغاربة، سواء المكوَّنين في القطاع الخاص أو العام أو المكوَّنين في الخارج، من اجتياز مباراة الإقامة، مضيفا: “هذا حق دستوري، ومن حق هؤلاء الأطباء أن يتقدموا لاجتياز هذه المباراة، ولكن سننظر في هيكلة المباراة وكيف تتم، إذا كان هناك أي عنصر يدل على أن هناك غيابا لتكافؤ الفرص، فنحن مستعدون لتقليص تأثيره”.
وبخصوص الامتحانات، التي كان مقررا أن تجرى شهر ماي الجاري، أعلن الوزير الوصي على قطاع التعليم العالي أنها ستؤجّل إلى يوم 10 يونيو القادم، مشددا على أن الموسم الدراسي الجاري لن ينتهي بسنة بيضاء، “لأن هناك طلبة مواظبين على الدراسة، منهم طلبة أجانب وطلبة عسكريون، ونحن من مسؤوليتنا برمجة الامتحانات، وهذا قرار سياسي للحكومة”، مضيفا أن “السنة البيضاء غير مطروحة إطلاقا”.
وجوابا على سؤال حول ما إذا كانت الفترة المتبقية للموعد المحدد للامتحانات ستسعف الطلبة على التحضير، في حال وضعوا حدا لمقاطعة الدراسة، قال أمزازي: “سنمكن الطلبة من الدروس الاستدراكية، وسنعمل على توسيع المدة الفاصلة بين كل مادة (Décalage)”، مضيفا: “أنا لم أهدد عندما قلت مَن لم يجتز الامتحانات عليه أن يتحمل مسؤوليته، بل دعوتهم إلى اجتياز الامتحانات، لأن مَن لم يجتزْها سيكرّر السنة، وإذا تكرر الأمر مرات فعليه أن يغادر المؤسسة، هذا اختياره”.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.