بقلم / محمد أوشن//
يتكون عين إغرم من منبع وقناة خشبية تسمى “تافراوت” ونفق تحت الأرض يدعى “لخطارات ” وحوض يسمى “تانوت” ورحى تقليدي يعمل بطاقة الماء لطحن الشعير والذرة يسمى ” أزرك ن وامان ” ويعتبر عين إغرم من أشهر العيون بالمنطقة مند أقدم العصور وكان قبلتا لعابري السبيل يقصدونه للإستراحة وشرب مياه عذبة معدنية، وتمر به قوافل من الجمال والبغال والحمير من مختلف المناطق المجاورة كإداوسملال وتهالة وأشتوكن عبر “تاسوكت إزكيرن” أي زنقة الماشية الممتدة من تحت منزل أجكال إلى “أغراس نايت بن إعز” عبر شمال منزل أيت بوعبيد و شمال المسجد ومنزل ايت بلعيد و” أكركم”.
والعين ملك جماعي ، كل عائلة لها نصيب بواسطة عرف أتفق عليه يدعى “أزرف ن إمزداغن” أي لوح الأهالي المستقرين .
وهذا اللوح مكتوب فيه كل عائلة بإسمها ، ومقدار نصيبها في السقي ، وهذا المقدار يسمى “تيرمت ن وامان” ، حتى إذا أصبح لبعض العائلات أبناء متزوجين منعزلون عن أبيهم ، أصبح لهم نصيبهم من ذلك الماء حسب الإرث.
◇ كيف يفرق ماء العين ؟
بعد أن يتجمع الماء في الحوض “تانوت ” المعد لتجميع الماء مرتين في اليوم ، في الليل وفي النهار ، ويطلق على كل فترة “تاوالا ن تيرمت” يبداء السقي قبل طلوع الشمس و بعد العصر ، ودلك في الفترتين التي تكون حرارة الشمس قد خفت من شدتها .
◇ كيف تفرق العائلة الماء إدا كانت مشتركة في تيرمت ؟
يستعمل عود من الزيتون ، يطلق عليه “أسقول” أي المقياس يقيسون به الماء المجتمع في الحوض ، وكمية ما تجمع من الماء يقسم حسب الأنصبة على المشتركين في تيرمت ، فهذا له الحق في نصف ماء الحوض ، وهذا الربع ، وهذا السدس اوالثمن وهلم جرا.
وهذه هي الطريقة التي جرت العادة عليها في السقي منذ زمن طويل . وهناك طريقة اخرى لتقسيم الماء، وتعرف ب “تاناست” وهي عبارة عن مكيال نحاسي على شكل كوب ، في وسطه ثقب صغير ، يملأء ماء ، وهو مقسم بخطوط تشير إلى نصف ماء الحوض وربعه و ….ويفتح الحوض ، فينخفض مخزون الماء ، وكلما وصل إلى الحد المعين لكل مشترك يتوقف هذا الشخص عن السقي ويتقدم الدي يليه في الدوار ، ويسقي حقله ،تم الذي يليه وهكذا دواليك.
وإلى جانب السقي بواسطة مياه العين، هناك طريقة السقي ب “أكا” اي الدلو، و “السينيت” اي السانية، ويطلق على الكل “السينيت د واكيون” وتقوم إمرأتين أو رجلين بمناوبة رفع الدلوين نزولا و صعودا ، فيتم رفع الماء من البئر، وإفراغه في ما يعرف ب “أسلدا” بجانب البئر فيوصل الماء الى حوض صغير يدعى “تانوت” ويستمر إستخراج الماء بهده الطريقة عدة ساعات ،إلى أن يتم من سقي المساحة المراد سقيها والمزروعة ببعض الخضر أو نبات الفصة العلفية .
وهناك طريقة ثالثة للسقي تدعى “المكروض” وهي طريقة يستعملها الميسورون من الأهالي، وهي عبارة عن قربة كبيرة مصنوعة من جلد البقر المدبوغ ، مفتوحة الجانبين ، ومربوطة بحبلين قويين وطويلين ، الى بقرة أو بغل يسير ذهابا وإيابا في سكة تدعى “تسوكت ن لمكروض”، فحين تنزل القربة الى إلى البئر تكون البهيمة عند فم البئر ، وعند إمتلائها تجر البهيمة الحبل إلى أن تصعد القربة وتفرغ في الساقية التي توصل الماء الى المكان المراد سقيه . وهده الطريقة منتشرة في كل بلدان شمال إفريقيا ، ولازالت مآثر هده العملية متواجدة ببستان عائلات “اجكال” جانب منزل “ايت يوعد” الى حدود الان.
ومعظم المنتوجات السقوية تتم في البساتين المعروفة ب”أورتي” واالمنتوجات لا تتعدى اللفت والجزر والباذنجان والقرع والبصل والفول والجلبانة والفلفل الحار، من الخضر، ومن الفواكه التين والعنب والرمان والليمون والمشمش، ومن الاشجار المثمرة الأخرى الزيتون،أما أشجار اللوز والخروب والحبوب كالشعير والعدس فتعتمد على مياه الأمطار.
وخضع عين إغرم لعدة إصلاحات خلال الثلاثة العقود الأخيرة من طرف نخبة من رجالات الدوار في إطار العمل الإجتماعي التطوعي ساهم فيها عدد من المحسنين بأموالهم الخاصة ،رحم الله من قضى منهم نحبه وبارك في عمر من لازال على قيد الحياة.
التعليقات مغلقة.