فَيْضُ المعاني في تَأْدِيبِ حسن الكتاني 

لأن فاقِدَ الشيء لا يُعطيه، لا يملك قبيحُ الأفعال الكتاني سبيلًا نحو الإقتداء بِسُنَّة الرسول محمد صاحب الخلق العظيم. لذا نَجِدُهُ يخاطب المدافعين عن حقوق الأمازيغية باعتماد أسلوب السب والقذف ، و يَنْعَت المخالفين لِشُذُوذِه باستعمال عبارة ” قْلاَلْ التْرَابِي” مع التمادي في اتهامِنَا جميعًا بأنَّا الكارِهون للإسلام. لا لشيء إلاّ لأننا نطالب بتفعيل الأحكام الدستورية و إحقاق العدالة الثقافية ، مثلما نرفض الميز العنصري العربي الذي يلبس رداء تَسْيِيسِ الفقه الإسلامي قَصْدَ اغتصاب حقوق جزء أصيل من الشعب المغربي و تكْفيرِهم بأخطر التهم أَلاَ وَهِي : كُرْهُ الإسلام !.
و حيث أن الشيء بالشيء يُذْكَرُ ، أَجِدُنِي مضطرا إلى اعتمادِ الرَّدِّ القَاسِمِ لِظَهْرِ بَعيرالكتاني النَّاقِم . هذا التكفيري الذي يَقْتات من العيش في جلباب أبيه ، هو الذي  نَقصدُه بالقول السديد : حسبنا الله و نعم الوكيل. وذلك بعد أن جَمع لنا قَوْلَهُ لكي نَخْشَاهُ ، فَلَمْ يَزِدْنَا – بحمد الله- إلاَّ إيمانًا !
هذا الساحر الذي انْقَلَب عليه سحره فَظَهَرَتْ للجميع سوءة التكفير الكريهة، ثم لجأ قبيحُ الأفعال الكتاني إلى الإختباء خلف كتاب الله رغم أن لغة القرآن منه بَرَاء. بل مضى الكتاني في هَذْيِهِ بتصريحات مريبة حول قيادَتِه لمعركة ” جهادية ” يستقوي في خَوْضِهَا بسلاح التكفير ضد المُنَادِيات و المُنادِين بحقوق المواطنة الدستورية .
 
فَيَا أيها الغلام المُسْتَرْزِقُ بالعيش في جلباب أبيه ، أَلاَ أُعلِّمُك كلماتٍ عَلَّهَا تَنْفعُكَ في إدراك معنى حسن الخُلق الذي يبلغ به المؤمن درجة الصائم القائم. 
 
يَا غُلاَم إليك نصائح من سورة لقمان : ” وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) “.
 
يَا غُلاَم إيّاكَ و التَّشَبُّه بِالحَيَوَانِ ذي الغدد اللُّعابِية الكبيرة، و اللسان الطويل الذي يمنعه على الدوام من إغلاق فمه ، نعم  إِيَّاكَ والتَّشَبُّه بالضَّبعِ .
 
ثم خُذْ مِنِّي التالي ، هذا مختصر فَيْضِ المعاني في تأديب حسن الكتاني : 
 
1- لَيْسَ بِأَمَانِيكُم وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الكِتَابِ  :
 
إِنَّا نرجو الفوز بالجنة رَحْمَةً من الله الغفور المَنَّان  ، فَمَا بَالُكَ يا إبن الكتاني تَظُنُّ بالله الظنون ؟! و تعتقد أن الأَماني المُتَوَهِّمَة سَبِيلُكَ نحو الجنان. إنَّك يا غافل تعتنق أيديولوجية تكفيرية تحاول تقسيم المجتمع المغربي على أساس طائفي من خلال تسييس الدين الإسلامي ، إنها إيديولوجيا ترهيبية طُولِيطَارِيَّة لا تعترف بحدود الدولة القائمة بالمغرب ، و تدعو ضمنيا  إلى الجهاد ضد ما تسمونه ب « ضلالات الأمازيغية».
هكذا نَراكَ تَتَمَثَّلُ معارك الماضي البعيد لِتُعيد إسقاطها على حاضر ترسيم الأمازيغية قصد تكفير جزء أصيل من الشعب المغربي، و لعمري إنها لأعظم التَّلْبِيسَاتِ الإِبْلِيسِيَّة. 
 
2- إِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالَمين :
 
يا أيُّها الكتاني تَذَكَّر الحكمة المأثورة أنه مَهْمَا تصورت بِبَالِك فالله أعظم من ذَلِكَ ، و هو العليم المحيط بِحَالِي و حَالِكَ !. لذا نحن نفتقر إلى الله الغني الحميد الذي لا يحتاج لشيء من خلقه ، الله المُتَعَال الذي لا يَنْتَفِعُ بالطاعة و لا تَضُرُّهُ معصية العصاة. نحن نفتقر إلى الله هو القاهر فوق عباده و هو الغفور ذو الرحمة غافر الذنوب جميعها إلاَّ أن يُشْرَكَ به. 
و إحذر يا إبن الكتاني من التَّأَلي على الله، ففي صحيح مسلم وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّث أن رجلًا قال: و اللهِ لا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلاَن. وَ إِنَّ اللهَ تعالى قَالَ : ” مَنْ ذَا الذي يَتَأَلَّى عَليَّ أَنْ لَا أغْفرَ لِفُلاَن، فإنِّي قَدْ غَفَرْتُ لفُلان، و أَحْبَطْتُ عَمَلَكَ “.
 
3- إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلعَالَمين :
 
يا إبن الكتاني إن التنوع في لغات المجتمعات الإنسانية آية من آيات الله في خَلْقِهِ ، فالألسنة و الألوان ليست شرطًا لنيل الكرامة لأن الأتقى هو الأكرم عند الله. و صَدَقَ الصادق المَصدوق حين أشار إلى الصدر و ضرب عليه ثلاث مرات ثم قال : التقوى هَا هُنَا !.
كما أن العلماء أكدوا على أن اختلاف الألوان واللغات دافع مُحَفِّزٌ للتعارف بين القبائل و الشعوب ، مثلما أوضحوا أن إختلاف الألوان خارج عن اختيار البشر وأن إختلاف الألسن آية التنوع في التواصل البشري. يقول الباري تعالى : ” وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) ” الروم.
 
4- اعْدِلوا هُوَ أَقْرَبُ للتَّقْوَى :
 
يا أيُّها الكتاني إذا كان نعت الأكرم عند الله مُرْتَبِطٌ بالتقوى ، فإن العَدْلَ هو سَبِيلُهَا الأَقْرَبُ. و بالتالي يكاد يكون إقصاء اللغة الأمازيغة من التفعيل الدستوري ظلمًا و جوراً عظيمًا يلحق بثقافة جزء أصيل من الشعب المغربي. و لنا الحكمة في قوله عز وجل : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ المائدة: 8.
 
5- فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً :
 
يا ليت شعري ، أَ وَ لَيْسَ هذا مصير أماني المدعو حسن الكتاني ؟! 
ذاكَ الذي يعتبر أن محاربة اللغة  الأمازيغية جزء لا يتجزأ من عقيدة الولاء و البراء التي يدين بها إلى شيوخه الذين أخذ عنهم أيديولوجية الغُلُوِّ بجزيرة العرب.
ذاكَ الذي تناسى أن الوفاء بالعهود من أزكى خصال المسلم ، فالمؤمن لا يُحرض الناس على خيانة العهد الدستوري المغربي الذي صادقنا على أحكامه المتعلقة بترسيم اللغة الأمازيغية و الإعتراف بالثقافة المغربية المتعددة الروافد. مصداقا لقوله تعالى: ” وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ( 34) ” الإسراء.
 
6 – وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ :
 
إِنَّكَ يا إبن الكتاني امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ ، و حين نَنْصَحُكَ  كأخ في الدين والوطن و المواطنة ، تَفِرُّ إلى نهج التكفير بعقلية الخوارج الجدد. و هذا حَالُ الإناء الذي بما فيه ينضحُ ، فالكتاني يعتقد جازمًا أن الوطن المغربي ينقسم إلى دار كفر و دار إسلام . في حين أن العهد الدستوري يؤكد على أن المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها ، العربية – الإسلامية، والأمازيغية ، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. 
 
7- إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ :
 
من شدة تَلْبِيسِ إِبْلِيس على عقل وقلب المدعو حسن الكتاني ، تناسى المُتَفَيْقِهُ أن العربي و الأمازيغي و معهم سائر خلق الله من الجنس البشري ، أنَّنَا جَميعُنَا لله و إنَّا إليه راجعون ، و أن يوم القيامة هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا، و أن من واجبات المؤمن في الحياة الدنيا أداء الأمانات إلى أهْلِهَا و العدل بين الناس. و صدق الله العظيم الذي يقول : ” وَ لَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ( 15 )” الشورى.
 
و على سبيل الختم ، وجب علينا التذكير من جديد أَنَّ مبدأ التعددية المُتَساوِية المُعبرة عن خصوصيات الثقافات المحلية هو الذي يضمن القدرة على احتضان مكونات المجتمع المغربي، قصد الإنطلاق بأمل مع العمل الجماعي الموحد من أجل رفع التحديات الحقيقية المشتركة ، و التي تخص إيجاد السبيل التنموي المغربي الجديد القادر على التقليص من الفوارق الثقافية و الإجتماعية و المجالية و إنجاز الوثبة الإقتصادية المطلوبة و إحقاق الصعود المنشود.
 
# لنا أعمالنا و لكم أعمالكم
 
*عبد المجيد مومر الزيراوي 
رئيس الإختيار الحداثي الشعبي
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد