أكادير…جنازة مدينة
(قد يفطن القارئ الى أن الدافع الوحيد لكتابة المقالة وبهذا العنوان هو المساهمة في النقاش الذي رافق القرار البلدي الاخير الذي يخبرنا بتوفير الكفن وبالمجان …هو قرار تداول فيه ممثلونا بالجماعة واستحضروا كل المعطيات والوقائع جعلتهم يفقدون كل امل في الحياة داخل هذه المدينة التي لاحظوا احتضارها واستبقوا الزمن لتعميم على الاقل الكفن الجماعي/المجاني كجزء من مستلزمات الدفن )
هي سنة تقريبا تفصلنا عن هذه المقدمة ..وهي لمقالة سابقة.. للَحظة اعلان الجماعة الحضرية لاكادير بُشرى تعميم الكفن الجماعي وبالمجان
استحضرتها وأنا أتابع أشغال الدورة العادية لمجلسنا الموقر عبر الوسائط الحديثة لأقف عن الانجازات الباهرة المحققة بنسبة فاقت كل التصورات بل ان طبيعتها منسجمة مع شعار المرحلة ‘الكفن الجماعي المجاني’
إنجازات متناغمة مع تيمية الموت ؛فمجلسنا الموقر يفتخر بإصلاح المقابروعن آخرها استعدادا لما تبقى من أشباح المدينة….يعتز أيما اعتزاز بالإشراف الفعلي /الشخصي على مشروع غسل الموتى ودفنهم. .بل والتفكير في تصدير التجربة لمن يرغب في ذلك …..مع التأكيد من جديد على نجاح مشروع الكفن المجاني للجميع
في الحقيقة علينا أن نحترم هذا المجلس لأنه منسجم مع الشعار العام لسياسته التدبيرية للمدينة ….فانتشارالظلام في أغلبية الأزقة والدروب هو جزء من ثقافة الموت ….تماما كانتشار الحفر والازبال أيضا ..كلها مؤشرات لا تعبر عن الحياة …أكثر من هذا حين نتأمل قيمة المنحة الهزيلة المخصصة لجمعية ( تزانين ) أي الأطفال الصغار / أي الحياة ونقارنها مع ما خصص للكلاب الضالة سنفهم أكثر فلسفة مجلسنا الموقر تدبير الشأن المحلي وعلاقته بتنمية المدينة والترافع من أجلها لدى مراكز القرار بما يعيد الحياة إلى المرافق الحيوية والخدمات الحضرية فذاك يعني تجويد مؤشرات الحياة وهوما يتناقض وتيمة الموت كشعار مركزي لدى مجلسنا المحترم
من الآن فصاعدا سأعتبر كل من يطالب رئاسة المجلس بالحوار والتواصل والإشراك مع بقية الشركاء في صياغة القرار البلدي وأهم أكثر من اللازم ….لأن القمع والتهديد والصراخ تمظهرات لشبح الموت ….كما الأنانية والاستعلاء أيضا….و يضيف بعض المتخصصين انعدام الكفاءة في التدبير والتسيير والفقر في اقتراح الحلول وحس المبادرة كلها من مؤشرات الموت …
لذلك لا غرابة في أن تتآكل المدينة بهذا الشكل الفضيع وتتراجع فيها جودة الخدمات في ظل هذه التجربة. …
أيضا من المبادئ الأساسية لفلسفة الموت إغلاق باب الحوار والتواصل مع الجمعيات المهنية وإيجاد الحلول بما يعني إيجاد متنفس للحياة وخير دليل على ما سبق يكفي العودة إلى أشغال فبراير الأخيرة والأجواء المشحونة التي رافقتها ليقف المرء على حقيقة أساسية وهي أننا ذاهبون وبشكل جماعي إلى الموت…..موت ماتبقى من جاذبية المدينة. ..
وقبل أن يصل أجلي اشكركم مجلسي الموقر على توفير الكفن مجانا والإشراف على الغسل والدفن وإصلاح المقبرة
قبل أن يصل الأجل أيضا في الإجابة عن هذا السؤال:
لما تسافرون بكثرة وتستمتعون بالحياة….وتستعرضون علينا إنجازات كم المرتبطة بتيمة الموت !!!!!!؟؟…. (يتبع )
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.