بعد طول انتظار أطلق الفنان المغربي ذوا الأصول الأمازيغية “لحسن أنير” فيديو كليب جديد تحت عنوان “أكادير أرض التسامح” ويأتي هذا العمل الفني بعد سلسلة من الإصدارات الناجحة فبعد ألبومي “إميك نسلام” و”لامان” وأغنية “المغاربة”… ،اللذين حققوا نجاحاً باهراًخاصة على المستوى الإعلامي وعلى مستوى المهرجانات المحلية والوطنية والدولية ،يأتي ابن منطقة “إداوتنان” ليبدع من جديد ويخلق المفاجأة لجمهوره العريض ،لكن هذه المرة بطريقة مغايرة ألا وهي إنتاجه لفيديو كليب “أكادير أرض التسامح” ،هذا الأخير الذي يحمل في طياته العديد من الرموز والدلالات العميقة من خلال تخليد ذكرى زلزال أكادير 1960؛ والتعريف بمدينة “أكادير” كنموذج حي يحتذى به في ترسيخ قيم التسامح والسلم والتعايش بين مختلف الثقافات والحضارات والأديان عبر مر العصور ،في ظل الحروب والنزاعات المختلفة التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة.
وباعتبار الفنان شريك ورافعة أساسية في التنمية والتعريف بمدينته “أكادير” ؛ والدفع بعجلتها الاقتصادية إلى الأمام ،والترويج لها من الناحية السياحية خاصة بعد الركود والجمود الذي تعرفه ،مما يتطلب في فهم إقلاعها السياحي الوقوف عند قراءة تشخيصية لمؤهلات هذا القطب السياحي وهو ما فطن له ” أنير” من خلال هذا الإنتاج الفني الذي صور باحترافية ملفتة للنظر تحت إشراف وقيادة المخرج الأكاديري الشاب “محمد الليموني” ،الذي برع بعدسته في اقتناص مختلف المشاهد والمناظر الطبيعية وإضفائها في قالب جميل متناسق مع الصوت الرنان والشجي للفنان لحسن أنير وكدا الفنان الشاب ومحمد بوشايت ،مما أعطى للفيديو حلة بهية تكن عن الزخم الثقافي والطبيعي الذي تزخر به مدينة أكادير. وإلا جانب هذا المخرج الشاب شاركت مجموعة من الوجوه التقنية والفنية ونجوم الشاشة المغربية ،كالممثل المقتدر حسن العليوي ومحمد أيت سي عدي والفنان هشام ماسين وعلي أيت بوزيد وإلهام الشتوكي ،كل هؤلاء اجتمعوا ليغنوا عن السلام والتسامح بأرض سوس ،
في غياب مسؤوليها الذين أولوا ظهورهم لهذه المبادرة التي كانوا على علم بتصويرها إلا أنهم مع الأسف الشديد حسب تصريح الفنان “أنير” لم يكلفوا أنفسهم أي عناء ولو بالتشجيع المعنوي ،على عكس الفنانين والفنانات الأجانب الذين تقدم لهم كل التحفيزات المادية والمعنوية ،من أفخم الفنادق والسيارات الفارهة والملايين التي تصرف كدعم لإنتاجاتهم الفنية ،الشيء الذي يكرس بقوة الحيف والتهميش الذي يطال الفنان المحلي ،ويعكس بجلاء المقولة الشعبية الشهيرة “خبز الدار يكلو البراني” وبالرغم من غياب الدعم المادي و المعنوي من لدن الجهات الوصية ،واكتفائه بإمكانياته الذاتية المحدودة ،إلا أن غيرته عن هذه المدينة وطموحه الجامح جعله يكسر كل الحواجز ويخلق من نفسه النموذج المثالي للفنان الذي استطع الانعتاق من سياسة التهميش والإقصاء التي ينهجها المسؤولين وأعيان… مدينة أكادير ،وحاملا معه مشعل الأغنية الأمازيغية وحبه لمدينة أكادير نحو العالمية. مع تحية وشكر خاص لي مصمم الغلاف السيد عبد الحميد الليموني
بقلم أحمد الهلالي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.