أمدياز مولاي حماد أطاهر يغادرنا إلى دار البقاء في صمت  

أزول بريس – مصطفى مروان * //

توفي اليوم مولاي احماد أطاهر أو الشيخ حماد كما يحب أن ينادى به أو أمدياز حماد كما هو معروف به، و هو أحد أهرمات فن تمديازت و تمناضين بالجنوب الشرقي، و بالضبط منطقة أُرتُروك إقليم الراشدية؛ المرحوم أستطاع أن يفرض نفسه وسط الساحة الفنية و أن ينقش اسمه بحروف من ذهب في بحر الشعر الأمازيغي الموزون. مولاي احماد أعطى ألكثير و الكثير لفن تمديازت على مستوى الجنوب الشرقي. معروف بتواضعه وأخلاقه الحميدة و ذاكرته القوية إذ أنه يمنحك شعورا فريدا كلما سرد قصة أو واقعة عاشها زد على ذلك فهو يتمتع بروح نكتوي فحديثه كله عن ماض عاشه في سراء وضراء . فانطلاقا من ألبوماته التي اكتسحت جل منازل الجنوب الشرقي رغم أنه لم يستعين بأي آلات موسيقية باستثناء الكمان الذي تخلى عنه لتبقى ألة التسجيل هي وسيلته الوحيد لتسجيل أشرطته المتواضعة التي تناول فيها مواضيع مختلفة حيث تطرق الى ما هو اجتماعي،ديني،سياسي؛ كما أنه ناقش قضية وحدتنا الترابية و قضايا إنسانية أخرى، بالإضافة الى الجانب العاطفي .و أعطى الجالية حقها من التعبير. ومن عناوين هذه الألبومات:
ait-lkharej
tssilit-t-tmghart
ayimi-3awd-lhdjat
lal-n-okham
lmghrib
sahara
lmjriyt-goulmima-1982
إلى غير ذلك من الألبومات الشيقة و المتواضعة ولا ننسى مساهمته في توجيه أبناء المنطقة المولعين بفن الغناء بإرشادهم ونصحهم .
وكما معروف في مجتمعنا فأي فنان لم يشتهر ولو انه كذلك فهو يعاني من التهميش و الإقصاء من جهة و مشاكل مادية و صحية من جهة أخرى.
مولاي حماد أطاهر تم تكريمه مرة او مرتين حسب معلوماتي لأنه لم أجد الزمكان المناسبين للحصول على جل المعلومات؛ فمن المعلوم أن دور وزارة الثقافة و المؤسسات الحكومية والخاصة و الجمعيات المهتمة بالفن محليا أو جهويا أو وطنيا كان يجب أن تقف إلى جانب مثل هذا الفنان ومساعدته ماديا و معنويا هذا في الوقت الذي لازال يتمتع بكامل صحته بصفة عامة وفي الظروف القاسية من قلة حيلة اليد و مؤخرا المرض الذي لم يمهله طويلا ليودعنا و يغادر هذا العالم في صمت!
ختاما الفن إن لم يحظى صاحبه بالاهتمام أللازم والمساعدة الضروريين فمن المحتوم ذات يوم أن يندثر وينقرض. فرسالتي الى المهتمين بالفن خاصة التراث الأمازيغي أن يجتهدوا لاستمرار هذا الفن، و ذلك عبر باب الإهتمام بأمثال مولاي حماد اطاهر الذين لا يزالون على قيد الحياة، فإمديازن هم مدرسة الأجيال و مصدر من مصادر النبوغ الأمازيغي على مر العصور.
رحم الله الشيخ حماد أطاهر و أسكنه فسيح جناته و إنا لله وإنا إليه راجعون.

*مقال رأي لأحماد بن يوسف صدر سنة 2014 قمت بالتصرف فيه ايصالا لرسالة مفادها أن من لا يهتم برجالات ماضيه لا يمكن أن تقوم له قائمة مستقبلا.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading