أكَادير: ضياع 560 مستفيدا بعد ترحيل المركب التجاري ذي الطابع السياحي ببنسركَاو
.عبداللطيف الكامل
ضياع 560 مستفيدا ومستفيدة جراء قرار يقضي ب “ترحيل أنشطة وتجهيزات المركب التجاري ذي الطابع السياحي ببنسركَاو بأكَادير،إلى مكان بعيد عن المنطقة والساكنة …والجمعيات والتعاونيات تندد بقرار سلطات الولاية”
تفاجأت خمس جمعيات وثلاث تعاونيات تؤطر وتكوّن حوالي 560 مستفيدا ومستفيدة في عدة ورشات،بصدور قرار ترحيل آليات وأنشطة وورشات المركب التجاري ذي الطابع السياحي ببنسركَاو إلى مكان آخر بعيد عن سكنى المستفيدين وخاصة فئة المعاقين الذين يتلقون التكوين والتدريب في حرفة الجلد بهذا المركب.
كما تلقت ساكنة منطقة بنسركَاو،باستغراب كبير ترحيل أنشطة المركب وإفراغه بصفة نهائية لكي يوضع رهن إشارة وزارة الصحة من أجل استغلاله،وهنا تساءلت الساكنة ومعها المجتمع المدني عن ما جدوى ترحيل أنشطة وآليات وتجهيزات هذا المركب التجاري ذي الطابع السياحي،مع أنه راكم تجربة كبيرة في التكوين والتأطير،وأصبح ملجأ للنساء والشباب العاطل لتلقي التكاوين والتعلمات؟ .
ومن جانبها اعتبرت جمعيات المجتمع المدني ببنسركَاو،القرار متسرعا بعد أن تأكد لها ذلك من إرسالية والي الجهة التي توصلت بها الجهة المعنية بشأن الترحيل،وما زاد تأكيد ذلك أن لجنة مختلطة بذات المركب في الأسبوع مكونة من ممثلي الأطراف الثلاثة الموقعة على إتفاقية 2015،حلت بعين المكان عقب تلك الإرسالية لتتفقد الآليات والورشات.
ونددت بهذا القرار لكونه اتخذ دون استشارة الساكنة ودون مراعاة الظروف الإجتماعية للفئات المستفيدة منه وخاصة فئة المعاقين،علما أن المركب المحدث بموجب اتفاقية ثلاثية موقعة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية/سلطات الولاية والمجلس الجماعي لأكَادير والتعاون الوطني قد تم تشغيله وفتحه في وجه المستفيدين والمستفيدات بمنطقة بنسركَاو في سنة 2015،بعد أن ظل مغلقا ومهجورا لمدة خمس سنوات،بحيث فرحت الساكنة بتواجده بموقع مهم بوسط المنطقة،وقريب من محلات سكنى جميع المستفيدات والمستفيدين من الفتيات والنساء والمعاقين.
كما تساءلت الجمعيات والتعاونيات المؤطرة:كيف قررت سلطات الولاية ترحيل آليات وتجهيزات وورشات هذا المركب التجاري ذي الطابع السياحي،إلى حي آخر بمدينة أكادير،في الوقت كانت ساكنة بنسركَاو،متعطشة لأنشطته وكانت تنتظربشغف فتحه في وجه أبنائها وبناتها بعد أن ظل كما قلنا،مغلقا ومهجورا منذ الإنتهاء الأشغال به سنة 2010.
وتأسفت كثيرا لقرار الترحيل مع أن المركب عرف منذ افتتاحه حياة اشتغال دائمة بشكل يومي وتميز بحركية دؤوبة وبإقبال المستفيدات والمستفيدين عليه من كل الفئات التي تتلقى فيه تكوينات مهمة في ورشات متعددة تشرف عليها خمس جمعيات وتعاونيات.
بل أكثر من ذلك،لعب هذا المركب دورا كبيرا في التلقين والتكوين والتأطير لفائدة فتيات وفتيان المنطقة،تقول الجمعيات والتعاونيات المشتغلة فيه،وخاصة ممن غادروا فصول الدراسة وفضلوا الإنخراط في ورشات مختلفة تؤطرها خمس جمعيات وثلاث تعاونيات في الحلاقة والجلد و الفصالة والخياطة العصرية والتقليدية وفن الطبخ وصنع الحلويات .
كما تتلقى فيه الفئات المستفيدة أيضا دروسا وحصصا في المكتبيات ومعلوميات الخطوط وورشات في الطرز بأنواعه سواء باليد أو المكننة،زيادة على كون المركب يقوم بمهام ووظائف أخرى منها على الخصوص تكوين فئة المعاقين في حرفة الجلد،وإرشاد وتوجيه النساء المعنفات إلى مراكز الإستماع التي تشرف عليها الجمعيات النسائية والحقوقية المتهمة بملفات العنف وغيره.
ولهذه الأسباب كلها تطالب ساكنة منطقة بنسركَاو ومعها جمعيات المجتمع المدني من سلطات الولاية ومعها المجلس الجماعي لمدينة أكَادير بالعدول عن تنفيذ قرارالترحيل، والإبقاء على هذا المركب بالمنطقة لأنه يقوم بوظائف عديدة اجتماعية وحرفية وتكوينية في عدة مجالات تستفيد منها شريحة مهمة لأبناء المنطقة من النساء والشباب العاطل القاطنين ببنسركَاو وأغروض والوفاق.
وتطالب أيضا الجهات المعنية بالبحث عن مكان لائق يكون رهن وزارة الصحة ببنسركَاو وغيره عوض هذا المركب التجاري ذي الطابع السياحي الذي رحبت بفتحه وتشغيله ساكنة المنطقة،في سنة 2015،لكونه ساهم ويساهم في تكوين عدد من النساء والشباب من المعطلين من خلال إكسابهم مهارات وتقنيات و تعلمات في تخصصات معينة ستساعدهم لا محالة مستقبلا في التشغيل الذاتي وتكوين مقاولات حرفية صغرى.
التعليقات مغلقة.