بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
النبي الأمين
أيها السيدات و السادة الأفاضل
يسعدني و يسرني كثيرا أن أحضر اليوم معكم افتتاح الدورة الثالثة عشرة من “المهرجان الدولي للسينما و الهجرة” المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده. و ينظم هذا المهرجان في فترة تحتفل فيها بلادنا بمناسبتين وطنيين كبيرتين هما الذكرى الوحدة و الأربعون للمسيرة الخضراء المظفرة و الذكرى الواحدة و الستون لعيد الإستقلال المجيد. كما يأتي هذا المهرجان بعد شهر من تخليد اليوم الوطني للسينما (16 أكتوبر).
و أود في البداية أن أرحب، بمدينة أكادير، بضيوفنا الكرام من فنانين و منتجين و مخرجين و نقاد و باحثين و تقنين و غيرهم القادمين من مدن مغربية و من دول شقيقة و صديقة شاكرا إياهم تشريف هذا التظاهرة بحضورهم و متمنيا للجميع مقاما طيبا بيننا.
كما أحيي من هذا المنبر السيد رئيس و أعضاء “جمعية المبادرة الثقافية” و كذا مدير المهرجان على كل ما يقومون به من مجهودات جبارة من أجل الإعداد الجيد للمهرجان و كذا من أجل ضمان استمراريته و تطويره و الرفع من مستواه. تشكراتي أيضا لكل من ساند و دعم من قريب أو من بعيد هذا المهرجان السينمائي الرائع.
أيها الحضور الكرام
إن جهتنا، و الحمد لله تعرف، منذ سنوات، تنظيم عدة تظاهرات ثقافية و فنية موسيقية و مسرحية و سينمائية و غيرها و كلها تساهم في الإشعاع و التنشيط الثقافي بالجهة و بالتعريف بالخصوصيات الثقافية و اللغوية و التاريخية لهذه المنطقة من المملكة السعيدة.
و يبقى “المهرجان الدولي للسينما و الهجرة” من أهم هذه المهرجانات و يعتبر المهرجان السينمائي الوحيد وطنيا و ربما دوليا الذي يهتم بقضايا الهجرة و المهاجرين من خلال عرض أعمال فنية تقرب الهجرة من الجمهور من خلال معالجتها لمجموعة من القضايا ذات ارتباط بالهجرة ك: الهجرة السرية، إشكالية الإندماج في البلدان المستقبلة، الميز العنصري، الزواج المختلط، حوار الثقافات و غيرها.
و من حسن الصدف أن دورة 2016 من هذا المهرجان تتزامن مع احتضان بلادنا لأشغال المؤتمر العالمي حول التغيرات المناخية “COP22 “. و كلنا يعلم أن من بين الأسباب الرئيسية للهجرة الأزمات الإقتصادية و النزاعات المسلحة و الانعكاسات السلبية للإختلالات المناخية كالماء و الجفاف و الغذاء و غيرها.
أيها السيدات و السادة
إن مثل هذه المهرجانات هي فرصة لنا للتفكير الجماعي حول موضوع السينما خاصة بهذه الجهة و التحديات التي تواجهها و كذا سبل تطويرها حتى تلعب دورا الثقافي و التحسيسي و التربوي و التواصلي و لكن أيضا كقطاع مشغل و مذر للدخل.
ف 60% من سكان الجهة من فئة الشباب و جامعة إبن زهر وحدها تستقبل أكثر من 120.000 طالبة و طالب . فماذا أعددنا لهؤلاء من فضاءات ثقافية و فنية ؟ كيف و أين سنتواصل مع هؤلاء لنزرع فيهم الروح الوطنية و نربيهم على ثوابت المملكة و نحميهم من التيارات الهدامة و من الظواهر السلبية؟
إن هذا المهرجان هو مناسبة لدعوة كل الفاعلين و الهيئات و الكفاءات المحلية و الجهوية و الوطنية للعمل سويا من أجل :
- دراسة سبل إحياء دور السينما بالمدينة و الجهة و برمجة أنشطة فنية بها على طول السنة
- العمل على مصالحة الجمهور مع القاعات السينمائية
- تشجيع المواهب الشابة في الميدان السينمائي
- تنظيم قوافل سينمائية خاصة بالأحياء الهامشية للمدن و بالعالم القروي
- إحداث معهد المهن البصرية و السينما أو على الأقل إحداث شعب متخصصة في هذه المهن بمعاهد التكوين المهني
- الإسراع بإحداث هيئة جهوية للثقافة تسهر على النهوض بالميدان الثقافي و برمجة و تأطير التظاهرات الثقافية بالجهة
- إرساء شراكة ما بين قطاع السينما و القطاع السياحي بهدف تنويع المنتوج السياحي بالجهة و مساهمة الأعمال السينمائية في الترويج سياحيا للجهة
- خلق صناعة سياحية بالجهة و خاصة بإقليم طاطا الذي يتوفر على كافة المؤهلات الضرورية لذلك
- وضع إستراتيجية واضحة للمهرجانات السينمائية خاصة و التظاهرات الثقافية عموما بالجهة و إدراجها ضمن المطويات و المجلات السياحية.
أيها الحضور الأفاضل
يتميز مهرجان هذه السنة باختيار دولة كوت ديفوار الصديقة كضيف شرف و هو اختيار يعبر عن الإنفتاح المغربي على القارة الإفريقية اقتصاديا و ثقافيا انفتاح. أرسى دعائمه جلالة الملك محمد السادس نصره الله من خلال زياراته المتكررة للدول الأفريقية و من خلال خطاباته السامية.
فدولة الكوت ديفوار تجمعها بالمغرب روابط الصداقة التاريخية و التعاون الدائم و المستمر في شتى المجالات. كما أن السينما الإيفوارية تتميز بغناها و تنوعها و جودة إنتاجاتها و كفاءة و مهنية فنانيها و منتجيها و مخرجيها.
فمرحبا بضيفونا الايفواريين في بلدهم الثاني. و مرحبا بكل من تحمل مشاق الإنتقال إلى أكادير للمشاركة في هذا المهرجان.
أتمنى لكم فرجة ممتعة و مقاما طيبا و للمهرجان مزيدا من النجاح و التوفيق و لبلدنا الأمن و السلام و الإستقرار على الدوام تحت القيادة الرشيدة لقائدنا الهمام جلالة الملك محمد السادس اعزه الله و نصره.
و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.