ءيبودرارن والواجب الوطني
اختيار رجل وامرأة أدرار خلق الحياة بسفوح وقمم الجبال، تاركين السهول والهضاب لزراعة، مؤسسين لحضارة عريقة، جذورها عميقة وأصيلة، هو اختيار دكي ودو دلالة، يستجيب القراءة والتحليل والكتابة لأهميته العلمية والفكرية والتاريخية والإنسانية . وأهم ما استجابة لهذا الاختيار ، أولا ترك المجال السهلي لزراعة، مع أن ساكنة أدرار أسست لنمط رائع في الزراعة بالمنطقة الجبلية، والثاني أمني بحيث السفوح الجبلية والقمم تضمن حراسة قوية وفي موقع القوة، وهذا يدل على غيرة الإنسان البودراري على مجاله وموقع سكناه، ووطنه في أخير المطاف . وعند استحضار القبيلة في نسق أدرار تاريخيا، ورغم ما قيل عنها من سيبة وفوضى وعدم الانتظام فهي سلوك حضاري أمازيغي لم يعرف تلك السلوك السيئة إلا بعد ضغوطات خاريجية من جهات معينة لتفرقة وفرض أنظمة أخرى بعيدة عن الخصوصيات المحلية . وعودة إلى أدرار والواجب الوطني، ف ءيبودرارن حاربوا الاستعمار في أدرار بإمكانيات ذاتية متواضعة ولم يتمكن من الوصول إلى مركز تنالت إلا في سنة 1934 م كأخر معقل بالمغرب، وهو دليل قاطع عن نخوة الساكنة وارتباطهم بالنظام العلوي منذ نشأة الدولة العلوية ، وحضر ءيبودرارن بل كانوا العقل المدبر لا نتفاضة أيت باها سنة 1936 م . وبعد الاستقلال ءيبودرارن ساهموا في اقتصاد المغرب بالمدن وبخارج المملكة والقرى من أجل بناء هذا الوطن وضمان العيش الكريم لساكنته، فأبدعوا في كل المجالات والقطاعات، والتاريخ يشهد على ذلك . وفي محطة تاريخية أخرى وطنية، وبعد ثلاثة أيام من الإقامة بمركز تنالت شارك ءيبودرارن في ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة، شاركوا بحماس ووطنية وعادوا وواصلوا خدمة الوطن ، ولم يتم الالتفات إليهم من طرف المقاومة وجيش التحرير وأغلبهم ماتوا تاركين ذكريات تشهد على وطنيتهم وإخلاصهم بدون مقابل ولا بادرة تكريم من أي جهة . وبعد يومين كانت ساكنة أدرار في الموعد في موكب كبير امتد لأكثر من 20 كيلومتر من السيارات والحافلات والعربات في مختلف الأنواع لاستقبال ومشاركة ملك البلاد زيارته الميمونة لانشادن لتدشين مشاريع فلاحية وغابوية ومائية جد مهمة وأساسية في دينامية سوس ماسة، فانتظموا كالعادة، واحترموا طقوس مثل هذه المناسبات، وعادوا في نظام وانتظام إلى بيوتهم في فرحة وسرور . انه أبودرار الوطني حتى النخاع، المحب لملكه، الذي يفتخر بالانتماء واحترام المؤسسات، لكنه ينشد الاهتمام الأكثر والتدخل العاجل لمعالجة قضايا شائكة تريق ساكنة هدا المجال الذهبي .
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.