أكد الأستاذ الباحث ،أحمد الطالب ، أن الصورة أصبحت لغة الحاضر ،من خلال تعدد وسائل الإعلام والإبداع ، بل هي العنصر الرئيسي للسينما .بيد أن نسقها يختلف عن قوانين التصوير الفوتوغرافي ،لكون الكاميرا تعمل عن تسجيل الصورة مع الصوت ليصبح العرض السينمائي بالصوت و الصورة معا .وأضاف في معرض حديثه خلال الندوة الفكرية المنظمة من قبل جمعية إسوراف للفن السابع يوم السبت 28 يناير الجاري بأكادير ،أنه حان الأوان لجعل دور التربية وإدماج التنشئة الاجتماعية في محيطها السوسيوثقافي وجعلها طرفا في بناء المجتمع ،الذي اقتحمته الصورة بشكل متعسف من خلال منتوج إعلامي متعلق بالاقتصاد والسياسة و المجتمع والثقافة .وشدد ذات المتحدث ،أن من الضروري التفكير في خلق جسور مثينة بين السينما والمدرسة ،حيث ترسخ في هذه الأخيرة ثقافة المكتوب من خلال عمليات التعليمية و التعلمية ،التي تقيد التلميذ والأستاذ معا بالكتب المدرسية وبالمقررات المدرسية التي طال أمدها مند سنة 2005 ،حتى أن مواضعها أكل عليه الدهر وجف ولم تعد تصلح للمرحلة المعاصرة وتعيش فيها زحفا خطيرا للعولمة ،عن طريق وسائل التكنولوجيا الحديثة ،خاصة في التعليم الثانوي والتأهيلي ،مما خلق موضوع استغراب التلاميذ جراء الكتب المدرسية العقيمة ،بالإضافة إلى وسائل التدريس التي لا تزال تعتمد على السبورة و الطباشير ،ناهيك عن الحرمان و الإقصاء ،الذي يشعر به التلاميذ في الهوامش ،بسبب انعدام البنيات التحتية وأدنى شروط التدريس .
طالب أعرب انه لاشك أننا نواجه عولمة اقتصادية سياسية فكرية شرسة ،تسيطر فيها المعرفة البصرية في كل مجالات التواصل ،حيث تجاوزت البشرية الحضارة الشفاهية الى الحضارة الخطية .وأردف قائلا : ” لا يجادل أثنين في كون التلميذ المغربي يعيش انفصاما في الشخصية وارتباكا في مبادئه ،لأن الواقع اليومي بمشاهدة الأفلام ،اقتحمت حياته ويسقى فيها القيم السلبية ،وبالتالي لا يجد في المدرسة المضادة لهذه السموم القاتلة والتي تسلب هويته وقيمه شيئا فشيئا “.
هذا وأجمعت باقي المداخلات ،أن دور المدرسة الوطنية هو الحفاظ على الثوابت والهوية ،ولن يتحقق ذلك إلا بتطوير المناهج الدراسية ووسائل تدريسها ،مع اعتماد لغة العصر ،كالسينما والفيديو والصور والعوالم المفترضة ،لتصبح مدرسة تنشأ رجل الغد الذي يساهم في تحقيق وتنفيذ محتويات النموذج التنموي الحديد .داعية الوزارة الوصبة أن تتحر كل الوسائل للارتقاء بجودة المدرسة ،وذلك بتكوين التلميذ تكوينا سليما يحصنه فكريا ونفسيا .بحيث تعتبر السينما أداة للتربية من خلال تعلم التقنيات السينمائية ،كالسيناريو ،التمثيل ،التصوير ،الديكور و المونطاج .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.