أزول بريس – تعتبر إجازة في الطب البشري والبيطري من بين أقدم الاجازات في التاريخ حسب العديد من المؤرخين، كتبت على رق الغزال بخط عربي أندلسي، و منحتها جامعة القرويين سنة 1207م في الحقبة الموحدية لطالب يدعى عبد الله بن صالح الكتامي لممارسة الطب، بحضور قاضي مدينة فاس حينها الفقيه عبد الله بن الطاهر و لجنة تتكون من 3 من أشهر أطباء المغرب و مقاطعته الشمالية التابعة له آنذاك، أي الأندلس..
و يعتبر الأطباء الثلاثة من عباقرة الطب الذين أخدت عنهم جامعات العالم لقرون و هم : ضياء الدين ابن البيطار ، أحمد النبطي و أحمد الإشبيلي..
وتوجد النسخة الأصلية من هذه الشهادة العلمية التاريخية بمديرية التاريخ العسكري بالعاصمة الرباط، فيما تتوفر جامعة فاس على نسخة ثانية منها.
وبحسب رئيس جامعة القرويين أمال جلال، فإن الشهادة موثقة عدليا ومشهود بصحتها من طرف قاضي مدينة فاس خلال القرن 13، خلال حكم السلطان الموحدي أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن الكومي.
وتعد هذه الشهادة واحدة من عدة وثائق ومخطوطات تاريخية نادرة يزخر بها أرشيف المغرب، تؤرخ لحقبة ذهبية من تاريخ جامعة القرويين بمدينة فاس، حيث ما يزال النشاط العلمي والديني متواصلا بها منذ ما يقارب الألف سنة.
كانت ممارسة الطب مزدهرة في المغرب وللتذكير بالمجد الطبي و الإسهام العلمي الذي كان المغاربة سباقين إليه نورد على سبيل المثال :
“مارستان ابن زهر” الذي يعتبر أقدم مستشفى بني في العالم.. أي بناية كاملة مخصصة للطب ، يشتغل بها أطباء وصيادلة ومرضى مقيمين. توجد بمدينة مراكش منذ العهد الموحدي… ولا تزال البناية قائمة إلى اليوم بجوار القصر الملكي القديم،ويبلغ عمرها حوالي 750 سنة.
اما أقدم مستشفى متخصص في الأمراض النفسية و العقلية بالعالم.. فكان بمدينة فاس المغربية.. و هو مستشفى “سيدي فرج” الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1286 ميلادية، وظل العمل به حتى منتصف القرن 20.
التعليقات مغلقة.