بعدما تم إسقاط ما تبقى من الكتلة الوطنية في شباك بنكيران بقبولها المبدئي الدخول معه في الحكومة المقبلة ، نزلت على حزبي الاستقلال وما تبقى من القوات الشعبية، ‘المقالة’ الرسالة (أنظر نصها http://tastyid.com/arr/?p=319515) التي نشرها ‘الياس العماري’ كالصاعقة، إذ خلخلت سير المشاورات حول تشكيل الحكومة، التي تمخضت عن استقبال بنكيران أربعة من الأمناء العامين للأحزاب، على التوالي، العنصر، بنعبد الله، شباط و ادريس لشكر، بمقر حزبه، وأعادت كل شيء إلى نقطة الصفر.
فالمقالة ” الرسالة ” التي أطلقها الياس العماري مبهورة بصفته الحزبية ، وإن سارع قياديون في الأصالة المعاصرة إلى اعتبارها رأي شخصي، فهي تدخل في ما يمكن تصنيفه في ” لا ينطق عن الهوى ” بالخصوص لمن يعرف صاحبها عن قرب وطريقة اشتغاله.
أمام التحديات الكبرى التي يواجهها المغرب من قبيل عودته للمنظمة الافريقية والتي يعمل جاهدا على حشد دعم أفريقي لموقعه قارياً، ومعاودة انفتاحه على هيئة الأمم لمتحدة مع تولي البرتغالي ‘غوتيريس’ للرئاسة لما لذلك من تأثير لحسم ملف قضية الصحراء باعتباره صديقا للمغرب وقنوات الاتصال والتواصل معه جد سلسة، إضافة إلى تراجع الدعم الخليجي عقب أزمات السيولة التي تعانيها دول الخليج من جهة ، وكذا مصير بعض أنظمتها بالخصوص نظام المملكة العربية السعودية الذي يقاوم الانهيار في الوقت الضائع، والتنافس الشرس في المنطقة بين القوتين الإقليميتين التركية والإيرانية ، ورغبة مصر استعادة دورها التقليدي، كل هذه التحديات تدفع باتجاه تشكيل حكومة قوية تعمل على مواكبتها بكل ما بكل ما أوتيت من قوة لكسب الرهان. ولعل الإشارات القوية التي حملها خطاب افتتاح الدورة التشريعية وإن اقتصرت على الإعطاب البنيوية للإدارة، فإن بين ثناياها شيفرات للحزبين القويين بتجاوز تنابزهما وصراع الديكة من أجل الدخول في تحالف حكومي تسانده أغلبية ساحقة يلعب فيها تحالف الأحرار-الدستوري صمام الضربات المحتملة لما يمكن أن ينشب بين القوتين.
فالمغرب في حاجة إلى حكومة قوية وبسند برلماني قوي ، قادرة على إنجاح إصلاح ورش الإدارة والنهوض بالاستثمار في انفتاح على العالم بعيدا عن كل انتماء عقائدي أو حاجز إيديولوجي، وهذا لن يتأتى إلا بتحالف بين البيجيدي والبام يساتدهما الأحرار ، فيما ستعود أحزاب الكتلة بما فيها حزب التقدم والاشتراكية إلى مقاعد المعارضة بمعية الحركة الشعبية التي قدمت أكبر عدد من الوزراء تورطوا في فضائح في الحكومتين المنتهية ولايتهما.
وما يجعل تحالف البيجيدي والبام، هو استعداد هذا الأخير المشاركة في “التغيير'” الذي يقوده الملك على عدة واجهات، وكذا إشارته بدعم ترشيح العثماني لرئاسة مجلس النواب,
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.