سنيما صحارى توقيع مدنيُّ لربط الذاكرة بالمستقبل

أقل من أربع طاولات… وقلم مداد جاف… إلى جانب أوراق بيضاء.. إلا من خانات تحمل الاسم والصفة… بساطة هذا الديكور الذي توسط ساحة سندباد عشية البارحة كان كافيا لمراسيم حفل افتتاح حملة التوقيعات على عريضة مرفوعة إلى المجلس الجماعي للمدينة تطالب فيه فعاليات المجتمع المدني إلى جانب شخصيات اعتبارية من إعلاميين وفنانين ورموز ثقافية ووو تطالب فيه ممثلوا السكان بانقاذ معلمة ثقافية بقلب حي تلبرجت من البيع… والعمل على ضمها إلى الملك الجماعي… 

نعم الذين جاءوا عشية اليوم وبكثافة من أجل هذا الهدف / الطلب هو انتصار لهذه الذاكرة المشتركة التي تمثلها سنيما صحارى كفضاء احتضن شغبنا الجميل ذات طفولة وشباب… وبما بصمته في وعينا من ثقافة بصرية مشهدية.. لحظات ومواقف هي في الذاكرة والوجدان… تفجرت وسط الحاضرين المتحمسين للتوقيع على العريضة وانت تسترجع جزء من هذه الصور يتراءى إليك فلان وهو يتوسط حلقة نقاش حول شريط ما ضمن البرمجة الخاصة للنادي السينمائي… وكيف أن الآخر يجادل في الصورة وزاوية اللقطة.. وغيره الذي ذاع صيته الان كمخرج كانت تلميذا مستمعا لهذه النقاشات الصاخبة التي وفرتها هذه المدرسة السينمائية… صحارى…
هو انتصار ايضا لاستمرارية هذه الذاكرة للأجيال القادمة واقتناعا منهم بأهمية هذه العلاقة بما يؤسس للمدينة معالم ورموز حضارية تتجاوز الحيطان والعمارات…
ومما يعطي أيضا لهذا الطلب البسيط والعميق أهميته هو هذه الدينامية التي تعرفها تلبرجت والترويج لهذا الحي عبر رافعة الثقافة من خلال مهرجان تلكيثارت… وكيف أن هذه المنطقة لا تتوفر وبالاطلاق على فضاء للأنشطة والفعاليات الثقافية والإبداعية…
وبعيدا عن استحضار القوانين المؤطرة للعرائض كمستجد دستوري لوثيقة 2011 وحتى الابتعاد من لغة الأعداد والأرقام.. فإن هذا التوقيع ببعده المدني يستمد شرعيته من استعداد الفعاليات بالمدينة أفرادا واطارات في الانخراط الإيجابي كقوة اقتراحية إلى جانب ذوي القرار في إيجاد تصور لإحياء تلبرجت حتى يعود إلى سابق عهده… باعتبار سنيما صحارى مدخلا اساسيا لذلك…ومن يتابع هذا النقاش وسط أبناء الحي والتجار والمهنيين وأصحاب الفنادق والمطاعم… من يتابع هذا النقاش كنتيجة طبيعية للدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي خلفتها تلكيثارت…
ولعل ما يبرر سرعة الاستجابة لحملة التوقيعات وما زالت هو الحفاظ على استمرارية هذا الانتعاش حتى لا تكون المنطقة رهينة بهذه التظاهرة اوتلك..
هذا هوهدف كل الذين حضروا لمراسيم افتتاح حملة جمع التوقيعات وإلى منتصف الليل بقليل…وهم بهذا الطلب… بهذا الحلم الجميل الذي نتمنى أن يتحقق قبل موعد الدورة الثالثة لتلكيتارت ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد