واصلت مدينة أكادير ديناميتها التنموية القوية من خلال التنفيذ الفعال لمشاريع واسعة النطاق، حيث شكل التقدم الكبير لبرنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020- 2024، التي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم 4 فبراير 2020، الحدث الأبرز الذي طبع مجريات الأحداث في عاصمة جهة سوس ماسة على امتداد سنة 2022.
وتمكنت عجلة التنمية بمدينة الإنبعاث، من الدوران بأقصى سرعتها، وذلك بفضل التعبئة والانخراط الكاملين لمختلف الفاعلين والمتدخلين والشركاء الماليين والمؤسساتيين في هذا البرنامج الملكي المهيكل.
ويرتبط هذا الأداء المنقطع النظير، ارتباطا وثيقا بتنوع المشاريع الإستراتيجية والمهيكلية التي يتم تنفيذها في العديد من المجالات القادرة على ضمان رفاهية الساكنة من جهة، وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية من جهة ثانية.
وحسب المعطيات المقدمة على هامش الاجتماع السابع للجنة الإشراف والتتبع والتقييم لبرنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020- 2024، يصل الاعتماد الإجمالي للالتزامات المصادق عليها من طرف مختلف أصحاب المشاريع المنتدبين للبرنامج، إلى ما يزيد على ثلاثة ملايير و823 مليون درهم أي بنسبة 61 في المائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج.
وبعد عامين ونصف من الإطلاق الرسمي، سجل البرنامج المذكور رصيدا إيجابيا من خلال استكمال أشغال عدة مشاريع بتكلفة إجمالية تتجاوز 690 مليون درهم، أي ما يمثل نسبة 11 في المائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج، حيث تم تأهيل شارع محمد الخامس، وإنجاز وتسليم 20 ملعبا للقرب في مختلف أحياء المدينة، وانجاز المنتزه الحضري ابن زيدون، إضافة إلى تهيئة المساحات الخضراء بأنزا وببنسركاو وبتيكوين.
علاوة على ذلك، تم تأهيل مجموعة من المشاريع الفرعية المتمثلة في تهيئة مدخل المدينة عبر بنسركاو، وتهيئة وتوسيع مجموعة من الشوارع الرئيسية بالمدينة وتقوية شبكة الإنارة العمومية بها (شارع ولي العهد، شارع الأمير مولاي عبد الله، وشارع المقاومة)، وتقوية شبكة الإنارة العمومية بشارع محمد الخامس ومدخل المدينة عبر بنسركاو، إنجاز الشطر الأول من مشروع التأهيل الحضري للأحياء ناقصة التجهيز بتيكوين، ثم تأهيل كل من القاعة المغطاة الزرقطوني والقاعة المغطاة القدس.
كما تم أيضا في إطار برنامج التنمية الحضرية لأكادير، تأهيل سينما الصحراء، وبناء ممر تحت أرضي على مستوى تقاطع الطريق السريع وشارع عبد الرحيم بوعبيد، وإنجاز مشاريع فرعية متعلقة بإنجاز الخـط الأول للحافلات ذات المستوى العالي من الخدمة “BHNS”، وأشغال البنية التحتية لمشروع “BHNS” من خلال تهيئة الشطر الأول الرابط بين ميناء أكادير ومدارة القامرة، وتقوية شبكة الإنارة العمومية وتعزيز المساحات الخضراء بشارع محمد الخامس وشارع الحسن الثاني وشارع الجنرال الكتاني.
وشملت المشاريع، تهيئة مركز التبادل “وادي الطيور”، وبناء منشأة صرف المياه الشتوية على مستوى واد الغزوة، وتعزيز وتوسيع القنطرة على واد تلضي على مستوى شارع محمد الخامس.
وأطلق أصحاب المشاريع المنتدبون أشغال إنجاز 56 مشروعا بتكلفة تناهز خمسة مليارات و358 مليون درهم (84 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج)، ويبلغ عدد المشاريع التي توجد الدراسات المتعلقة بها في مرحلة جد متقدمة 31 مشروعا، يصل مجموع تكلفتها إلى 805 مليون درهم (13 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج).
فيما يصل الاعتماد الإجمالي للالتزامات المصادق عليها من طرف مختلف أصحاب المشاريع المنتدبين، خلال الفترة الممتدة من إطلاق البرنامج إلى حدود الأسدس الأول من سنة 2022، إلى ما يزيد على ثلاثة ملايير و823 مليون درهم (61 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج)، ويصل مجموع الالتزامات في إطار البرنامج برسم الأسدس الثاني لسنة 2022 إلى مليار و360 مليون درهم.
وبلغ مجموع الالتزامات بحلول متم السنة الجارية خمس مليارات و182 مليون درهم (82 بالمائة من التكلفة الإجمالية للبرنامج).
ويلتزم الشركاء على إتمام إنجاز وتسليم مجوعة من المشاريع المهيكلة الاخرى قبل متم شهر يونيو 2023، ومن أهمها، الانتهاء من أشغال تهيئة المحور الطرقي شرق-غرب، فتح الطريق المداري الشمالي الشرقي أمام حركة المرور ما بين مطار المسيرة والممر تحت أرضي أبراز (الحي المحمدي)، تهيئة المدخل الرابع على طول 2 كلم بين الممر تحت أرضي أبرازن وشارع الجيش الملكي، وذلك لربط الطريق المداري الشمالي الشرقي بالطريق السريع الحضري.
إضافة إلى ذلك سيتم الانتهاء من أشغال تهيئة الطريق السريع ما بين مستشفى الحسن الثاني ومدخل الميناء، والانتهاء من أشغال البنية التحتية واقطاب التبادل، وأشغال التهيئة الحضرية من تشجير ومساحات الخضراء والانارة العمومية والأثاث الحضري المتعلقة بإنجاز الخـط الأول للحافلات ذات المستوى العالي من الخدمة، والانتهاء من أشغال بناء مركز للمعلومات السياحية والمجمع الإداري للشاطئ بأكادير، ثم الافتتاح الرسمي لمشروع متحف إعادة البناء وذاكرة مدينة أكادير.
وكمشروع بنيوي، دخلت محطة تحلية مياه البحر باشتوكة أيت باها مرحلة التشغيل مع تسليم الأحجام الأولى من المياه المحلاة المخصصة لتزويد أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب، وهي محطة ستساهم، دون شك، في تقليل الإجهاد المائي ومواجهة النقص الحاد في الموارد المائية على مستوى الحوض المائي لسوس ماسة.
ويأتي هذا المشروع الطموح، الذي تم إطلاقه في نونبر 2017، نتيجة لتضافر الجهود والموارد بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والشركاء المؤسساتيين والمهنيين، وكذا السلطات على المستوى الجهوي والإقليمي.
وباعتباره أحد المشاريع السياحية الرائدة بعاصمة سوس، تم أيضا خلال سنة 2022، بدء تشغيل الخط الأول من “تيليفيريك” أكادير، والذي يريط جسر تيلدي بقصبة أكادير أوفلا التاريخية، على مسافة تصل إلى 1700 متر طولي.
وكثمرة لاستثمار خاص في قطاع الترفيه، يحتوي الخط الأول للتلفريك على 30 مقصورة، من بينها 4 مقصورات مخصصة لكبار الشخصيات، ويضم الخط الثاني 18 مقصورة، وسيمكن “تلفريك” أكادير، على المدى القريب، من نقل 1000 شخص في الساعة وخلق 1000 منصب شغل مباشر.
من ناحية أخرى، استضافت مدينة أكادير طوال عام 2022 ، عددا لا يحصى من الأحداث الإقليمية والدولية الهامة، فضلا عن مجموعة من اللقاءات حول عدة قضايا استراتيجية ذات الطابع الثقافي والاقتصادي والفلاحي والسياحي.
وبهذه الدينامية التنموية القوية لعام 2022، تكون مدينة أكادير، قد انبعثت من جديد لتنضاف لمصاف المدن المغربية ذات جاذبية وطنية وعالمية، وقطب اقتصادي وسياحي متكامل.
التعليقات مغلقة.