أزول بريس – فاطمة الشعبي //
في الوقت الذي من المفروض أن يتضاعف فيه منسوب التضامن والتآزر مع الفئات الهشة من المجتمع، أي في شهر رمضان وفي عز أزمة الجائحة والطوارئ الصحية,، وبدون سابق إنذار أو حتى فتح الحوار، يطالبنا السيد رئيس المجلس الجماعي بإخلاء المقر وكأننا محتلون للملك العمومي أو صدر في حقنا حكم قضائي.. يطلب الإخلاء في أجل أسبوع ثم يتنصل من مسؤوليته كمنتخب بعدم الالتزام بإيجاد البديل!!!
جدير بالذكر أنّ جمعية أرض الأطفال وجمعية رعاية وحماية الصم هما امتداد لمنظمة أرض البشر التي سلّمت لهما المقر بكل مرافقه بموجب اتفاقية منذ أكثر من عقدين..
قد تكون هناك مشاريع مبرمجة مستقبلا لتهيئة المدينة ستسهم ولا شك في تنميتها وازدهارها ونحن لا يمكن إلا أن نثمنها ونصفق لها.. لكن، في المقابل، ماذا سيكون مآل المشاريع التنموية والخدمات التربوية والاجتماعية التي تقوم بها الجمعيتان لصالح ساكنة أگادير من أطفال وشباب ونساء منذ أكثر من 20 سنة؟ ماذا سيكون مآل الأجراء من الأطر والعاملات بالجمعيتين في هذه الظروف العصيبة على الكل فما بالك على نساء معيلات لأسرهن؟ ماذا سيكون مصير المشاريع التي أنجزت في إطار الشراكات، وخصوصا مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعتبر أيضا مشروعا ملكيا؟
هل يكون هذا هو جزاء المجتمع المدني الجاد؟؟
لقد اعتبر الدستور المغربي المجتمع المدني شريكا استراتيجيا لتتبع السياسات العمومية كما نص على دوره في إبداء الآراء الاستشارية بشأن القضايا المجتمعية والمخططات الترابية وغيرها.. فكيف يتم خرق الدستور!! وقبله قد تم خرق كل أعراف الحوار من طرف السيد الرئيس بمراسلة لا سند قانوني لها وتفتقد لأبسط شروط المنطق وأخلاقيات التعامل.
إذا كانت هناك مشاريع تنموية مقبلة في الحي الصناعي، فبالأحرى أن يتم إشراك الجمعيات المتواجدة به والحفاظ عليها أو إحداث مركز سوسيو ثقافي لضمان استمرارية الخدمات المتعددة التي تقدمها لساكنة أگادير وخصوصا للأحياء المجاورة التي تعتبر القلب النابض والذاكرة الحية لمدينة الاتبعاث.
قد تكون هذه فرصة للتفكير مليا في الدور المنوط بالمجتمع المدني بالمدينة والجهة.. وفي كيفية التصدي للاستهتار بهذا الدور من طرف المسؤولين حيث يتم الدعم والتشاور وفق معايير التملق والولاءات وليس وفق معايير الكفاءة والجدية والمردودية.
وللحديث أكثر من بقية…
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.