أزول بريس – يوسف الغريب //
حين سمعت هذا التصريح العدواني بإحدى القنوات الرسميّة بالجزائر من طرف محللين مدنيين بقبعة عسكرية تذكرت إحدى المقولات الشعبية التى توصي المارة وعابري السبيل بعدم الخوف من الكلب الذي يكثر النباح ثم النباح.. لأن وضعية الكلب في هذه الحالة هو الخائف حتّى من ظلّه…
وهو المشهد العام في كل القنوات الرسمية واليوميات اليوتوبية إلى جانب الجرائد الورقية والرقميّة إضافة إلى وكالة الأنباء الرسمية طبعاً ..وباختلاف توجهاتهم ومعتقداتهم المذهبية من اليسار واليمين والمحافظ والإسلامي ووو.. فلا نقطة وحّدتهم وحصل الاتفاق عليها كما وحّدهم هذا العداء للمغرب ومنذ زمان..
غير أن أغلبية المهتمين بالشأن المغاربي لاحظوا ارتفاع منسوب السعار والنباح بشكل رهيب مباشرة بعد التغيير الاستراتيجي الذي أحدثه تحريروتطهير معبر الكركرات الحدودي المغربي عبر عملية نوعية دامت أقّل من ساعة وبأسلوب حضاري مدني صرف..وتحت المراقبة والشرعية الدولية..التي باركت وأيّدت بلدنا بشكل يدعونا إلى الاعتزاز والفخر بقوة وبحرفية جيشنا الأبيّ الصامد الصامت..
هي الحرفيّة والمهنية التي فاجأت جينيرالات دار العجزة بالجزائر وأربكت حساباتهم وهم يتابعون انهيارحلم منفذ بحري على المحيط الأطلسي وإلى الأبد..
لا غرابة إذن أن نجد في هذه الفقرة الصادرة عن وزارة الخارجية الجزائرية ليتضح الوجه الحقيقي للطغمة العسكرية هناك ..أنّ التطورات الأخيرة التي فرضها النظام المغربي بالتدخل العسكري في منطقة الكركرات، جعلت الجزائر تضبط مقاربتها الجديدة تجاه القضية الصحراوية، باعتبارها تمثل من الآن فصاعدا قضية سياديّة تتعلق أساسا بالعمق الأمني الاستراتيجي لإقليمها الوطني،)
فبعد 45 سنة من تكرار أسطوانة لسنا طرفاً في النزاع الإقليمي..
و حتّى أثناء حضور الجزائر في مفاوضات سنة 2018 نتذكر تصريح عبد القادر مساهل ( جينا نضحكو شويا)
لماذا تبكون الآن !!؟
من هدّدكم.. حتى ترفعون شعار ( إلاّ الجزائر) وتستعرضون عبر قنواتكم أشرطة استعراضية لاسلحة قتالية مرفوقاً بكلمة تعبوية لشنقريحة العجوز تعود إلى سنة 2017.. وهو يؤكد على أن الجزائر قوية بجيشها ورئيسها.. وهو يقصد طبعا بوتفليقة المقعد أنذاك..
من هدّدكم حتى تعيشون هذا الإرتباك والخوف والنباح…
من يستطيع أن يهدّد بلد مثل الجزائر تعيش على مرمى حجر من الإفلاس المؤسساتي والأمني دون الحديث عن وضع اقتصادي واجتماعي مأزوم وبدون أفق سياسي واضح.. وبعزلة دولية غير مسبوقة في تاريخه
مثل هذا البلد يترك لحاله.. ولا ينظر بعين الجدّية إلى مواقف وتصريحات مسؤوليه…لأنهم فاقدون لأية مصداقية في العالم بأسره.. آخرها فضيحة تزوير تصريح للسيدة الأولى بألمانيا حول صحة الرئيس عبد المجيد تبّون..والمنشور بوكالة الأنباء الجزائرية.. إضطرت ألمانيا تكذيب ذلك عبر بلاغ رسمي..
هل هذه دولة تستخقّ الاحترام والتقدير.. ؟
هل هذه دولة.. وهي تصدر بيانا رئاسيا حول مرض رئيسها اعتمدت فيه على معطيات صادرة عن ابن الرئيس.. وليس التقرير الطبي.. ؟
هل دولة بهذا الإرتباك قادرة على الحرب.. ؟
وهل الدعوة إلى الحرب بدون سبب من شيم الأمم المتحضرة..
وهل التدمير والافتخار به امتياز حضاري.. أم هو سلوك العصابات والمافيا.. ؟
هو الفرق الجوهري بين بلدي الذي يسعى إلى البناء والتشييد عبر تاريخه العميق..وإلى الآن..
ولقد بدأناه بوضع حجر أساسي لبناء مسجد بمعبر الكركرات بعد تطهيره بأسبوع… وانتهينا من تعبيد الطريق البارحة وفي وقت قياسي هناك بأقصى الجنوب وما يحمل ذلك من سرعة التنقل لكل الأدوات اللوجستيكية لتحقيق التنمية والبناء عوض التدمير..
هو الفرق أيضاً بين جيش يستعرض عضلاته بدون أي سبب.. وبين جيشنا الباسل الصامد والصامت الذي تدخل لأقل من ساعة وأحدث فيكم هذا السعار والنباح وإلى الأبد..
جيشنا الباسل الذي حين نزل إلى شوارعنا كان بلسماً وشفاء لمواطنيه.. تماما كما في كل المستشفيات الميدانية في ربوع أفريقيا وفي غزة والاردن.. آخرها لبنان بعشرين قافلة طبية..
هو الفرق.. والجواب لكل الهولسات التي تأتينا شرقاً.. نتيجة انهيار مشروع البوليزاريو ذلك القناع الذي لبسته جنيرالات الجزائر منذ المقبور هواري بومدين.. إلى العجوز شنقريحة..
لن تصلكم منذ الجمعة 13 وإلى الأبد نسائم بحر المحيط الأطلسي.. فالمنطقة تحت أعين أسد الأطلس..
نعم أسد الأطلس المعروف بذكائه أوّلاً.. فقد استطاع أن يحقق انتصاراً استراتيجيا من خلال بلادة وغباء حكام الجزائر
هو الأسد المعروف بشراسته.. ولعل جملة فاصلة في بلاغ الديوان الملكي دالة على ذلك(سنردّ بكل قوة وحزم)
هو الأسد المغربي الذي علمكم ايها الأجلاف كيف تصوّبون البندقية إلى صدر العدو أثناء استعماركم.. وآواكم وكساكم.. وأطعمكم..
هو الأسد المغربي الذي مرّغ وجوهكم في حرب الرمال..
وفي أمكالا 1-2-3.. وبئر انزران..
وهي الجزائر المنبوذة وسط جيرانها بل حتّى من الجزائريين أنفسهم.. آخرها ماصرح به رئيس الوزراء السابق السيد سلال خلال محاكمته طالبا من القاضي أن يدفن خارج الجزائر..
وشهد شاهد من أهل العصابة على أن هذا البلد غير آمن..
وكيف له أن يكون ذلك وقد بنى المسجد الكبير على أنقاض جثث ضحايا العشر السوداء..
وها هو بوتفليقة ذهب دون أن يحصل على شرف افتتاحه..
وعبد المجيد تبون أبعده المرض عن مراسيم افتتاحه..
هكذا لا نختار جيراننا…
لكن اخترنا سياستنا.. في البناء والتشييد والحرب على الوباء استعدادا لعملية التلقيح لنا ولعموم القارة الإفريقية..
لكن علينا البدء في إنتاج لقاح خاص بمرض اسمه المغرب لدى جيراننا.. تحت اسم ( حكرونا المغاربة مرة أخرى).. قبل أن يحدفوا صلاة المغرب ضمن الصلوات.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.