بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المضفرة و تزامنا مع الذكرى الرابعة لتأسيسها نظمت الجمعية المحمدية بأكادير والمدرسة سيدي محمد النضيفي بقطب اغرم إقليم تارودانت ملتقاها الأول تحت شعار ” ترسيخ الثوابت الدينية اساس الوحدة الوطنية ” صباح يوم الثلاثاء 08 نونبر 2022 الجاري بقاعة الاجتماعات التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات باكادير
وسيشمل الملتقى تنظيم مجموعة من الندوات و الموائد المستديرة حول دور المدارس العتيقة في الحفاظ على التوابث الدينية و الوطنية للمملكة، بحظور مجموعة من الأساتذة و الفقهاء والعلماء و الطلبة و المهتمين، وباحثين في المجال الديني للمملكة المغربية، إذ تعتبر هذه البادرة التي تخول من خلالها الجمعية التي تتراسها ” فاطمة واكريم” في خلق إشعاع و طني و دولي و تسليط الضوء على المدارس العتيقة ودورها البارز في تخريج فقهاء و أساتذة وفق مناهج وزارة الاوقاف و الشؤون الإسلامية و تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين .
لدى سيكون للمهتمين و الباحثين على مدى يومين موعد مع ندوات فكرية حول أهمية التربية الدينية في التنشئة على القيم والمحافظة على هوية الأمة ومرجعيتها الثقافية وخصوصيتها الحضارية، اذ كانت المدارس العتيقة عبر التاريخ، مصدر المتابعة الفكرية والثقافية والسياسية.
حيث أصبح التعليم العتيق يحتل مكانة متميزة في المنظومة التربوية المغربية بالنظر للأهداف المتوخاة منه من جهة وخاصة فيما يتعلق بالمحافظة على هوية الأمة وتراثها العلمي والحضاري، ومن جهة ثانية استيعابه لأعداد مهمة من المعلمين والمتعلمات، إذ بلغت هذه الأعداد بحسب الإحصائيات الرسمية ( 23857) متمدرسا من الذكور والإناث.ويعتبر هذا التعليم من أقدم أنواع التعليم بالمغرب،كما هي مؤسساته، فمنذ أن عرف الإسلام طريقه إلى شمال إفريقيا، بدأت تنتشر المدارس الدينية في شتى أنحاء ربوع المملكة، حيث ظهرت مدارس عريقة في مختلف الدول التي تعاقبت على حكم المغرب ابتداء بالأدارسة، وتأسيسهم لجامع القرويين، مرورا بالمرينيين، ومدارسهم التي لا تزال قائمة في فاس، وعناية الدولة العلوية بهذا الحقل الديني إلى اليوم.فلقد كان التعليم العتيق، وما زال، أحد الأبواب المهمة في ترسيخ الهوية الوطنية والانتماء الإسلامي في نفوس الأطفال والشباب المغاربة، في مقابل المدارس التي أنشأها المستعمر لتشكيل هوية جديدة تناسب السياسيات الاستعمارية، وهذا لا يعني عدم وجود تحديات وإكراهات واختلالات تعرفها هذه المدارس.
وفي تصريح لها لموقع ازول بريس اكدت رئيسة جمعية المحمدية للتنمية والاعمال الاجتماعية الاستاذة الفاضلة فاطمة ايت واكريم إن المدارس العتيقة في المملكة المغربية وخاصة بسوس تشكل رافداً مهماً يخدم الثوابت الدينية والوطنية للمملكة، نظراً لأصالة هذا التعليم، وكونه يركِّز على الهوية المغربية المتمثلة في المذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، وتصوف الجنيد، وإمارة المؤمنين.
و إن هذه المدارس العتيقة تقوم بتحفيظ الطلاب والمتعلمين المتون العلمية التي دأب المغاربة عبر التاريخ على تلقينها للمتعلمين، وعلى رأسها “منظومة المرشد المعين على الضروري من علوم الدين” للشيخ عبدالواحد بن عاشر، ودلائل الخيرات للجزولي، والأجرومية لابن أجروم، وغير ذلك من المتون، فضلاً على حفظ القرآن الكريم، وكتب السنة النبوية، وعلى رأسها موطأ الإمام مالك، إلى جانب علم التزكية أو الأخلاق التي تنطلق من سيرة النبي الكريم.
واكدت المتحدثة ايضا بأن “التعليم العتيق في المغرب مثّل صمام أمان للهوية الدينية، ومنه تخرّج كبار العلماء في الماضي والحاضر، إذ لا تزال هذه المدارس تقوم بدورها إلى اليوم، وذلك في جميع ربوع المملكة المغربية، وخاصة في القرى والمناطق النائية”، مردفاً أن هذه المدارس تحظى بالعناية السامية للملك محمد السادس بصفته أميراً للمؤمنين وفق الدستور المغربي، والذي يوليها الاهتمام الكبير.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.