أعوان السلطة يأملون نيل تعويضات بعد شهور من مجابهة “كورونا”

متابعة-رشيد حموش//

عندما ظهرت أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في المغرب، كان أعوان السلطة المحلية على جبهة المواجهة. كُلّفوا بتوزيع شهادات التنقل الاستثنائية، ومراقبة مدى التزام المواطنين وأصحاب المحلات التجارية بالإجراءات الاحترازية التي وضعتها السلطات، وتوفير المعلومات حول المصابين، وغيرها من المهام…

وفي الوقت الذي تفاوض فيه النقابات الممثلة لبعض المهنيين المعنيين بدورهم بمحاربة الجائحة، مثل الأطباء والممرضين، من أجل تمكينهم من تعويضات جزاء لهم على جهودهم المبذولة، فإن أعوان السلطة “المقدمين” لم يستفيدوا من أي تعويض، بينما استفاد مسؤولو السلطة الأعلى درجة من تعويضات.

“كنعرف ناس خداو پريمات صحيحة، وحنا سنتيم واحد ما خديناهش”، يقول عون سلطة يعمل في إحدى الدوائر الحضرية بمدينة سلا، قبل أن يقاطعه زميل له قائلا: “المّاطْر باش كنتحركو دياولنا، ماشي ديال الدولة، وليصانص كنخلصوه من جيبنا”.

عبارات التذمر نفسها وردت على لسان عون سلطة ثالث، قال إنه وباقي زملائه يغادرون بيوتهم من أجل بدء عملهم على الساعة الثامنة صباحا أو قبلها، ولا يعودون إليها في بعض الأحيان إلا عند الثانية صباحا، خاصة خلال مرحلة الحجر الصحي، أو عند إغلاق بعض الأحياء بعد رفع الحجر.

عندما يعود عون السلطة إلى بيته مساء، يتحتّم عليه أن يظلّ يقظا على الدوام، وعليه ألا يغلق هاتفه أو يضعه في وضعية الصمت أبدا، لأنه قد يطلبه أحد المسؤولين في أي لحظة. “داك النهار عيّطلي القايد مع جُّوج د الليل قالي نوض جيبلي المعلومات ديال شي واحد تقاس بكورونا، خرجت كنجري وما رجعت للدار تال الخمسة د الصباح”، يقول أحد “المقدمين”.

ويشتغل أعوان السلطة بأجر شهري يقولون إنه لا يكفيهم حتى لتغطية مصاريفهم الضرورية. حين سألنا أعوان السلطة الذين التقيناهم عن أجرهم الشهري، تبادلوا النظرات فيما بينهم قبل أن يجيب أحدهم: “أودي خلي داك الجمل راكد”، مضيفا: “كنشدو اربعة وخمسين ألف ريال (2700 درهم)”.

وبسخرية مريرة تحدث عون سلطة يقترب من بلوغ أربعين عاما عن الوضعية الاجتماعية لهذه الفئة من “جنود الدولة”، قائلا: “مزال ما مزوجش، وما غنتزوج تا لقا مرا عندها فلوس”، وزاد متسائلا: “واش الصالير اللي كنشد غادي يعيّشني أنا والمرا والدراري”.

وينتظر أعوان السلطة أن تلتفت إليهم وزارة الداخلية، وتمكنهم من تعويضات على غرار رؤسائهم من المسؤولين المحليين، معتبرين أنّهم يلعبون دورا محوريا في الجهود المبذولة لمحاربة فيروس كورونا، وكذا في الحفاظ على الأمن في الأيام العادية.

ووضح عون سلطة قائلا: “حنا كنخدمو مع كاع الأجهزة، المعلومات اللي كتوصل للمسؤولين الفوق را كتجي من عندنا حنا أولا، حنا اللي كنعرفو اش كيضور فكل حومة وشكون ساكن فيها وكنحضيو الداخل والخارج”، وعندما انتهى من كلامه أكمل زميله: “هادشي كامل وما شدينا والو وها انت كتشوف الحالة، كون لقيت خدمة أخرى والله ما نبقا فهادي تا نهار”.

محمد الراجي


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading